يُشجع إقرار تشريع أميركي مهم لتنظيم العملات المشفرة، وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، أكبر شركة مُصدِرة للعملات المستقرة في العالم على وضع خطط للعودة إلى مزاولة أعمالها داخل الولايات المتحدة الأميركية.
قال باولو أردوينو، الرئيس التنفيذي لشركة “تيثر هولدينغز” (Tether Holdings)، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “قطعنا شوطاً جيداً في إعداد استراتيجيتنا المحلية داخل الولايات المتحدة الأميركية. التركيز سيكون على الأسواق المؤسسية الأميركية، من خلال تقديم عملة مستقرة فعالة للمدفوعات، وأيضاً لتسويات ما بين البنوك وعمليات التداول”.
معاملات العملات المستقرة
العملات المستقرة هي أصول مشفرة مصممة للحفاظ على قيمة ثابتة، وغالباً ما تكون مرتبطة بعملة تقليدية مثل الدولار الأميركي. وحتى الآن، استُخدمت هذه الرموز المشفرة بشكل أساسي في المعاملات المرتبطة بسوق العملات المشفرة، بدلاً من المدفوعات التجارية. وتُعد عملة “يو إس دي تي” التي تُصدرها “تيثر” العملة المشفرة الأكثر تداولاً من حيث الحجم على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: انتعاش أسعار العملات المشفرة يكشف تغيراً في بنية السوق
إقرار “قانون التوجيه وإرساء الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأميركية” المعروف بـ”القانون العبقري” (Genius Act) قد يوسع من استخدام العملات المستقرة في تحويل الأموال عبر الحدود وفي المدفوعات، ويفتح المجال أمام الجميع، بداية من المصارف إلى شبكات البطاقات والشركات التكنولوجية، لإصدار عملاتهم المستقرة الخاصة.
وحضر أردوينو، إلى جانب العديد من قادة قطاع العملات المشفرة والقطاع المالي، مراسم توقيع الرئيس ترمب على قانون العملات المستقرة في البيت الأبيض.
ورغم أن عملة “يو إس دي تي” التابعة لشركة “تيثر” كانت أول عملة مستقرة تحظى باعتماد واسع النطاق، فقد واجهت على مر السنين انتقادات تتعلق بالشفافية، بما في ذلك عدم تنفيذ عمليات تدقيق طال انتظارها. قال أردوينو إن الشركة أجرت محادثات مع مدققين خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك.
“تيثر”، التي تتخذ حالياً من السلفادور مقراً لها، دفعت نحو 60 مليون دولار لكل من ولاية نيويورك ولجنة تداول السلع المستقبلية الأميركية خلال 2021، ضمن تسوية اتهامات بطرح مزاعم غير صحيحة ومضللة. جرى حظر الشركة من العمل في نيويورك.
من المرجح أن تُشكل عودة “تيثر” للسوق الأميركية تهديداً لشركة “سيركل إنترنت غروب” (Circle Internet Group)، التي أدرجت حديثاً في البورصة وتُسيطر عملتها المستقرة “يو إس دي سي” على السوق الأميركية. منذ إدراجها مطلع يونيو الماضي، ارتفع سهم “سيركل” بأكثر من 500%.
الإدراج في البورصة
تملك “تيثر” حالياً نحو 162 مليار دولار من عملة “يو إس دي تي” قيد التداول، أي بزيادة تُقدّر بنحو 18% منذ بداية العام الجاري. أما “يو إس دي سي” التابعة لشركة “سيركل”، فلديها نحو 64.7 مليار دولار قيد التداول. أوضح أردوينو أن “تيثر” لا تعتزم اقتفاء أثر “سيركل”.
أضاف: “بوجه عام، لسنا مهتمين بأن نصبح شركة مدرجة في البورصة”.
اقرأ المزيد: “سيركل” تطالب بتسجيل مصدري العملات المستقرة في أميركا
في الوقت الذي تخطط فيه “تيثر” للتوسع في السوق الأميركية، فإنها تواصل تركيزها على الأسواق الناشئة، حيث قد تكون لها ميزة على منافسيها، بحسب أردوينو.
اختتم: “هذا أمر نجحت تيثر في تنفيذه بشكل مذهل على مدى السنوات العشر الماضية. لدينا تكنولوجيا أفضل، ولدينا فهم أعمق بكثير لهذه السوق مقارنة بأي جهة أخرى”.
