اخر الاخبار

توقعات “إنفيديا” القوية تهدّئ مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي

قالت شركة “إنفيديا كورب”، أعلى شركة قيمة في العالم، إنها تتوقع إيرادات قوية خلال الفترة الحالية، في خطوة ساعدت على تبديد المخاوف من أن الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي يتجه نحو انهيار.

ستبلغ المبيعات نحو 65 مليار دولار في الربع الرابع من السنة المالية، التي تمتد حتى يناير، بحسب بيان صادر عن الشركة يوم الأربعاء. وكان المحللون قد قدّروا في المتوسط 62 مليار دولار، مع وصول بعض التوقعات إلى 75 مليار دولار.

تشير هذه التوقعات إلى أن الطلب لا يزال قوياً على مسرّعات الذكاء الاصطناعي من “إنفيديا”، وهي الشرائح الباهظة والقوية المستخدمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وقد واجهت الشركة مخاوف متزايدة من أن الإنفاق الهائل على هذا النوع من المعدات غير قابل للاستمرار.

ارتفعت أسهم “إنفيديا” بنحو 4% في التداولات المتأخرة بعد صدور التقرير. وكانت قد ارتفعت 39% منذ بداية العام وحتى الإغلاق الأخير.

قلّل الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ من المخاوف المتعلقة بفقاعة الذكاء الاصطناعي، وقال الشهر الماضي إن لدى الشركة أكثر من 500 مليار دولار من الإيرادات ستتحقق خلال الفصول المقبلة. وأوضح أن مالكي مراكز البيانات الكبرى سيواصلون الإنفاق على معدات جديدة لأن الذكاء الاصطناعي بدأ يؤتي ثماره.

قفزة غير مسبوقة في أداء الشركة خلال ثلاث سنوات

بغضّ النظر عن كيفية مقارنة نتائج الربع الأخير بالتوقعات، فإنها تمثل فترة مذهلة بالنسبة للشركة.

ستكون المبيعات أعلى بنحو عشرة أضعاف من مستواها في الفترة نفسها قبل ثلاث سنوات فقط. كما أن “إنفيديا” في طريقها لتحقيق صافي دخل سنوي يتجاوز ما ستحققه شركتا “إنتل” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” معاً من المبيعات.

لكن توسّع “إنفيديا” واجه تحديات. فقد أدّت القيود الأميركية على شحن الرقائق المتقدمة إلى الصين إلى حرمان الشركة من سوق ضخمة لمنتجاتها. وقد ضغط هوانغ على واشنطن للتراجع عن هذه القواعد، قائلاً إنها تأتي بنتائج عكسية على المخاوف الأمنية التي يُفترض أن تعالجها.

كما عبّر بعض المستثمرين عن مخاوفهم بشأن هيكلة الصفقات الضخمة التي أبرمتها “إنفيديا” مع العملاء. وتشمل هذه المعاملات استثمارات في شركات ناشئة مثل “أوبن إيه آي” و”أنثروبيك”، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاتفاقات تخلق طلباً مصطنعاً على أجهزة الحوسبة.

في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت “إنفيديا” وعميلتها “مايكروسوفت” إنهما التزمتا باستثمار ما يصل إلى 15 مليار دولار في “أنثروبيك”. وقد تعهدت الشركة الناشئة أيضاً بشراء 30 مليار دولار من قدرات الحوسبة عبر خدمة “أزور” التابعة لـ”مايكروسوفت”، وستعمل مع مهندسي “إنفيديا” على تحسين الرقائق ونماذج الذكاء الاصطناعي.

منافسة متصاعدة من الشركات الأخرى

في الوقت ذاته، أصبح بعض منافسي “إنفيديا” أكثر تفاؤلاً بإمكانية تحدي هيمنتها على مسرّعات الذكاء الاصطناعي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقّعت “أدفانسد مايكرو ديفايسز” تسارع نمو أعمال شرائح الذكاء الاصطناعي لديها، وروّجت لآفاق منتجات جديدة مقبلة.

وقد أعلنت “إيه أم دي” و”برودكوم” و”كوالكوم” جميعها عن شراكات مع مستخدمين كبار لشرائح “إنفيديا”. كما أن مشغّلي مراكز البيانات يبحثون بشكل متزايد عن استخدام مزيد من التصاميم الداخلية، في مسعى يقلّل اعتمادهم على إمدادات “إنفيديا”.

لكن هوانغ يعمل أيضاً على توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في أجزاء أكبر من الاقتصاد العالمي. فقد بدأ الرئيس التنفيذي جولة حول العالم لإقناع الهيئات الحكومية والشركات بنشر تقنياته.

تأسست “إنفيديا” عام 1993، وكانت رائدة في سوق الرقائق الرسومية المستخدمة لإنشاء صور واقعية لألعاب الكمبيوتر. وتعد “إيه أم دي” المنافس الرئيسي الوحيد المتبقي لها في هذا القطاع.

وبنت “إنفيديا” هيمنتها في الذكاء الاصطناعي من خلال تكييف هيكلية الرقائق نفسها لمعالجة كميات هائلة من البيانات، ما ساعد الباحثين على ابتكار برامج بدأت تضاهي القدرات البشرية.

لا تزال الشركة التي تتخذ في سانتا كلارا في كاليفورنيا مقراً لها، تسيطر على أكثر من 90% من سوق شرائح مسرّعات الذكاء الاصطناعي. وقد أضافت منتجات أخرى إلى هذه التشكيلة بهدف تعزيز تفوّقها، بما في ذلك الشبكات والبرمجيات وخدمات أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *