اخر الاخبار

دول البلطيق تنفصل عن شبكة الكهرباء الروسية لتحقيق الاستقلالية

نجحت دول البلطيق في الانفصال عن شبكة الكهرباء الروسية والربط مع شبكة أوروبا القارية، مما عزز استقلالها في الطاقة الذي طالما سعت إلى تحقيقه للتخلي عن شبكة موسكو.

انفصلت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا أمس السبت، عن الشبكة الكهربائية عالية الجهد التي كانت تربطها بروسيا وبيلاروسيا، حيث عملت شبكاتها بشكل مستقل ليوم واحد قبل أن تتصل رسمياً بشبكة الكهرباء الأوروبية عبر بولندا اليوم الأحد.

جرى العد التنازلي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس استعداداً لهذا الحدث التاريخي، بينما أكدت شركات الطاقة في المنطقة أن المستهلكين لم يشعروا بأي تغيير في الخدمة.

يعد هذا التحول ثمرة جهد استمر خمس سنوات مدعوماً بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.6 مليار يورو (1.65 مليار دولار)، لإعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية في دول البلطيق والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

اعتُبر أمن الطاقة بمثابة أمن قومي بالنسبة للدول الثلاث الواقعة على الطرف الشرقي لحلف “ناتو”، وجميعها لديها حدود مشتركة مع روسيا، وتُعد من أشد الداعمين لأوكرانيا في مقاومتها ضد الغزو الروسي الشامل.

اقرأ أيضاً: ما التحديات التي تواجه أوروبا مع انتهاء اتفاقية عبور الغاز الروسي؟

الربط مع شبكة الكهرباء الأوروبية

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال احتفال في فيلنيوس بحضور رؤساء بولندا ودول البلطيق: “اليوم نصنع التاريخ. اليوم نربط دول البلطيق بشبكة الكهرباء الأوروبية القارية. ونقطع آخر الروابط المتبقية مع روسيا. وأخيراً، تحررنا من التهديدات والابتزاز”.

أضافت: “يتم التخلص من خطوط الكهرباء التي تربطكم بروسيا وبيلاروسيا. هذه السلاسل التي كانت تقيّدكم بجيران معادين ستصبح جزءاً من الماضي. هذه هي الحرية من التهديدات، وحرية من الابتزاز”.

لطالما اتهمت دول البلطيق روسيا باستخدام الطاقة كسلاح لمعاقبة خصومها ومكافأة حلفائها. على الرغم من أنها أوقفت استيراد النفط والغاز الطبيعي والكهرباء الروسية منذ عام 2022، إلا أن موسكو ظلت تتحكم بتردد الشبكة الكهربائية في المنطقة، ما منحها نفوذاً تقنياً على إمدادات الطاقة بهذه الدول.

قال وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس الأسبوع الماضي في مقابلة مع تليفزيون”بلومبرغ”: “هذه رسالة قوية إلى روسيا مفادها أننا نتخلص من آخر منظومة كنا مرتبطين بها”.

أضاف أن الخطوة ليست فقط إشارة سياسية لروسيا، ولكنها أيضاً “إشارة قوية” للحلفاء الأوروبيين بأن تحقيق استقلال الطاقة أمر ممكن، مشدداً على أن المسألة تتطلب الوقت والاستثمار، ولكن الأهم من ذلك، إرادة سياسية قوية.

في الأشهر الأخيرة، كثّف القادة الأوروبيون جهودهم لحماية أمن بحر البلطيق، وهو منطقة استراتيجية تعرضت عدة كابلات طاقة بحرية بها لأضرار بالغة. ردّاً على ذلك، نشرت دول البلطيق سفناً عسكرية لتعزيز دورياتها وحماية بنيتها التحتية البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *