اخر الاخبار

“خزنة” الإماراتية تسعى للسيطرة على ربع سوق مراكز البيانات السعودية

تخطط شركة “خزنة”، المتخصصة في تطوير مراكز البيانات في الإمارات، للتوسع بقوة في السعودية، وسط تنافس الدول الغنية بالنفط على تعزيز طفرة الذكاء الاصطناعي. 

وقال حسن النقبي الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مقابلة بمقر الشركة في دبي: “نأمل في الحصول حصة 25% على الأقل من السوق السعودي”.

 حددت “خزنة” موقعين لإقامة مراكز البيانات في المملكة، حيث تتنافس مع العديد من الشركات المحلية المتخصصة وشركات الاتصالات، بحسب النقبي، موضحاً “لا أحد منها لديها الخبرة في التعامل مع الشركات المزودة للبنى التحتية الضخمة والقابلة للتوسع (ايبر سكالير) من حيث التصميم والتنفيذ والتشغيل”. 

لقد أصبحت عمالقة الحوسبة السحابية الأميركية، تتطلع بشكل متزايد إلى منطقة الخليج العربي للتوسع، مستفيدة من الطاقة الرخيصة والوفيرة والعقارات المتاحة في المنطقة.

يأتي ذلك، مع جعل الإمارات والسعودية من بنية الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية من استراتيجيات تنويع اقتصادهما، مما أدى إلى إطلاق سباق مكلف لبناء مستودعات لتخزين الخوادم والرقائق المتطورة.
وقالت شركة خزنة، التي تم تأسيسها بواسطة “مبادلة”، إنها أكبر مشغل لمراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. في عام 2022، أصبحت الشركة تتبع مجموعة “G42” الإماراتية المدعومة من شركة “مايكروسوفت”.

وأضاف النقبي، أن الشركة تمتلك 71% من قدرة مراكز البيانات الحالية في الإمارات وتتطلع للتوسع خارج الدولة بعد حصولها على التمويل مؤخراً من “سيلفر ليك” وصندوق “إم جي إكس” (MGX) ومقره في أبوظبي. 

نمو “خزنة” يتضاعف 10 مرات

وفي فبراير، اشترى مستثمرون حصة 40% من أسهم “e&” في “خزنة” مقابل 2.2 مليار دولار، مما يشير إلى تقييم بقيمة 5.5 مليار دولار لشركة “خزنة”. 

 رفض النقبي التعليق على تقييم “خزنة”. وقال إن شركته توظف حوالي 250 شخصاً وقد شهدت زيادة مستمرة في الإيرادات. “في بعض السنوات، كنا ننمو بمعدل عشرة أضعاف”، على حد قوله. 

في الآونة الأخيرة، فرضت السعودية ضرورة تخزين البيانات الشخصية والمالية في مراكز بيانات محلية، مما دفع الشركات الدولية إلى إنشاء منشآت داخل البلاد لتجنب فقدان العقود المربحة.

تعهدت “أمازون” بإنفاق 10 مليارات دولار على مراكز البيانات في المملكة. كما أعلنت كل من “جوجل” و”أوراكل” عن خطط لتوسيع أعمالهما في السعودية خلال العام الماضي.

مع ذلك، قامت “مايكروسوفت”، واحدة من أكبر الشركات التي تنفق على مراكز البيانات، مؤخراً بتقليص بعض مشاريعها حول العالم، حسب تقرير أوردته “بلومبرغ” في وقت سابق من الشهر الجاري. 

في مارس، توقعت شركة الأبحاث “ريسرش آند ماركتس” (Research and Markets) أن تتدفق استثمارات جديدة بمقدار 12 مليار دولار في مراكز البيانات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2027. تمثل السعودية حالياً حوالي نصف قدرة مراكز البيانات في المنطقة، وفقاً للشركة. 

بنية حاسوبية ضخمة في السعودية

قال عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي خلال محاضرة ألقاها في جامعة ستانفورد في وقت سابق من العام، إن  المملكة تبني مراكز بيانات أو بنية تحتية تكنولوجية بقدرة حاسوبية ضخمة تُقدر بحوالي 2 غيغاواط. وأضاف أن هذه العمليات تكلف بين 8 و12 مليون دولار لكل ميغاواط “أو ما يصل إلى 12 مليار دولار لكل غيغاوات”. وترتفع التكلفة إلى 20 أو 30 مليون، حسب الجهة التي تتعامل معها وفق السواحة خلال المحاضرة. 

السعودية تُعتبر أحد الأسواق المستهدفة في خطة التوسع لشركة “خزنة”.  قال النقبي إن “خزنة” تبني 12 مركز بيانات قيد الإنشاء عالمياً، تشمل مواقع في تركيا وكينيا، مع خطط إضافية لأوروبا. بشكل عام، قالت الشركة إنها توفر 263 ميغاواط من القدرة الحاسوبية مع 175 ميغاواط أخرى قيد الإنشاء. 

في العام الماضي، وبعد استثمار “مايكروسوفت” 1.5 مليار دولار فيها،  تعهدت “G42” بالتخارج من الاستثمارات في الشركات التكنولوجية الصينية وإزالة المعدات المصنعة في الصين. وقال النقبي إن مكونات من شركة “هواوي” الصينية تم استبعادها من مراكز بيانات خزنة.

الإمارات ضمن قائمة الدول التي تواجه قيوداً في الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة المصنوعة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة “G42” ومسؤول إماراتي في وقت سابق من الشهر الجاري إنهما متفائلان بشأن احتمال أن الوضع الحالي سيتغير في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *