توقعات “إنفيديا” للإيرادات تفشل في تلبية طموحات المستثمرين
قدمت “إنفيديا كورب” صانعة الرقائق الإلكترونية التي تقف في قلب طفرة الذكاء الاصطناعي، توقعات للإيرادات دون بعض التقديرات الأكثر تفاؤلاً، مما أثار المخاوف من تراجع نموها الهائل.
وقالت الشركة يوم الأربعاء إن إيرادات الربع الثالث ستبلغ نحو 32.5 مليار دولار. ورغم أن المحللين توقعوا 31.9 مليار دولار في المتوسط، إلا أن بعض التقديرات تراوحت عند 37.9 مليار دولار. وتجاوزت المبيعات في الربع المالي الثاني، الذي استمر حتى يوليو، توقعات المحللين.
التوقعات تهدد بإخماد جنون الذكاء الاصطناعي الذي حول “إنفيديا” إلى ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. تعتبر شركة تصنيع الرقائق هي المستفيد الرئيسي من السباق لتطوير مراكز البيانات للتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي، وأصبحت توقعات مبيعاتها مقياساً لطفرة الإنفاق تلك.
هبطت أسعار أسهم الشركة في التداولات المتأخرة بعد إغلاق السوق وصدور نتائج الأعمال. وقد صعدت بأكثر من الضعف هذا العام حتى إغلاق الأربعاء، بعد زيادة بلغت 239% في 2023.
الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
يأتي هذا بعد سلسلة من الأرباع حطمت فيها نتائج أعمال “إنفيديا” توقعات وول ستريت، حتى رغم استمرار المحللين في رفع التقديرات. لكن معظم هذا النمو جاء من مجموعة صغيرة من العملاء. ويأتي نحو 40% من إيرادات “إنفيديا” من مشغلي مراكز البيانات الكبيرة ، وهي شركات مثل “غوغل” التابعة لـ”ألفابت”، وشركة “ميتا بلاتفورمز”، التي تضخ عشرات المليارات من الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
رغم أن “ميتا” وغيرها من الشركات زادت ميزانيات الإنفاق الرأسمالي في موسم الأرباح هذا، إلا أن هناك مخاوف من أن حجم البنية التحتية التي يتم وضعها يتجاوز المتطلبات الحالية. وقد يؤدي ذلك إلى فقاعة. لكن الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” جنسن هوانغ أكد أن هذه ليست سوى بداية لعصر جديد للتكنولوجيا والاقتصاد.
التوقعات مرتفعة. كان “إنفيديا” هو السهم الأفضل أداءً في مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) هذا العام، متجاوزاً المكاسب التي حققتها جميع أسهم أشباه الموصلات الأخرى. بقيمة سوقية تزيد عن 3 تريليونات دولار، تساوي قيمة “إنفيديا” تقريبًا نفس قيمة أكبر 10 شركات لتصنيع الرقائق مجتمعة.
صنعت شركة “إنفيديا” سمعتها من خلال بيع بطاقات ألعاب الفيديو، ولكنها اشتهرت الآن بما يسمى مسرعات الذكاء الاصطناعي. وتستخدم هذه الرقائق المشتقة من معالجاتها الرسومية لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي عن طريق ملئها بالمعلومات.
هذه العملية، المعروفة باسم التدريب، تجعل نماذج الذكاء الاصطناعي أفضل في التعرف على مدخلات العالم الحقيقي والاستجابة لها. تُستخدم المكونات أيضاً في الأنظمة التي تقوم بعد ذلك بتشغيل البرنامج، وهي مرحلة تُعرف باسم الاستدلال، وتساعد في تشغيل خدمات مثل “تشات جي بي تي” الذي طورته “أوبن إيه آي”.