اخر الاخبار

تقارب سعودي روسي.. خطوة جديدة قد تغير حركة السفر بين البلدين

أقرت الحكومة الروسية مسودة اتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن الإلغاء المتبادل لمتطلبات التأشيرة بين البلدين، في خطوة تعكس تقدماً في المحادثات الهادفة لتوسيع العلاقات الثنائية بين الجانبين. 

بحسب وثيقة رسمية نشرت على “المنصة الروسية للمعلومات القانونية” يوم الخميس، واطلعت عليها “الشرق”، فقد وقع رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين على القرار مكلفاً وزارة الخارجية ببدء التفاوض مع الرياض تمهيداً للتوقيع النهائي، على أن يصبح الاتفاق سارياً بعد 60 يوماً من تبادل الإشعارات الدبلوماسية باستكمال الإجراءات الداخلية لدى الطرفين.

وكان مجلس الوزراء السعودي وافق في الأول من يوليو الماضي خلال اجتماعه على التباحث مع روسيا بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.

تفاصيل المسودة

تنص المسودة الروسية على أن مواطني البلدين سيمنحون حق الدخول دون تأشيرة عبر جوازات السفر العادية والرسمية سارية المفعول، مع السماح بالإقامة القصيرة والمتعددة، شرط ألا تتجاوز 90 يوماً متصلة أو منفردة خلال فترة 180 يوماً، وألا يتخطى مجموع أيام الإقامة 90 يوماً في السنة.

ويستثني النص دخول المواطنين لأغراض دينية مثل الحج والعمرة، إذ يخضع هذا النوع من الزيارات لإجراءات خاصة في المملكة. كما تتضمن المسودة آليات للتنسيق الدبلوماسي والقنصلي، بما في ذلك تبادل نماذج وثائق السفر وتسوية أي خلافات عبر القنوات الرسمية.

العلاقات السعودية الروسية

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه حركة السفر بين روسيا والسعودية نمواً لافتاً خلال العامين الماضيين، بعدما افتتحت الهيئة السعودية للسياحة مكتباً في موسكو، ودشنت “الخطوط السعودية” رحلاتها إلى العاصمة موسكو في أكتوبر، بمعدل 3 رحلات أسبوعية مباشرة.

كما شهدت أعداد السياح بين البلدين نمواً ملحوظاً بلغ أكثر من خمسة أضعاف، إذ بلغ عدد المواطنين السعوديين الذين زاروا موسكو 52.4 ألف سائح في 2024، مقارنة مع 9300 زائر في عام 2023. وبحسب تقديرات صادرة الاتحاد الروسي لصناعة السفر، فقد استقبلت السعودية من جهتها ما يزيد على 36 ألف زائر روسي في 2024.

البعد الاقتصادي: من السياحة إلى الطاقة

لا يقتصر التقارب بين موسكو والرياض على ملف السياحة، إذ يعمل الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي في قطاعات متعددة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.8 مليار دولار في 2024، بنمو تجاوز 60% مقارنة بالعام السابق.

صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال مشاركته في “أسبوع الطاقة الروسي 2025” في موسكو أكتوبر الماضي، أن المملكة وروسيا تستعدان لتوسيع علاقتهما من خلال منتدى أعمال مشترك يضم نحو 100 شركة من الجانبين، ويهدف لتوسيع مجالات الشراكة في 11 قطاعاً اقتصادياً من بينها الطاقة، البتروكيماويات، التكنولوجيا، الخدمات اللوجستية، الزراعة، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى التبادل التجاري وجذب الاستثمارات المشتركة.

المؤتمر، الذي ستستضيفه الرياض الإثنين المقبل، سيعقد تحت شعار “شراكات مستدامة.. نحو آفاق استثمارية جديدة” ويجمع ممثلي القطاعين الحكومي والخاص من البلدين بهدف تعزيز المشاريع المشتركة وتسهيل اللقاءات المباشرة بين الشركات والجهات المعنية.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين في تحالف “أوبك+” حيث يلعب الجانبان دوراً مركزياً في استقرار أسواق النفط العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *