خط أنابيب النفط الجديد يسبب شرخاً في حكومة كندا

خسر رئيس وزراء كندا مارك كارني أحد وزرائه بسبب اتفاقه المتعلق بخط أنابيب النفط مع مقاطعة ألبرتا، في أول شرخ كبير داخل حزبه بشأن سياسات الحكومة في مجال الطاقة.
استقال ستيفن غيلبو، الناشط البيئي السابق في “غرينبيس” من منصبه كوزير للثقافة في حكومة كارني، لكنه سيظل عضواً في التكتل الليبرالي.
وفي بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الخميس، انتقد غيلبو الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع ألبرتا، قائلاً إن الحكومة أخفقت في التشاور مع السكان الأصليين، وإن خط الأنابيب سيشكل مخاطر بيئية كبيرة.
كتب غيلبو: “عندما دخلت عالم السياسة، كان ذلك لأنني كنت أؤمن بشدة بأن بإمكاني إحداث فرق في مكافحة تغير المناخ”. وأضاف: “لا يزال التزامي بترك عالم أفضل لأطفالنا وللكوكب راسخاً من دون تغيير”.
انتقاد لرئيس الوزراء الجديد
انتُخب غيلبو لأول مرة في عام 2019، وتولى منصبي وزير التراث ووزير البيئة في حكومة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو. كما يتمتع يحضور بارز في مقاطعة كيبيك، التي تُعد ساحة انتخابية حاسمة ساهمت في فوز كارني في انتخابات هذا العام.
وفي رسالته، أشار غيلبو إلى أن حكومة كارني فككت جزءاً كبيراً من إرثه كوزير للبيئة، بما في ذلك إلغاء تسعير الكربون على المستهلكين، وتأجيل معيار المركبات عديمة الانبعاثات، والتخلي عن سقف انبعاثات قطاع النفط والغاز.
اقرأ أيضاً: كندا تتوصل لاتفاق داخلي يمهد الطريق لإنشاء خط أنابيب نفطي
اتفاق مع ألبرتا يفتح الباب أمام خط أنابيب جديد
يوم الخميس، كشف كارني عن اتفاق موقّع مع رئيسة وزراء ألبرتا الغنية بالنفط دانييل سميث.
وتتعهد الوثيقة بدعم الحكومة الفيدرالية لإنشاء خط أنابيب نفط جديد إلى الساحل الغربي لكندا، وإلغاء بعض اللوائح البيئية التي تعود إلى عهد ترودو، مقابل موافقة ألبرتا على رفع سعر الكربون الصناعي والمساهمة في إنشاء مشروع احتجاز كربون بقيمة 16.5 مليار دولار كندي (11.8 مليار دولار) لحقول الرمال النفطية.
وكان غيلبو أيضاً ممثل كارني في كيبيك، ويشغل منصب المتحدث الرئيسي باسم رئيس الوزراء في المقاطعة الناطقة بالفرنسية.
اقرأ أيضاً: كندا والنفط.. إنتاج ضخم يرزح تحت ضغوط داخلية وخارجية
وبينما يُعد شخصية مثيرة للجدل في غرب كندا، يُعتبر غيلبو سياسياً مؤثراً في مقاطعته الأم، حيث يميل الدعم لسياسات المناخ إلى أن يكون أقوى.
ولعب الناخبون في كيبيك دوراً مهماً في انتصار كارني في انتخابات أبريل. فقد وسّع الليبراليون عدد مقاعدهم البرلمانية في المقاطعة إلى 44 بعد أن كانت 33، وذلك على حساب حزب “الكتلة الكيبيكية” القومي، بعدما التف الناخبون حول كارني في مواجهة ما اعتبروه تهديدات قادمة من الولايات المتحدة.



