ارتفع سعر “بتكوين” إلى ما يزيد عن 81000 دولار لأول مرة، إذ حصلت العملة المشفرة على دعم من تبني الرئيس المنتخب دونالد ترمب للأصول الرقمية، واحتمال وجود كونغرس يضم مشرعين مؤيدين للعملات المشفرة.
أُعلن ترمب فائزاً في أريزونا، مما يمثل اكتساحاً واضحاً للولايات السبع المتأرجحة في الولايات المتحدة. وقد دفع فوزه الحاسم في الانتخابات الرئاسية، صناعة الأصول الرقيمة التي أنفقت أكثر من 100 مليون دولار لدعم مجموعة من المرشحين المؤيدين للعملات المشفرة، إلى الاحتفال أيضاً.
ارتفعت أكبر عملة مشفرة بنحو 6.1% يوم الأحد، قبل أن تمتد المكاسب إلى مستوى غير مسبوق بلغ 81497 دولاراً في وقت مبكر من بداية التداولات في آسيا يوم الإثنين. كما دفعت المشاعر الصعودية بأسعار العملات الأصغر إلى الارتفاع أيضاً، بما في ذلك عملة “دوج كوين”، وهي العملة المفضلة لدى جماهير الميم، والتي يروج لها مؤيد ترمب إيلون ماسك.
قال لي شي، المدير الإداري لشركة “أوروس” (Auros) لصناعة السوق في هونغ كونغ إنه “مع انقشاع الغبار الناجم عن فوز ترمب، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل حدوث ارتفاع من نوع ما، نظراً لتصور أن ترمب مؤيد للعملات المشفرة، وهذا ما نراه الآن”.
موجة شراء بسبب ترمب
تعهد ترمب خلال حملته الانتخابية بوضع الولايات المتحدة في مركز صناعة الأصول الرقمية، بما في ذلك إنشاء مخزون استراتيجي من “بتكوين”، وتعيين منظمين يحبون الأصول الرقمية. في الوقت الحالي، لا يولي المتداولون المبتهجون أي اهتمام يذكر لأسئلة مثل سرعة التنفيذ المحتمل، أو ما إذا كان المخزون الاستراتيجي احتمالاً واقعياً.
أدت أجندة ترمب الأوسع نطاقاً المتمثلة في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي، وتخفيضات الضرائب، والحد من البيروقراطية، إلى موجة شراء عبر الأسهم والائتمان والعملات المشفرة. سجل مؤشر “إس آند بي 500” الأسبوع الماضي رقمه القياسي الخمسين هذا العام.
زادت “بتكوين” بنحو 92% حتى الآن في عام 2024، بمساعدة الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة الأميركية المخصصة، وخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. يتجاوز ارتفاع أسعار الرمز المشفر، الذي سجل أرقاماً قياسية جديدة بعد تصويت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، العائدات من الاستثمارات مثل الأسهم والذهب.
أعلنت صناديق الاستثمار المتداولة، المدعومة بصندوق “آي شير بتكوين تراست” (iShares Bitcoin Trust) التابع لشركة “بلاك روك” بقيمة 35 مليار دولار، عن صافي تدفق يومي قياسي بلغ ما يقرب من 1.4 مليار دولار يوم الخميس، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”. في اليوم السابق، قفز حجم تداول صندوق “آي شير إيه تي إف” (iShares ETF)، إلى أعلى مستوى على الإطلاق. وهذه كلها علامات تؤشر إلى كيفية إعادة تشكيل العملات المشفرة من خلال فوز ترمب.
موقف متناقض من الصناعة
يتناقض موقف ترمب مع حملة صارمة على الأصول الرقمية في عهد الرئيس جو بايدن. وصف رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة غاري غينسلر مراراً القطاع بأنه مليء بالاحتيال وسوء السلوك. قامت الوكالة بتشديد الإجراءات على العملات المشفرة بعد انهيار السوق في عام 2022 وسلسلة الانهيارات التي تلتها، ولا سيما إفلاس بورصة “إف تي إكس” الاحتيالية التابعة لسام بانكمان-فريد.
أنفقت شركات الأصول الرقمية بكثافة خلال الحملة الانتخابية لتعزيز المرشحين الذين يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون لمصالحها. وعلى هذه الخلفية، قام ترمب بتغيير وجهته، وأصبح مؤيداً لصناعة وصفها ذات يوم بأنها عملية احتيال.
كتبت نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية “كريبتو إيز ماكرو ناو” (Crypto Is Macro Now)، أن ترمب “وعد بالتنظيم الداعم، والاكتساح في مجلسي النواب والشيوخ يجعل تمرير مشاريع قوانين العملات المشفرة أكثر احتمالية”.
