اخر الاخبار

روسيا وإيران توقعان اتفاقية شراكة استراتيجية قبل ولاية ترمب الجديدة

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان اتفاقية شراكة استراتيجية جديدة فيما يستعد البلدان لمواجهة تداعيات عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي وُقعّت بحفلٍ أقيم في الكرملين يوم الجمعة، تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسيا وإيران، حيث يسعى البلدان للتكيف مع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال بوتين في تصريحات متلفزة في بداية الاجتماع: “إنه أمر مهم لأنه يسمح لنا بإضافة زخم جديد عملياً إلى النطاق الكامل لتعاوننا”. ووصف الاتفاق بأنه “اختراق” في العلاقات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بيزشكيان بعد القمة.

ومن جانبه، قال بيزشكيان: “إن اتفاق اليوم يفتح حقبة جديدة في العلاقة بين إيران وروسيا”.

روسيا تزوّد إيران بالغاز

في ظل مواجهة إيران لأزمة طاقة محلية وعدم قدرتها على تلبية مستويات قياسية من الطلب على الغاز الطبيعي والكهرباء، طرح بوتين احتمال الحصول على الطاقة من روسيا، رغم أنه لم يقدم جدولاً زمنياً.

روسيا يمكن أن تزود إيران بالغاز بصادرات تبدأ بملياري متر مكعب سنوياً، على أن ترتفع إلى 55 مليار متر مكعب في المستقبل، وفق تصريحات بوتين رداً على سؤال حول مدى التقدم في مشروع خط أنابيب الغاز إلى إيران. وأضاف أنه لا يزال هناك “العديد من الأسئلة، بما في ذلك تلك المتعلقة بمعايير الأسعار”، بحاجة إلى حل.

اقرأ المزيد: فريق ترمب يخطط لعقوبات نفطية شاملة على روسيا وإيران

تقارب روسي إيراني

شهدت العلاقات بين روسيا وإيران تقارباً كبيراً منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، والذي أدى إلى فرض عقوبات شاملة على موسكو ودفعها إلى مواجهة هي الأشد مع الغرب منذ الحرب الباردة. وتعمل روسيا على بناء مسار تجاري مع طهران يصل إلى الهند بهدف تخفيف تأثير العقوبات، كما ناقش المسؤولون تعزيز التعاون المالي والمصرفي، حيث تسعى موسكو للاستفادة من تجربة إيران الطويلة مع العزلة الدولية.

قالت نيكول غرايجوفسكي، الباحثة في برنامج السياسة النووية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في العلاقات بين روسيا وإيران: “كانت روسيا حذرة في السابق من وصف علاقتها مع إيران بأنها استراتيجية لتجنب استعداء أطراف إقليمية رئيسية مثل السعودية وإسرائيل والإمارات وحتى الغرب”. وأضافت: “الآن، تعتمد روسيا على إيران في حربها”.

تعهد ترمب، الذي سيتولى منصبه رسمياً يوم الإثنين، بوضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، رغم عدم وضوح كيفية تحقيقه تسوية بين موسكو وكييف. من جهة أخرى، هدد مستشاره للأمن القومي بالعودة إلى سياسة “الضغط الأقصى” التي تبناها ترمب تجاه إيران في ولايته الأولى، لكن ترمب أشار أيضاً إلى رغبته في تحقيق استقرار في العلاقة مع طهران.

تعزيز التعاون الدفاعي

وفقاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ستشمل الاتفاقية التزامات بتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، لكنها لن تتضمن تعهداً بالدفاع المتبادل مثل الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها روسيا مع كوريا الشمالية، وفقاً لتصريحات السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي لوكالة “تاس” الروسية الرسمية يوم الخميس.

واتفقت روسيا وإيران على عدم تقديم مساعدة عسكرية أو غيرها لأي دولة تتصرف كمعتدية على الأخرى، وفقاً لنص المعاهدة المنشور على الموقع الإلكتروني للكرملين.

منذ بداية الحرب، زودت إيران روسيا بمئات الطائرات الهجومية الموجّهة عن بُعد التي استُخدمت لضرب أوكرانيا، كما أرسلت صواريخ باليستية لدعم بوتين، وفقاً للولايات المتحدة ودول أوروبية. وتنفي طهران إرسال أسلحة إلى روسيا.

تسعى إيران للحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور “S-400” لحماية منشآتها، بما في ذلك المواقع النووية، من الهجمات. كما طلبت من روسيا تزويدها بمقاتلات “Sukhoi Su-35” بهدف تحديث قواتها الجوية التي تعاني من العقوبات منذ عقود.

قال نيكولاي كوزانوف، الدبلوماسي الروسي السابق في إيران والذي يعمل الآن أستاذاً مشاركاً في مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، إن البلدين “في نفس الخندق بالحرب ضد الغرب”، وأضاف: “ليست المعاهدة في حد ذاتها هي المهمة، بل التوقيت. يحتاج بوتين وبيزشكيان إلى فهم كيف يمكنهم الوقوف في وجه ترمب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *