“حزب الله” يؤكد اغتيال حسن نصرالله واستمرار المواجهة مع إسرائيل
أكد “حزب الله” اللبناني اليوم السبت، اغتيال الأمين العام حسن نصر الله، في أعقاب غارة إسرائيلية على معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، وذلك بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي تصفيته.
وأضاف الحزب في بيان رسمي، أن قيادته تتعهد بمواصلة “جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف”.
وكان بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أكد صباح اليوم تصفية عدد من قيادات حزب الله بينهم زعيم الحزب وذلك خلال تنفيذ ما وصفه بـ”ضربة دقيقة” على مقر القيادة المركزي لـ”حزب الله”، الذي قال إنه “يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية في بيروت”، فيما أعلن مصدر مقرب من “حزب الله” لوكالة “رويترز”، انقطاع الاتصال بنصر الله، مساء الجمعة.
ونعت حركة حماس الفلسطينية في بيان حسن نصر الله، قائلة “إننا على ثقة ويقين بأن هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته، لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين إلا إصراراً وتصميماً”.
وأظهرت لقطات في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل تزن 2000 رطل في تنفيذ تلك الهجمات.
وجاءت الهجمات بعد أن تعهدت إسرائيل بمواصلة قصف أهداف حزب الله في لبنان إلى أجل غير مسمى، مما يقوض الجهود الرامية إلى ضمان الهدنة التي يمكن أن تخفف من خطر نشوب حرب إقليمية. ومن جهة أخرى، وقالت السفارة الإيرانية في بيروت إن الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية يوم الجمعة هي “تصعيد خطير يغير قواعد اللعبة”.
اقتصاد لبنان على “شفير الهاوية”
وكان وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، أعتبر أن الحرب الإسرائيلية على بلاده قضت على كل آمال نمو الاقتصاد، مقدّراً كلفة هذه الحرب بمليارات الدولارات. ومضيفاً: “لا نستطيع الإنكار بأننا على شفير الهاوية”. وأشار بمقابلة مع “الشرق” أن “الحرب أرجعتنا خطوات كبيرة إلى الوراء، ودمرت قطاعات حيوية كانت ما زالت تنعش الاقتصاد اللبناني، وفي مقدمتها السياحة والصناعات الغذائية. فضلاً عن دمار شامل لمدن وقرى بكاملها”.
وخفضت وكالة “موديز ريتنغز” تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الثانية هذا العام إلى “Baa1” من “A2″، وأبقت على نظرتها المستقبلية السلبية حيال التصنيف في ظل استمرار الصراع في غزة لمدة تقارب العام، فضلاً عن تصاعد حدة الصراع مع “حزب الله” وتفاقم الاضطرابات الجيوسياسية.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، في أعقاب الإعلان عن اغتيال أمين عام “حزب الله”، “هذا ليس آخر ما في جعبتنا.. الرسالة بسيطة.. أي شخص يهدد مواطني إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اعتبر، في أعقاب الإعلان عن اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله، أن نصر الله “أرهب إسرائيل لعقود، وكان أحد أكثر الإرهابيين نفوذاً في العالم”، بحسب تعبيره.
كما قال إن لبنان “أصبح قاعدة مسلحة في ظل قيادة نصر الله”، مشيراً إلى “حزب الله”، “كان يخطط للتسلل إلى المجتمعات الإسرائيلية وقتل وخطف إسرائيليين”.
استدعاء 3 كتائب احتياط
وفي بيان منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، استدعاء 3 كتائب لقوات الاحتياط لتعزيز دفاع القيادة المركزية، المسؤولة إلى حد كبير عن منطقة الضفة الغربية.
