اخر الاخبار

رسوم ترمب الثقيلة تطوق رقبة شركات الحديد

تواجه أكبر شركات تعدين الحديد في العالم انطلاقة متعسرة خلال عام 2025، في ظل تأثر الإنتاج بالظروف الجوية القاسية، بينما تستعد الصين، أكبر مشترٍ لهذا الخام، لخوض حرب تجارية.

أعلنت كل من “بي إتش بي غروب” (BHP Group)، و”ريو تينتو غروب” (Rio Tinto Group)، و”فالي” (Vale SA) هذا الأسبوع عن تراجع في شحناتها الفصلية مقارنة بالعام الماضي، نتيجة اضطرابات ناجمة عن الأعاصير التي ضربت منطقة بيلبارا الأسترالية، والأمطار الغزيرة التي اجتاحت شمال البرازيل. وكانت “ريو تينتو” الأكثر تضرراً، بعدما انخفضت صادراتها بنسبة 9% لتسجل أدنى مستوى لها منذ ست سنوات.

هذا التراجع يضع الشركات تحت ضغط لتعويض النقص في الإمدادات، في وقت قد تؤدي فيه التوترات التجارية المتصاعدة مع واشنطن إلى الإضرار بشدة بالاقتصاد الصيني. والسؤال المطروح الآن: هل ستقدم بكين حزمة تحفيزية كافية لدعم الطلب على الصلب ومكوناته الأساسية، وعلى رأسها الحديد؟

في هذا السياق، قال ديفيد كاشوت، مدير أبحاث خام الحديد لدى شركة “وود ماكنزي” (Wood Mackenzie): “قد نشهد مرحلة تعافٍ تُكثف خلالها هذه الشركات الإنتاج لتعويض الفاقد”، مضيفاً: “المشاركون في السوق يترقبون تحركات بكين لتحفيز اقتصادها بشكل أكبر، وهو ما يُشكل عبئاً إضافياً لا تحتاجه البلاد في الوقت الراهن”.

سوق الحديد.. معروض أكبر وأسعار أقل

قبل تفاقم اضطرابات الإمدادات واحتدام التوترات التجارية، كانت سوق الحديد تعاني بالفعل من وفرة في المعروض، بينما بدأ الطلب يتراجع داخل الاقتصاد الصيني الذي بلغ مرحلة النضج. رغم ذلك، استقرت أسعار العقود الآجلة للخام في سنغافورة عند متوسط 103 دولارات للطن خلال الربع الأول، وهو مستوى مماثل تقريباً لما سُجّل في الربع السابق.

قد يهمك أيضاً: عمالقة التعدين في ورطة بعد تراجع طلب الصين على الحديد

لكن مطلع هذا الشهر شهد سعر خام الحديد هبوطاً حاداً، إذ انخفضت الأسعار إلى ما دون 95 دولاراً للطن، بعد إعلان إدارة ترمب فرض رسوم جمركية عقابية على الواردات الصينية، وردّت بكين بإجراءات مماثلة شملت تعريفات باهظة على السلع الأميركية.

“الصين” مصدر قلق للمصنعين

تضع التحولات المفروضة على بكين شكوكاً حول مدى قدرتها على تحقيق أهدافها الاقتصادية، إذ يسعى المسؤولون إلى توسيع قاعدة الاستهلاك المحلي لتعويض تراجع الصادرات، وهو ما قد يدعم الطلب على الصلب المستخدم في تصنيع السيارات والأجهزة المنزلية والآلات الثقيلة.

ويعول متداولو خام الحديد على عودة بكين إلى نهجها التقليدي في مواجهة التباطؤ، من خلال تعزيز الإنفاق على مشروعات البنية التحتية التي تستهلك كميات هائلة من الصلب، وبالتالي دعم الطلب على خام الحديد.

لكن في المقابل، يحذر مايك هنري، الرئيس التنفيذي لشركة “بي إتش بي”، يوم الخميس، من أن تباطؤ النمو العالمي وتزايد تفكك النظام التجاري العالمي قد ينعكسا سلباً على أداء الشركة.

واختتم هنري: “إن قدرة الصين على التحول نحو اقتصاد قائم على الاستهلاك، بالتوازي مع تكيف تدفقات التجارة مع البيئة الجديدة، ستكونان عنصرين حاسمين في الحفاظ على استقرار التوقعات الاقتصادية العالمية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *