تفاؤل الشركات الأميركية حيال الاقتصاد والأرباح يزيد بعد فوز ترمب
تحولت آراء المسؤولين التنفيذيين الأميركيين نحو مزيد من التفاؤل بشأن الاقتصاد وآفاق أعمالهم المستقبلية بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، إذ يتوقع المسؤولون الماليون وغيرهم من القادة تحقيق نمو أقوى خلال 2025، رغم اعتبارهم التضخم في الولايات المتحدة خطراً محتملاً، وفق نتائج استطلاعين للرأي.
أظهرت جمعية المحاسبين المهنيين الدوليين المعتمدين أن 67% من المسؤولين التنفيذيين بالشركات الأميركية الذين شملهم استطلاع الرأي واثقون من الآفاق الاقتصادية للسنة المقبلة، مقارنة مع 26% في استطلاع أُجري خلال أغسطس و43% العام الماضي. أجرت الجمعية هذا الاستطلاع في الفترة من 6 إلى 26 نوفمبر المنصرم، بعد انتصار ترمب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، والذي شمل 273 عضواً يعملون لدى شركات أميركية.
وعود ترمب الانتخابية
خاض ترمب حملته الانتخابات مستنداً لوعود بخفض الضرائب على الشركات وتخفيف اللوائح التنظيمية، مع تهديده بفرض رسوم جمركية جديدة على شركاء الولايات المتحدة الأميركية التجاريين، وهي سياسة قد تُعتبر مسببة للتضخم. رغم ذلك، فإن مواقفه الداعمة للشركات بشكل عام دفعت المديرين التنفيذيين إلى زيادة توقعاتهم للإيرادات والأرباح بعد فوزه، بحسب نتائج استطلاع رأي صادرة اليوم.
أكد المسؤولون التنفيذيون أنهم يخططون لزيادة الإنفاق لتوسيع أعمالهم، كما أشاروا إلى تحسن في التوقعات المتعلقة بالتوظيف مقارنةً بالفترة التي سبقت الانتخابات.
قال توم هوود، نائب الرئيس التنفيذي للمشاركة والنمو التجاري في الجمعية: “يشير المسؤولون التنفيذيون إلى أنهم يتطلعون إلى تخفيف اللوائح التنظيمية وسياسات ضريبية أكثر ملاءمة، ونرى هذا التفاؤل ينعكس في توقعات أرباح وإيرادات أعلى”، وذلك وفق بيان.
تتطابق هذه النتائج مع استطلاع آخر أجرته كلية “فووكوا” لإدارة الأعمال بجامعة ديوك بالتعاون مع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا وريتشموند، إذ شمل أكثر من 500 مسؤول مالي أميركي. وأشار إلى تحسن ملحوظ في النظرة الإيجابية بعد الانتخابات. أبرز استطلاع جامعة ديوك، الذي نُشر أمس، تحولاً في أولويات المسؤولين الماليين ومعنوياتهم بعد الانتخابات الأميركية التي جرت في 5 نوفمبر الماضي، إذ أعربوا عن آراء أكثر تفاؤلاً بشأن الآفاق العامة للاقتصاد الأميركي وآفاق شركاتهم.
تداعيات فوز ترمب بالانتخابات
أظهر الباحثون أن المسؤولين التنفيذيين في شركات التصنيع والبناء تبنوا مواقف أكثر إيجابية بعد الإعلان عن نتيجة الانتخابات.
قال جون غراهام، أستاذ المالية في جامعة ديوك والمدير الأكاديمي لاستطلاع الرأي، في البيان: “تعكس هذه الزيادة في حالة التفاؤل انحسار حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، إلى جانب الشعور بأن سياسات الضرائب والتنظيم للإدارة الجديدة ستفيد القطاع التجاري بصفة عامة. حدثت قفزة مماثلة في التفاؤل وسط الشركات عندما انتُخب ترمب لأول مرة خلال 2016 رئيساً للبلاد”.
إلى جانب التضخم في الولايات المتحدة، الذي ظهر في كلا الاستطلاعين بوصفه مصدراً محتملاً للقلق، أشار المسؤولون الماليون في استطلاع ديوك إلى السياسة النقدية والتداعيات المحتملة للرسوم الجمركية، وتوافر العمالة بوصفها مخاوف رئيسية. كما سلط المشاركون في استطلاع رأي جمعية المحاسبين الضوء على تكاليف المواد الخام والطاقة باعتبارها عوامل سلبية محتملة.
بينما ركز استطلاع جامعة ديوك على المسؤولين الماليين فقط، شمل استطلاع جمعية المحاسبين مجموعة أوسع من المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك المراقبين الماليين، ورؤساء الشركات والرؤساء التنفيذيين وغيرهم.