وقال الجيش في بيان، إن هذه الخطوة جاءت بعد تقييم جديد، وإنه سيجري نشر جنود الاحتياط لتنفيذ “مهام عملياتية وتعزيز الدفاعات” في القيادة المركزية، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأوضح وزير الاقتصاد اللبناني، أن التحضيرات الاستباقية للحرب، بالتعاون مع القطاع الخاص، نتج عنها خطة متماسكة للأمن الغذائي، بحيث لدينا الآن مواد غذائية تكفي لمدة 4 إلى 5 أشهر، وهناك طلبيات قائمة وشحنات إضافية نترقب قدومها بحراً وجواً، بما سيرفع المخزون الغذائي إلى 6 أشهر.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت عشرات الأهداف التابعة لجماعة “حزب الله” في البقاع وجنوب لبنان خلال الساعتين الماضيتين.
وأقر نصر الله، في آخر خطاب له يوم 19 سبتمبر، بأن جماعته تلقت “ضربة كبيرة”، واعتبر أن الهدف الإسرائيلي من “تفجيرات البيجر” والأجهزة اللاسلكية، هو الضغط على الحزب لوقف القتال على جبهة لبنان، لكنه تعهد بمواصلة المعركة، مؤكداً أن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة”.
وبدأ “حزب الله” سلسلة مناوشات واشتباكات يومية عبر الحدود مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 “إسناداً لغزة” في اليوم التالي لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني، حتى الآن.
وجاء اغتيال نصر الله، إن تم تأكيده، ليمثل ثاني ضربة بهذا المستوى، بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، خلال وجوده في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو الماضي، وتتوعد إيران منذ ذلك الحين بالرد على إسرائيل التي لم تعلن مسؤوليتها رسمياً عن اغتيال هنية.
أسعار النفط ترتفع
وارتفعت أسعار النفط، أمس بعد أن قالت إسرائيل إن جيشها ضرب المقر الرئيسي لحزب الله في جنوب بيروت، مما أدى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط. وصعد سعر خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 1% لتتم تسويته فوق مستوى 68 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع سعر خام برنت لتتم تسويته بالقرب من مستوى 72 دولاراً للبرميل. ومع ذلك تكبد الخامان خسائر أسبوعية وسط مخاوف من احتمال ارتفاع الإمدادات من ليبيا والسعودية.
وأضاف الجيش، أن المواقع شملت مباني لتخزين الأسلحة وقاذفات صواريخ موجهة نحو إسرائيل، مشيراً إلى أن غارات إضافية ما زالت مستمرة.
وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه نفذ ما وصفه بـ”ضربة دقيقة” على مقر القيادة المركزي لجماعة “حزب الله”، الذي قال إنه “يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية في بيروت”، ما أسفر عن تسوية عدة مجمعات سكنية بالأرض، فيما لم تتضح بعد الأعداد النهائية للضحايا والمصابين، كما أعلن مصدر مقرب من “حزب الله” لوكالة “رويترز”، انقطاع الاتصال بالأمين العام للجماعة حسن نصر الله، مساء الجمعة.
100 مليون دولار خسائر اقتصاد لبنان شهرياً
يحمل التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله تبعات خطيرة على اقتصاد لبنان المنهك أساساً، إذ أن سيناريو الحرب الشاملة قد يكلف البلاد نحو 100 مليون دولار شهرياً، بالإضافة إلى تعريض نحو مليون شخص لخطر النزوح، وفق “أسوشيتد برس”. أما سيناريو التصعيد المحدود، على غرار ما حصل في “حرب تموز” عام 2006، والتي استمرت 34 يوماً، فسيكبد لبنان خسائر بنحو 50 مليون دولار شهراً، إلى جانب تعريض حوالي 250 ألف شخص لخطر النزوح.
أعلنت جماعة “حزب الله” اللبنانية، السبت، استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد، في شمال إسرائيل، بصواريخ “فادي 3”.وأوضحت الجماعة، في بيان عبر “تليجرام”، أن “الهجمات جاءت رداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين في قطاع غزة ولبنان”.
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل، مساء الجمعة، رئيس شبكة حركة “حماس” الفلسطينية، في جنوب سوريا.
وبحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، فإنه قتل قيادي “حماس”، أحمد محمد فهد، وفق زعمه، فيما لم يشر إلى أي تفاصيل أخرى بشأن ذلك.