عدلت شركة “السعودية للصناعات الأساسية” (سابك) عملاق البتروكيماويات رؤيتها للطلب على البتروكيماويات هذا العام بعدما سجلت خسارة مفاجئة في أرباحها للربع الثاني على التوالي، مع استمرار تباطؤ المبيعات وتنفيذ الشركة خطة لإعادة هيكلة أعمالها بهدف خفض التكاليف.
وعقب دخول الشركة عام 2025 بنبرة تفاؤلية حذرة، تبنّت “سابك” موقفاً أكثر تحفظاً تجاه آفاق الطلب على الصناعات النهائية مع بداية الربع الثاني لهذا العام.
رجّحت الشركة مطلع العام تحسناً يتجاوز 1% في الطلب على ثلاثة قطاعات رئيسية، وهي: الصناعات العامة، والإلكترونيات والكهربائيات، والعناية الشخصية والرعاية الصحية، إلا أن نتائج الربع الأول كشفت عن واقع مختلف، تمثل في تسجيل خسائر تشغيلية بلغت 770 مليون ريال، مقابل 50 مليون ريال في الربع السابق، وجاءت كذلك مخالفة للتوقعات بتحقيق أرباح تشغيلية بقيمة 2.4 مليار ريال.
اقرأ المزيد: سابك تخالف التوقعات وتتكبد 1.21 مليار ريال خسائر خلال الربع الأول 2025
وجاءت هذه الخسائر مدفوعة بتكاليف غير متكررة بقيمة 1.07 مليار ريال، نتجت عن مبادرة استراتيجية لإعادة هيكلة الأعمال. ووفقاً لما أكده الرئيس التنفيذي عبدالرحمن الفقيه، فإن هذه الخطوة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل، وتحقيق وفورات عبر خفض النفقات وتعزيز الكفاءة التنظيمية.
ثلاثة قطاعات واعدة لم تصمد أمام الضغوط
في فبراير الماضي، رجّحت “سابك” تحسّن الطلب خلال الربع الأول على قطاعات الصناعات العامة، والإلكترونيات والكهربائيات، والعناية الشخصية والرعاية الصحية.
غير أن هذه التوقعات لم تنعكس بشكل ملموس على الأداء التشغيلي في الربع الأول، إذ سجلت الشركة إيرادات بلغت 34.6 مليار ريال، بانخفاض طفيف عن 34.7 مليار ريال في الربع السابق، ما يعكس أن التحسن في الطلب – إن وُجد فعلاً – كان محدوداً وغير كافٍ لتعويض الضغوط الأخرى.
قراءة سابك للربع الثاني.. استقرار بلا تعافٍ
اتسمت نظرة “سابك” المستقبلية للربع الثاني من عام 2025 بقدر من التحفظ، إذ توقعت استقرار الطلب على معظم الصناعات النهائية مقارنة بالربع الأول، وتشمل هذه الصناعات: التعبئة والتغليف، البناء والتشييد، الزراعة، السلع الاستهلاكية، النقل، القطاع الصناعي، السيارات، العناية الشخصية والرعاية الصحية، والإلكترونيات والكهربائيات.
ويعكس هذا التقييم قدراً أكبر من الواقعية في مواجهة التحديات، إذ أشار الرئيس التنفيذي عبدالرحمن الفقيه إلى استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، موضحاً أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بلغ 2.97% خلال الربع الأول، بينما ظل مؤشر مديري المشتريات الصناعي دون مستويات النمو المستهدفة، وهو ما يدل – بحسب تعبيره – على استمرار حالة الارتياب في بيئة الأعمال.
الاستثمارات مستمرة وتوفير في برنامج القوى العاملة
ورغم الأداء التشغيلي السلبي، أكدت “سابك” أنها مستمرة في إدارة استثماراتها الرأسمالية التي من المتوقع أن تتراوح بين 3.5 و4 مليارات دولار خلال عام 2025، دون تغيير يُذكر عن توقعاتها السابقة.
وفي بيانها للنتائج المالية، أوضحت الشركة أنها تواصل التركيز على تعظيم القيمة للمساهمين، من خلال تنفيذ برنامج للتحسين الاستراتيجي للقوى العاملة من المتوقع أن يوفر أكثر من 90 مليون دولار سنوياً، إلى جانب تحقيق 2.7 مليار دولار عبر أنشطة التعاون المشترك مع “أرامكو السعودية”.
كما أكدت الشركة أنها ستواصل تحسين محفظة الأعمال الاستثمارية، والتخصيص المنضبط لرأس المال، بما يدعم جهودها لتجاوز التحديات التي تواجه القطاع، وتحقيق قيمة مستدامة على المدى الطويل.
