توترات الشرق الأوسط تدفع التجار للتهافت على عقود خيارات النفط
يحتفظ تجار النفط بعدد قياسي من عقود الخيارات للتحوط من ارتفاع الأسعار المحتمل حال تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط.
تجاوزت المراكز المفتوحة بعقود خيارات برنت هذا الأسبوع 4 ملايين عقد -وهو ما يعادل 4 مليارات برميل- لأول مرة. ارتفع العدد الإجمالي للعقود التي يحتفظ بها التجار بأكثر من 25% حتى الآن هذا الشهر.
يشير هذا الارتفاع في النشاط إلى تحوط التجار ضد المخاطر المتزايدة لحدوث اضطرابات في منطقة تمثل حوالي ثلث إمدادات النفط العالمية، فيما لا تزال التوقعات للسوق حتى 2025 متشائمة. إذ أعلنت إسرائيل عن نيتها الرد على هجوم صاروخي نفذته إيران في وقت سابق من هذا الشهر، بينما تقوم أيضاً بشن هجمات ضد وكلاء تدعمهم طهران في لبنان.
هناك أيضاً بعض الشكوك حول التأثير الذي قد تحدثه الانتخابات الأميركية على السياسات تجاه روسيا وإيران، وهما جزء من تحالف “أوبك+”.
العوامل الجيوسياسية
“هناك وجهة نظر شائعة بأن المراهنة على حركة أسعار النفط باستخدام الخيارات تعتبر أقل خطورة بكثير مقارنةً بالعقود الآجلة المباشرة”، بحسب تاماس فارغا، المحلل في شركة الوساطة “بي في إم”. وأوضح أن “حالة عدم اليقين التي تسود السوق، نتيجة للتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والانتخابات الأميركية المقبلة، والآراء المتباينة بشكل كبير حول الطلب المستقبلي على النفط، تؤدي جميعها إلى ظروف تداول متقلبة وما يعرف بـ(التداول القائم على الأخبار)”.
تظهر الحماية ضد الارتفاع المفاجئ أيضاً الطريقة التي تسعّر بها سوق النفط عقود الخيارات. سجلت خيارات شراء مزيج برنت الأقرب أكبر علاوة مقارنة بعقود البيع المراهنة على الهبوط منذ مارس 2022، أي بعد فترة قصيرة من غزو روسيا لأوكرانيا.
تمتد العلاوات لعدة أشهر قادمة، ما يشير إلى أن المتداولين يتوقعون حالياً وجود تهديد طويل الأمد للإمدادات.
جيف كوري، كبير المسؤولين الاستراتيجيين لمسارات الطاقة في شركة “كارلايل”، اعتبر خلال فعاليات قمة التحول الطاقي التي نظمتها “فاينانشال تايمز” في لندن يوم الأربعاء، أن “السوق تضع احتمالاً لحدوث شيء ما في الشرق الأوسط، وهذا ينعكس على أسواق الخيارات”.