توقعات بارتفاع طفيف في مؤشر التضخم الأميركي قبل خفض الفائدة
يتوقع اقتصاديون أن يظهر التقرير الشهري لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعات طفيفة مجدداً، مما قد يؤثر على مناقشات “الاحتياطي الفيدرالي” حول مقدار خفض أسعار الفائدة.
وفقاً للتقديرات المتوسطة في استطلاع أجرته “بلومبرغ”، من المحتمل أن تُظهر الأرقام، التي ستصدرها هيئة الإحصاءات العمالية اليوم الأربعاء، ارتفاعاً بنسبة 0.2% فقط في مؤشر أسعار المستهلكين والمؤشر “الأساسي” الذي يستثني الغذاء والطاقة خلال شهر أغسطس، وذلك بعد زيادات مماثلة في يوليو.
وهذا يعني زيادة سنوية بنسبة 3.2% للمؤشر الأساسي، وهو ما يعادل ثلث النسبة التي كانت عليها قبل عامين.
التضخم وخفض الفائدة الأميركية
زيادة التضخم بهذا الحجم قد تدفع مسؤولي “الاحتياطي الفيدرالي” للاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع السياسة النقدية الأسبوع المقبل، على الرغم من أن المفاجآت السلبية قد تزيد توقعات المستثمرين بخفض أكبر بمقدار نصف نقطة.
ذكرت فيرونيكا كلارك وأندرو هولنهورست، الاقتصاديان في “سيتي غروب”، في تقرير صدر في 9 سبتمبر لاستعراض الأرقام: “تتراجع أهمية بيانات التضخم سريعاً مقارنة ببيانات سوق العمل فيما يتعلق بتأثيرها على قرارات الاحتياطي الفيدرالي، ولكن مع تقرير وظائف غير حاسم لشهر أغسطس، قد تكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس مؤثرة”.
وأضافا: “نظراً لتزايد المخاطر السلبية في سوق العمل والنشاط الاقتصادي، قد يتراجع الحد الأدنى لقراءة مؤشر التضخم الذي يرتفع عنده احتمالات إجراء خفض أكبر على أسعار الفائدة”.
فيما يلي أبرز المكونات الجديرة بالمتابعة في التقرير:
الإيجارات
يُتوقع على نطاق واسع أن وجود زيادات أقل في الإيجارات خلال أغسطس بعد ارتفاعها في يوليو، الذي كان مدفوعاً بزيادات كبيرة فيها بالمناطق الواقعة بالغرب الأميركي. وقفزت إيجارات مالكي العقارات في تلك المنطقة بنسبة 0.4% في يوليو بعد زيادتين بمقدار 0.1% في الشهرين السابقين، في حين تباطأت وتيرة الزيادات في المناطق الثلاث الأخرى.
هذا الاتجاه من شأنه أن يعيد تضخم الإيجارات إلى مسار الانخفاض الذي بدأ منذ يونيو. وبما أن السكن يشكل أكبر مكوّن في مؤشر أسعار المستهلكين، فإن تباطؤ زيادات الإيجارات قد يفسح المجال لتعافي بعض فئات الخدمات الأخرى، مثل الرعاية الصحية وتذاكر الطيران، بعد تراجعها غير المعتاد في يوليو، دون أن يكون لذلك تأثير كبير على التضخم الإجمالي.
قال اقتصاديون من “نومورا” (Nomura) بقيادة آيتشي أميميا في تقرير استباقي صدر في 5 سبتمبر: “يشير مؤشر الإيجارات المعدلة لجميع المستأجرين التابع لهيئة الإحصاءات العمالية، الذي نعتبره الأكثر موثوقية، إلى تباطؤ في التضخم الرسمي للإيجارات”. وأضافوا: “علاوة على ذلك، يظل المعروض من المباني السكنية مرتفعة الإيجار كبيراً، مما يجعل من غير المرجح أن تتسارع وتيرة تضخم الإيجارات في المستقبل القريب”.
تأمين السيارات
ساهم تضخم تأمين السيارات بشكل كبير في ارتفاع تضخم الخدمات خلال العامين الماضيين، حيث سجل زيادات شهرية تتراوح بين 1% و2%. أما الآن، فهناك مؤشرات على أن مزودي التأمين قد يبدأون تخفيف وتيرة ارتفاعات الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
قال الاقتصاديون في “مورغان ستانلي” بقيادة دييغو أنزواتيجي في تقرير استباقي صدر في 5 سبتمبر: “بدأت طلبات رفع الأسعار تتباطأ في يوليو، مما يشير إلى أن شركات التأمين تطلب زيادات أقل أهمية في الأسعار من الجهات الننظيمية”. وأضافوا: “نتوقع استمرار هذا الاتجاه ونشهد تباطؤاً أكبر في تضخم أسعار تأمين السيارات خلال بقية العام”.
فيما يتعلق بالخدمات، يراقب المحللون أيضاً أسعار تذاكر الطيران وأسعار خدمات المستشفيات بعد التراجعات الكبيرة التي شهدها شهر يوليو، حيث يتوقع الكثيرون انتعاشاً جزئياً في أغسطس.
الملابس
انخفضت أسعار السلع الأساسية بنسبة 0.3% في يوليو، وهو الانخفاض الثالث عشر خلال 14 شهراً، حيث كانت أسعار السيارات المستعملة هي المحرك الرئيسي لهذا الانخفاض.
ويتوقع المحللون بشكل عام انخفاضات أكثر تواضعاً لكل من أسعار السلع الأساسية وأسعار السيارات المستعملة في أغسطس.
رأي “بلومبرغ إيكونوميكس”:
“من المرجح أن يشير تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس إلى أن الشركات تجد صعوبة في تمرير تكاليف المدخلات المرتفعة إلى المستهلكين، على الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن. هذا يشير إلى احتمال زيادة الضغط على هوامش الربح في المستقبل، مع احتمالية أن تلجأ الشركات إلى تسريح العمال لخفض التكاليف”.
– آنا وونغ وكريس كولينز
ومن الفئات الأخرى الجديرة بالمتابعة في سلة السلع الأساسية هي الملابس، التي سجلت أكبر انخفاض في الأسعار في يوليو منذ بداية العام. وانقسم المحللون حول ما إذا كانت الأسعار ستنخفض مرة أخرى في أغسطس، مما يشير إلى أن أي تحركات غير متوقعة قد تؤثر على قراءة التضخم الإجمالية مقارنة بالتوقعات.
تشير عوامل التعديل الموسمية على وجه الخصوص إلى وجود مخاطر سلبية لأسعار الملابس في تقرير أغسطس، بعد أن عززت أسعارها القراءات في وقت سابق من العام الجاري، حسبما ترى سكندا أمرياناث، المدير التنفيذي لمؤسسة “إمبلوي أميركا” (Employ America)، عبر مذكرة صدرت في 10 سبتمبر.