حرائق الغابات تهدد 5% من إنتاج النفط الخام في كندا

تهدد حرائق الغابات نحو 5% من إنتاج النفط الخام في كندا، مع تمدد النيران في منطقة الرمال النفطية بمقاطعة ألبرتا، واقترابها من مواقع إنتاج رئيسية.
ويشتعل حالياً في المقاطعة ما مجموعه 26 حريقاً خارج نطاق السيطرة، وسط طقس حار وجاف، مما أدى إلى اقتراب ألسنة اللهب لمسافة 20 كيلومتراً (12 ميلاً) من مواقع تنتج نحو 245,000 برميل يومياً من إنتاج النفط، وفقاً لبيانات من هيئة تنظيم الطاقة في ألبرتا وإدارة حرائق الغابات في المقاطعة. وكان عدد الحرائق الخارجة عن السيطرة يوم الإثنين أربعة فقط.
تمدد حريق بالقرب من منطقة “كولد ليك”، على الحدود الشرقية لألبرتا، إلى أكثر من 9,000 هكتار، مما دفع شركة “سنوفس إنرجي” إلى إجلاء العاملين غير الأساسيين من موقع “فوستر كريك” القريب. أما شركة “كنديان ناتشورال ريسورسيز” فقالت إن عملياتها “مستقرة” في موقع “كيربي” للرمال النفطية، الذي يقع على مسافة أبعد من النيران.
حرائق دورية خلال الربيع والصيف
تُعد كندا رابع أكبر منتج للنفط في العالم، وهددت حرائق الغابات التي تجتاح الغابات الكثيفة في شمال ألبرتا خلال فصلي الربيع والصيف، طاقتها الإنتاجية للخطر على مدار سنوات.
في عام 2016، أحرقت النيران أجزاء من مدينة “فورت ماكموراي”، العاصمة غير الرسمية لمنطقة الرمال النفطية، وأدت إلى إغلاق مناجم الرمال النفطية الضخمة شمال المدينة، مما أدى إلى توقف إنتاج أكثر من مليون برميل يومياً.
وقد تراجع الفارق السعري بين النفط الخام الثقيل الكندي ومؤشر خام “غرب تكساس” الوسيط الأميركي إلى 9.45 دولارات للبرميل في الأسواق المالية يوم الخميس، وفقاً لشخص مطّلع على الأسعار. ويُعد هذا الفارق الأضيق منذ 15 مايو، بحسب أسعار “جنرال إندكس” التي جمعتها “بلومبرغ”.
الرياح والحرارة تعيق جهود السيطرة على الحرائق
قالت إدارة مكافحة الحرائق في ألبرتا، إن الرياح القوية والمستمرة تُعيق جهود احتواء الحرائق المتعددة شمال مدينة إدمونتون.
ولا تزال تحذيرات الحرارة سارية في شمال ووسط ألبرتا، مع وصول درجات الحرارة خلال النهار إلى 30 درجة مئوية (86 فهرنهايت)، مما يزيد من خطر إصابة رجال الإطفاء بالإجهاد الحراري وضربة الشمس، بحسب وكالة “البيئة وتغير المناخ في كندا”.
وتشير التوقعات إلى أن طقس يوم الجمعة سيكون مشمساً وإن كان أقل حرارة، في حين يُتوقع وصول زخات مطر يوم السبت مع انخفاض درجات الحرارة إلى 22 درجة مئوية.
وأضافت الوكالة أن الرياح ستهب من الجنوب والغرب، وقد تصل سرعتها إلى 50 كيلومتراً (30 ميلاً) في الساعة.
وقال بريت أندرسون، خبير الأرصاد الجوية لدى شركة “أكيوويذر” الخاصة بالتنبؤات التجارية: “من المتوقع أن يكون الطقس غداً أكثر برودة، لكن للأسف ستهب الليلة رياح قوية على تلك المناطق… هذه الحرائق في الشمال لن تختفي قريباً”.
الدخان يمثل التهديد الأكبر
أما التهديد الأكبر فيتمثل في الدخان، الذي أدى إلى تدهور جودة الهواء إلى مستويات غير صحية بل وخطيرة في أجزاء من ألبرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا، وفقاً لموقع “إيرناو دوت غوف” الحكومي (AirNow.gov).
ورغم أن جزءاً كبيراً من هذا الدخان يوجد في طبقات الجو العليا، إلا أنه قد ينخفض إلى السطح مع تحركه نحو شمال مينيسوتا وويسكونسن وشبه جزيرة ميشيغان العليا خلال الأيام المقبلة، ما قد يخلق ظروفاً خطيرة هناك، بحسب أندرسون.
وأضاف أن الدخان قد يُضفي أيضاً طابعاً ضبابياً على سماء مدينة شيكاغو هذا الأسبوع، رغم أن جودة الهواء عند مستوى السطح لن تتدهور بشكل ملحوظ.
وكانت بلدة “سوان هيلز” في وسط ألبرتا قد فُرضت عليها أوامر إخلاء في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب حريق قريب، ما دفع شركة “أسبنليف إنرجي” الصغيرة إلى إيقاف إنتاج ما يعادل نحو 4,000 برميل يومياً.
ووفقاً للبيانات الحكومية، أصبحت مواقع آبار تديرها شركة “تكسكال إنرجي كندا” الآن ضمن محيط الحريق ذاته. وتشمل المجتمعات التي صدرت فيها أوامر إخلاء أيضاً “تشيبويان ليك”، و”ريد إيرث كريك”، و”بيرليس ترات فيرست نيشن”.
ألبرتا ليست المقاطعة الوحيدة التي تكافح الحرائق، فقد أعلنت مقاطعة مانيتوبا حالة طوارئ شاملة على مستوى المقاطعة يوم الأربعاء، في ظل اشتداد الحرائق في شمالها.