فقدت العملة المستقرة “يو إس دي إي” (USDe) المدرة للعوائد والتابعة لمشروع العملات المشفرة “إيثينا” (Ethena) ارتباطها بالدولار الأميركي لفترة وجيزة خلال موجة اضطراب في السوق أدت إلى عمليات تصفية قياسية.
تراجعت قيمة العملة، التي تُسوق باعتبارها “دولار اصطناعي” وتمنح حامليها عائداً قدره 5.5%، إلى 65 سنتاً مقابل الدولار على منصة “بينانس” (Binance). وصُممت هذه العملة للحفاظ على سعر قريب من الدولار الأميركي، وقد استعادت قيمتها بعد فترة وجيزة من موجة البيع الأولية.
هوت العملات المشفرة بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين، ما دفع المستثمرين للفرار نحو الأصول الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جرى تصفية رهانات صعودية على العملات المشفرة بقيمة تجاوزت 19 مليار دولار، عبر أكثر من 1.6 مليون متداول، وفقاً لبيانات “كوين غلاس” (Coinglass).
قلق المستثمرين بسوق العملات المشفرة
في إشارة إلى عملة “يو إس دي إي” وعملتين أخريين فقدتا ارتباطهما بالدولار، أوضحت منصة “بينانس” في منشور عبر مدونتها: “يُجري فريقنا حالياً مراجعة شاملة للمستخدمين المتأثرين، وللتفاصيل المحيطة بعمليات التصفية، إضافة إلى إجراءات التعويض المناسبة”.
في المقابل، لم ترد “إيثينا لابز” (Ethena Labs) على الفور على طلبات التعليق.
اقرأ أيضاً: تهديدات ترمب تفقد العملات المشفرة 6 مليارات دولار
تبلغ القيمة السوقية لعملة “يو إس دي إي” نحو 14 مليار دولار، ما يجعلها ثالث أكبر دولار رقمي في السوق. إلا أن تقلبات سعرها، ولو لفترة قصيرة، كانت كافية لإثارة قلق المستثمرين.
وقالت “إيثينا لابز” في منشور على منصة “إكس” (X) إن العملة المستقرة لا تزال مدعومة بأصول تتجاوز قيمتها.
قالت راشيل لوكاس، المحللة لدى “بي تي سي ماركتس” (BTC Markets)، إن “فقدان ارتباط العملة المستقرة بالدولار ولو لفترة وجيزة يمكن أن يهز السوق، لأن المتداولين يعتمدون عليها في توفير السيولة والإقراض والضمانات، وأي اهتزاز في الثقة قد يؤدي إلى عمليات تصفية ويتسبب في زيادة حدة التقلبات في سوق العملات المشفرة”.
ضغوط السوق تهدد عوائد “إيثينا”
تعتمد عملة “يو إس دي إي” على احتياطي من الأصول الرقمية، من بينها عملات مستقرة مثل “يو إس دي تي” (USDT) و”يو إس دي سي” (USDC). وتستعين شركة “إيثينا” بنسخة من صفقة الأساس لعملتها المستقرة، وهي استراتيجية تستفيد من فروق الأسعار بين أسواق العقود الفورية والآجلة من أجل توليد العائد.
عندما تزدهر أسواق العملات المشفرة وترتفع معدلات التمويل، أي الفائدة التي يدفعها المتداولون المتفائلون مقابل استخدام الديون في رهاناتهم على العقود الآجلة، فإن الآلية التي تعتمد عليها “إيثينا” يمكن أن تُترجم إلى عوائد باهظة. لكن هذه الآلية تُختبر خلال عمليات البيع المكثفة في السوق.
في ظل التراجع الحالي، هبط معدل التمويل بالساعة لعملة إيثر إلى أدنى مستوى له منذ تصفية صفقات تجارة الفائدة على الين في أغسطس 2024، في تراجع يهدد بتقليص العوائد على عملة “يو إس دي إي”.
كما انخفضت عملة الحوكمة التابعة لشركة “إيثينا” والمعروفة باسم “إي إن إيه” (ENA) بنسبة 43% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفقاً لبيانات منصة “كوين غيكو” (CoinGecko).
مقارنة مع العملات المنافسة
تتميز آلية توليد العوائد في عملة “يو إس دي إي” عن منافستيها “يو إس دي تي” و”يو إس دي سي”، اللتين تُعدان أكبر عملتين مستقرّتين في العالم، وتعتمدان أساساً على أصول عالية السيولة مثل سندات الخزانة الأميركية.
ومع ذلك، فإن منصات تتبع بيانات العملات المشفرة مثل “كوين غيكو” و”كوين ماركت كاب” (CoinMarketCap) ما تزال تصنّف “يو إس دي إي” ضمن فئة العملات المستقرة.
