تراجع سعر النحاس عن أعلى مستوى إغلاق له منذ أوائل أبريل، بعد أن أظهرت البيانات تراجعاً في نشاط المصانع الصينية، مما يُشير إلى الكيفية التي يتضرر بها أكبر اقتصاد في آسيا بالنزاع التجاري مع الولايات المتحدة على أكبر اقتصاد في آسيا.
انخفض مؤشر مديري المشتريات الرسمي لقطاع التصنيع في الصين إلى 49 نقطة مقارنة مع 50.5 في مارس. وهذا المستوى أضعف بكثير مما توقعه الاقتصاديون، ويعني أن قطاع التصنيع تحول من النمو -الذي تشير إليه أي قراءة فوق مستوى 50 نقطة- إلى الانكماش مع تصاعد التوترات التجارية هذا الشهر.
المواجهة مع أميركا تهدد طلب السلع الأولية
شهد النحاس انتعاشاً قوياً خلال الأسبوعين الماضيين وسط مؤشرات على شح ملحوظ في السوق، مع انخفاض مخزونات الصين وارتفاع علاوات الاستيراد. عزا المحللون ذلك إلى عوامل مختلفة، منها نقص الخردة، وزيادة الطلب من قطاع الطاقة الشمسية في البلاد، والتأثير غير المباشر للإسراع في شحن المعدن إلى الولايات المتحدة.
لكنهم حذّروا أيضاً من أن هذا الارتفاع قد يكون قصير الأمد. تُظهر بيانات المصانع الصادرة يوم الأربعاء كيف أن المواجهة عالية المخاطر بين بكين وواشنطن بشأن الرسوم الجمركية بدأت بالفعل تؤثر على المصانع الصينية، وتهدد آفاق الطلب على السلع الأساسية.
انخفض النحاس بنسبة 0.6% ليصل إلى 9384 دولاراً للطن بحلول الساعة 10:55 صباحاً بتوقيت شنغهاي، مما يضعه على مسار تكبد خسارة تزيد عن 3% في أبريل بعد خسائر فادحة في بداية الشهر. كما انخفض الألومنيوم والزنك في بورصة لندن للمعادن.
استمرار معاناة الصلب
في غضون ذلك، لا يزال قطاع الصلب في الصين يعاني، وتتجه العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة لتسجيل انخفاض شهري ثالث. تراجعت الأسعار بنسبة 0.4% لتصل إلى 98.10 دولار للطن يوم الأربعاء، مسجلةً انخفاضاً بنسبة 2.9% في أبريل.
كما أعلنت شركة “أنجانغ ستيل”، ثاني أكبر شركة لصناعة الصلب في البلاد، عن تكبد خسارة فصلية هي الحادية عشرة على التوالي، على الرغم من أن خسارتها كانت أقل بنسبة 67% على أساس سنوي.
