رفعت شركة “باراماونت سكاي دانس” قيمة رسوم التعويض التي ستدفعها حال فسخ اتفاق الاستحواذ على شركة “وارنر براذرز ديسكفري” وفقاً للعرض المقترح إلى 5 مليارات دولار، أي أكثر من ضعف القيمة السابقة، وفقاً لأشخاص مطلعين على عرض الشركة. ويُعد هذا المبلغ جزءاً من مقترح مُحسن يهدف إلى التفوق على العروض المنافسة.
ستُدفع هذه الرسوم لشركة “وارنر براذرز” إذا جرى التوصل إلى اتفاق ثم لم تُستكمل الصفقة لاحقاً. ويعكس ذلك ثقة “باراماونت” في قدرتها على تمرير عملية الاندماج المقترحة أمام الجهات التنظيمية، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لعدم الإعلان عن الشروط. كانت “باراماونت” قد اقترحت بوقت سابق رسوماً بقيمة 2.1 مليار دولار.
عروض الاستحواذ على “وارنر براذرز”
تدرس “وارنر براذرز”، المالكة لقناتي “إتش بي أو” و”سي إن إن”، عروضاً مقدمة من 3 شركات إعلامية –”باراماونت” و”نتفليكس” و”كومكاست”. ومن المتوقع أن تحسم خيارها خلال الأسبوعين المقبلين. تلقت الشركة جولة ثانية من العروض الإثنين الماضي، وبدأت منذ ذلك الحين مناقشات مع الأطراف المهتمة.
اقرأ المزيد: “وارنر براذرز” تجري محادثات للاندماج مع “باراماونت غلوبال”
كانت “باراماونت”، المالكة لشبكة “سي بي إس” وقنوات “إم تي في” وغيرها من الأصول الإعلامية، هي من فعّلت مسار بيع “وارنر براذرز” بعدما تقدمت بعدة عروض غير مرغوبة لشراء الشركة. وبدأت “وارنر براذرز” عملية رسمية لقبول العروض في أكتوبر الماضي.
قدمت “باراماونت” حتى الآن 5 عروض إجمالاً. تسعى الشركة إلى الاستحواذ الكامل على “وارنر براذرز”، بينما تعتمد عروض “نتفليكس” و”كومكاست” على فصل شبكات الكابل التابعة لـ”ورانر براذرز” في صفقة منفصلة. تقول “باراماونت” إن عملية الفصل تُصنف حدثاً خاضعاً للضرائب بالنسبة لـ”ورانر براذرز”، ما يجعل عرضها أكثر جاذبية.
“باراماونت” تحت سيطرة عائلة “أوراكل”
رغم أن العروض الثلاثة جميعها ستخضع لتدقيق تنظيمي وقد أثارت مخاوف بشأن خسائر الوظائف في هوليوود، تبقى “باراماونت” الأصغر بينها. تعد “كومكاست” الأكبر من حيث المبيعات، بينما تتمتع “نتفليكس” بأعلى قيمة سوقية.
كما تتمتع “باراماونت” بأوثق علاقة مع الإدارة الأميركية الحالية، التي تتخذ موقفاً أكثر تدخلاً في تنظيم قطاع الإعلام. منذ اندماج “باراماونت” مع شركة “سكاي دانس ميديا” (Skydance Media) في أغسطس الماضي، باتت الشركة تحت سيطرة عائلة رئيس مجلس إدارة “أوراكل” لاري إليسون. يشغل ابنه ديفيد منصب الرئيس التنفيذي لـ”باراماونت”. يُعرف عن لاري إليسون أنه من أبرز الداعمين للرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما أن الرئيس أثنى على كل من لاري وديفيد إليسون في تصريحات علنية.
قال ديفيد إليسون للحضور في مؤتمر “بلومبرغ اسكرين تايم” في أكتوبر الماضي إنه يتمتع بـ”علاقة جيدة” مع إدارة ترمب. ويجب أن يحصل أي اندماج محتمل مع “وارنر براذرز” على موافقة وزارة العدل الأميركية.
مخاوف الاحتكار
قد أثار عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري داريل عيسى مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار بشأن استحواذ “نتفليكس” على “وارنر براذرز”، مستشهداً باحتمالات زيادة تركيز قطاع البث عبر الإنترنت في يد عدد قليل من الشركات. كما أعرب مسؤولون في البيت الأبيض عن قلقهم من عرض “نتفليكس”، وفقاً لما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”. يعمل مسؤولو “نتفليكس” على استمالة مجلس إدارة “وارنر براذرز” والسياسيين على حد سواء.
اقرأ أيضاً: مساهمو “باراماونت” سيرغبون بإعادة كتابة سيناريو الشركة
حتى الآن، لم تقدم “باراماونت” عرضاً ينجح في إقناع قيادة “وارنر براذرز”. يستهدف مجلس الإدارة سعراً يبلغ 30 دولاراً للسهم، ما يقيم الشركة بنحو 75 مليار دولار تقريباً، باستثناء الديون. ورغم عدم إعلان الشروط الدقيقة للعروض، قال عدد من المطلعين على المناقشات إن عرض “نتفليكس” أعلى من عرض “باراماونت”.
