أدى تهافت مشتري الغاز النفطي المسال في الصين لاستبدال الإمدادات الأميركية من الوقود المستخدم على نطاق واسع إلى ارتفاع حاد في الأسعار، عقب رد بكين الصارم الأسبوع الماضي على الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها واشنطن.
قال متعاملون إن المشترين يُحاولون استبدال الشحنات الأميركية التي تم شراؤها بالفعل ببدائل أخرى، بما في ذلك الغاز النفطي المسال من الشرق الأوسط. لكنهم أضافوا أن عمليات الاستبدال أو تحويل وجهة الشحنات أو حتى شراؤها مباشرةً من مصادر أخرى ستكلّف كثيراً، بسبب الطابع المفاجئ للطلبات الصينية والكميات الكبيرة من الغاز النفطي المسال.
فارق السعر بين الغاز من الشرق الأوسط والأميركي
قال متعاملون إن الفارق السعري بين الغاز النفطي المُسال القادم من الشرق الأوسط مقارنةً بجميع الشحنات المتجهة إلى شرق آسيا-بما في ذلك الشحنات الأميركية- اتسع ليتجاوز 100 دولار لكل طن متري مساء يوم الجمعة. ظل فارق السعر، المعروف في الصناعة باسم فارق المقايضة بين السعر التعاقدي السعودي ومؤشر “أرغوس” لشرق آسيا، عند نفس المستوى في بداية التعاملات يوم الاثنين.
آمال استثناء الغاز النفطي المسال من الرسوم
كان المشترون يأملون أن يتم استثناء الغاز النفطي المسال، المستخدم في جميع المجالات بما في ذلك صناعة البلاستيك والمطابخ المنزلية، في ظلّ سعي الصين للردّ على الرسوم الجمركية “المتبادلة” التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.
شكل الغاز النفطي المسال الأميركي حوالي 60% من إجمالي واردات الصين في 2024، حسب بيانات الجمارك الصينية، وكانت الكميات المستوردة تقارب أربعة أضعاف الكميات المستوردة من أبوظبي، المصدر الثاني الأكبر بعد الولايات المتحدة للغاز النفطي المسال إلى الصين. وقالت الصين يوم الجمعة إنها ستفرض رسوماً جمركياً بنسبة 34% على جميع الواردات من الولايات المتحدة اعتباراً من 10 أبريل.
تحويل شحنات الغاز النفطي المسال إلى آسيا
قال متعاملون إن حوالي 24 ناقلة تحمل الغاز النفطي المسال في طريقها حالياً إلى الصين من الولايات المتحدة. وقد تُحوّل الشحنات مسارها إلى وجهات أخرى في آسيا، حيث تُعدّ كوريا الجنوبية واليابان والهند من المشترين الرئيسيين.
إلى جانب الغاز النفطي المسال، تُعد أميركا مورداً رئيسياً للنفط الخام والغاز الطبيعي المسال للعالم، رغم أن واردات الصين من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة قد تراجعت في الأشهر الأخيرة.
