اخر الاخبار

رئيس الوزراء الفلسطيني يقول إنه سيعيد إعمار غزة بمساعدة ترمب

قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد مصطفى، إن حكومته تعتزم إعادة إعمار غزة بمساعدة الولايات المتحدة والسعودية، في عملية قال إنها ستعيد تشكيل الشرق الأوسط، وتتطلب إنهاء حكم “حماس” والوجود الإسرائيلي على الأرض.

أعرب مصطفى عن تفاؤله إزاء الاتصالات المبدئية مع مساعدي الرئيس دونالد ترمب، لكنه رفض فكرة الرئيس الأميركي بشأن إعادة توطين معظم سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص في دول مثل مصر والأردن خلال مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب.

قال مصطفى، البالغ من العمر 70 عاماً، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” من مكتبه في رام الله بالضفة الغربية يوم الأربعاء: “لدي كل الأسباب التي تدفعني للاعتقاد بأن هذه الإدارة ستساعدنا جميعاً في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يمكن أن ينهي الصراع في المنطقة”.

كما التقى مسؤول فلسطيني بارز آخر، وهو حسين الشيخ، مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، في الرياض يوم الثلاثاء.

اقرأ المزيد: الوسطاء يعلنون التوصل لاتفاق وقف النار في غزة يبدأ في 19 يناير

إصرار السكان على البقاء في غزة

وعن نقل سكان غزة إلى الخارج، أكد أن ذلك لا ينبغي أن يحدث حتى ولو لفترة قصيرة. وتابع: “السكان مصرون على البقاء في غزة.. يمكننا إصلاح الوضع دون إخراجهم”.

رداً على سؤال بشأن كيف يرى مهمة إعادة إعمار القطاع بعد 15 شهراً من الدمار الذي خلفته الحرب، قال مصطفى: “سنعمل على ضمان إبعاد إسرائيل وحماس خارج المشهد لنتمكن من القيام بذلك”.

جاءت تصريحات مصطفى خلال الأسبوع الثاني من هدنة هشة مدتها 42 يوماً بين إسرائيل و”حماس”. ووافقت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إطلاق سراح مئات المسجونين الفلسطينيين لديها خلال هذه الفترة مقابل الإفراج التدريجي عن 33 رهينة جرى أسرهم خلال هجوم “حماس” في أكتوبر 2023، الذي أدى إلى اندلاع الحرب. ومن المتوقع تنفيذ عملية تبادل أخرى يوم الخميس.

يعتبر نتنياهو علاقته بترمب وثيقة بشكل خاص. ومن المقرر أن يلتقيا في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، وهو أول اجتماع يعقده الرئيس الأميركي مع مسؤول أجنبي منذ عودته إلى السلطة. ومن المحتمل أن يبلغ نتنياهو الرئيس الأميركي بأن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي لا يمكن الاعتماد عليها، وأن هناك حاجة إلى هيكل حكم جديد للفلسطينيين. كما تسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة في المستقبل المنظور.

تحظى السلطة الفلسطينية بالاعتراف دولياً، وتدير أجزاءً من الضفة الغربية. وفي عام 2007 انتزعت “حماس” السيطرة على غزة من السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى وجود كيانين فلسطينيين حاكمين.

قال مصطفى إنه بدأ تنفيذ برنامج للحد من الفساد وعدم الكفاءة داخل إدارته، مشيراً إلى أنه على تواصل وثيق مع البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل تأمين مساكن طارئة وسلع أساسية أخرى لغزة.

اقرأ المزيد: 11 أولوية لرئيس وزراء فلسطين الجديد محمد مصطفى.. فما هي؟

حكومة واحدة

في نهاية المطاف، قال مصطفى إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت إدارة السلطة الفلسطينية. وأوضح أن “حماس” يمكن أن تستمر كحركة ثقافية وسياسية، لكنها لا يمكن أن تحكم غزة أو تحتفظ بطابعها العسكري.

استطرد مصطفى: “نتوقع وجود حكومة واحدة، ونظام واحد، ومؤسسة واحدة، وقوة شرطة واحدة”، مضيفاً: “بالتالي، نتوقع ألا تتولى حماس الحكم كحزب سياسي”.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سكان غزة يرغبون في عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع، حيث ساهمت المخاوف من الفساد في فوز “حماس” في الانتخابات التشريعية في غزة والضفة الغربية عام 2006.

تم تعيين مصطفى، الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة “جورج واشنطن”، رئيساً للوزراء في مارس من العام الماضي بقرار من الرئيس محمود عباس، وهو من الشخصيات المقربة منه منذ سنوات. وشغل سابقاً منصب رئيس “صندوق الاستثمار الفلسطيني”، وعمل نائباً لرئيس الوزراء بين عامي 2013 و2015، كما قضى سنوات طويلة في البنك الدولي.

أما مسألة من سيتولى الإشراف على إعادة إعمار غزة عند انتهاء الحرب بين إسرائيل و”حماس”، فهي من القضايا المطروحة للنقاش خلال فترة عملية وقف إطلاق النار، حيث تُعد السلطة الفلسطينية جزءاً من هذا الحوار. وتعهدت إسرائيل باستحالة عودة “حماس” إلى الحكم، إلا أن المشاهد التي أظهرت عودة مسلحي الحركة المدعومة من إيران بسرعة إلى الشوارع أثارت تساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك الهدف.

معارضة حكومة نتنياهو

تعارض حكومة بنيامين نتنياهو مشاركة السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب، بحجة أنها معادية لإسرائيل ولا تختلف كثيراً عن “حماس”. لكن مصطفى يرى أن هذا الموقف قد يتغير داخل إسرائيل وخارجها.

قال: “أفترض أن هناك ما يكفي من الحكمة السياسية في إسرائيل، بالإضافة إلى الضغوط الضرورية من المجتمع الدولي، لتذكير إسرائيل بأن السلام في المنطقة هو الطريق الأفضل للجميع”.

أضاف أن إعادة إعمار غزة ستوفر إطاراً لنظام إقليمي جديد؛ لأنها قد تشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، وهو هدف تسعى إليه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، بما في ذلك ترمب، إلى جانب إقصاء “حماس” وميليشيات أخرى مدعومة من إيران.

تابع مصطفى: “نأمل أن يضع هذا الأمور في سياقها الصحيح، ويوفر الحافز الكافي للمضي قدماً”، مشيراً إلى أن إعادة إعمار غزة تُعد جزءاً أساسياً من إعادة تشكيل الشرق الأوسط.

يُذكر أن “حماس” مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى.

اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء الفلسطيني: لابد للسُّلطة أن تدير غزة بعد الحرب

تدخل ترمب

ازدادت حالة عدم اليقين في النقاش حول مستقبل غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع بعدما صرح ترمب بأنه “يريد أن تستقبل مصر بعض السكان، ويريد أن تستقبلهم الأردن”.

قال ترمب: “أنت تتحدث عن حوالي مليون ونصف شخص”، واصفاً غزة بأنها “مكان مدمَر”. وأضاف: “نحن فقط نعيد ترتيب الأمور”.

رفضت مصر والأردن الخطة بشكل قاطع على الرغم من اعتمادها على المساعدات المالية الأميركية. أشار ترمب إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صديق له، مضيفاً: “أعتقد أنه سيقبل بذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيقبل ذلك أيضاً”.

لكن السيسي رد يوم الأربعاء قائلاً إن مثل هذه الخطوة ستكون “ظلماً لا يمكننا المشاركة فيه”.

اقرأ المزيد: ترمب يقترح نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن لفترة “مؤقتة أو طويلة”

مداهمات إسرائيلية في الضفة الغربية

نفذت إسرائيل عمليات مداهمة في الضفة الغربية منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الحملة تستهدف الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة. في الوقت نفسه، نفذت السلطة الفلسطينية عمليات أمنية خاصة بها في المنطقة منذ ديسمبر، مستهدفة جماعات مسلحة مثل “حماس” و”الجهاد الإسلامي الفلسطيني”.

شهدت المنطقة تصاعداً متكرراً للعنف على مدى سنوات، جزئياً بسبب الاشتباكات بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعتقد اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل حكومة نتنياهو، بأن للإسرائيليين الحق في العيش هناك ويدعمون ضم الضفة الغربية. كما يدعو البعض إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة، والتي انسحبت منها إسرائيل عام 2005.

أثار امتناع السلطة الفلسطينية عن إدانة هجوم “حماس” في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر 250 آخرين، غضباً في إسرائيل. عند سؤاله عن ذلك، قال محمد مصطفى إن رد إسرائيل العسكري كان عنيفاً لدرجة أنه دفع الفلسطينيين إلى التركيز على تداعياته بدلاً من الهجوم الأولي.

بحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها “حماس”، فقد قُتل نحو 47 ألف شخص من سكان غزة في الحرب.

قال مصطفى: “قيادتنا صرحت بوضوح أنها لا توافق على ما حدث في 7 أكتوبر”. أضاف أن ما حدث في 7 أكتوبر خلق في اليوم التالي مشكلة أسوأ بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *