تصريحات ترمب تشعل موجة صعود في أسعار العملات المشفرة

شهدت سوق العملات المشفرة ارتفاعاً قوياً في شهر مارس، حيث استردت بعض الخسائر المسجلة في أسوأ شهر منذ عام 2022. حصلت العملات على دعم من تطرق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرة أخرى إلى خطته لإنشاء احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة.
كان إدراج عملتي “إكس آر بي” (XRP) و”إيه دي إيه” (ADA) في خطة ترمب مفاجئاً، وفق أندرو تو، رئيس المبيعات في شركة “إيفيشنت فرونتير” (Efficient Frontier) لصناعة سوق العملات المشفرة.
شهدت العملتان ارتفاعات ضخمة يوم الأحد، مما أدى إلى مكاسب في معظم الأصول الرقمية. وقال ترمب أيضاً إن “بتكوين” و”إيثريوم” و”سولانا” ستكون ضمن الاحتياطي، مما ساعد هذه العملات على التعافي من بعض الانخفاضات الحادة في الشهر الماضي.
ولاء ترمب لصناعة العملات المشفرة
أكدت إعلانات ترمب، التي نشرها على منصته “تروث سوشيال” ولاء الرئيس الجديد لصناعة أمطرته بالتبرعات والثناء خلال حملته، بعد حملة إدارة جو بايدن السابقة على شركات التشفير، والتي وصفتها الصناعة بـ”الصارمة”.
ومع ذلك، فإن العديد من تفاصيل خطة ترمب غير معروفة، بما في ذلك مقدار ما ستشتريه الحكومة بالفعل، وكيف سيتم تمويل المشتريات.
وقال تو: “إذا لم تتوافق التوقعات مع الواقع، فقد تتراجع الأسعار مرة أخرى”. وأضاف: “في الوقت الحالي، نسيت الأسواق كل الانحدار الذي حدث في الأسبوع الماضي”.
واعتبر أيضاً أن المخاوف الاقتصادية الكلية لا تزال تشكل عبئاً، قد يتسبب في تراجع أسعار التشفير مرة أخرى، وذلك إذا فعلت الأسهم الشيء نفسه.
أكبر ثماني عملات مشفرة
وفقًا لموقع “كوين ماركت كاب”، فإن جميع الرموز التي قال ترمب إنها ستُدرج في الاحتياطي تعتبر من بين أكبر ثماني عملات مشفرة من حيث القيمة السوقية.
كانت العملات الوحيدة التي لم يتم تضمينها وتدخل في هذا المعيار هي “تيثر” (Tether) و”يو إس دي سي” (USDC)، وهي عملات مستقرة تتبع الدولار الأميركي، بالإضافة إلى رمز “بينانس كوين” التابع لبورصة “بينانس” والمعروفة باسم “بي إن بي” (BNB).
تعهد ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من “بتكوين” خلال حملته الانتخابية، وهو أحد الوعود العديدة المتعلقة بالعملات المشفرة، والتي ساعدت في تغذية ارتفاع الأسعار حتى يوم تنصيبه.
بينما أسقطت لجنة الأوراق المالية والبورصات العديد من القضايا والتحقيقات القائمة ضد شركات التشفير في الأسابيع الأولى لإدارة ترمب، لم يتحدث الرئيس الأميركي كثيراً عن إنشاء الاحتياطي الاستراتيجي منذ توليه منصبه.
في 4 فبراير، قال ديفيد ساكس، قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة للرئيس، إن مسؤولي الإدارة ما زالوا بحاجة إلى دراسة جدوى الخطة.
لم يذكر الأمر التنفيذي المتعلق بالعملات المشفرة الذي أصدره ترمب في يناير، أي رموز محددة، وأشار فقط إلى إمكانية إنشاء “مخزون وطني من الأصول المشفرة”، والذي يجب تقييم إنشائه وصيانته من قبل مجموعة عمل البيت الأبيض.
خيبة أمل المستثمرين
خيب عدم وجود ذكر صريح لعملة “بتكوين” في الأمر التنفيذي الصادر في يناير، آمال بعض المؤيدين الأكثر صراحة لأكبر الرموز الرقمية، والذين قضوا شهوراً في توقع “فورت نوكس من بتكوين” (إشارة إلى القاعدة العسكرية التي تحتوي مستودع سبائك الذهب الأميركية).
منذ تنصيب ترمب وحتى يوم الجمعة الماضي، انخفضت “بتكوين” بنسبة 28% من آخر رقم قياسي لها فوق 109000 دولار سجلته في 20 يناير.
وسجلت العملة المشفرة انخفاضاً بنسبة 18% في فبراير، كما انخفض مؤشر “بلومبرغ غالاكسي” للعملات المشفرة بنسبة 28% في فبراير، وهو أسوأ شهر له منذ “شتاء العملات المشفرة” عام 2022، والذي شمل انهيار بورصة “أف تي إكس” التابعة لسام بانكمان-فريد.
في منشور على موقع “تروث سوشيال” يوم الأحد، قال ترمب إن الأمر التنفيذي بشأن العملات المشفرة “وجه مجموعة العمل الرئاسية للمضي قدماً في الاحتياطي الاستراتيجي للعملات المشفرة، والذي يشمل إكس آر بي وسولانا وإيه دي إيه”.
في منشور ثانٍ على نفس المنصة، نُشر بعد أكثر من ساعة بقليل من المنشور الأول، أضاف ترمب: “من الواضح أن بتكوين وإيثريوم، إلى جانب العملات المشفرة القيّمة الأخرى، ستكون جزءاً أساسياً من الاحتياطي. أنا أيضاً أحب بتكوين وإيثريوم”.
بتكوين ترتفع إلى 94 ألف دولار
ارتفع سعر “بتكوين” بنسبة 9% لتتجاوز 94 ألف دولار بعد ظهر يوم الأحد في نيويورك. كما زادت “إثير” ثاني أكبر رمز مشفر بنحو 13%، لتتجاوز 2500 دولار.
ارتفعت “كاردانو” العملة المشفرة المعروفة باسم “إيه دي إيه” بأكثر من 50% بعد منشورات ترمب، في حين قفزت “سولانا” بأكثر من 20%، وارتفعت “إكس آر بي” المرتبطة بـ”ريبل” (Ripple) بنسبة 30%.
قال سبنسر هالارن، رئيس التداولات خارج البورصة عالمياً في شركة “جي إس آر” (GSR ) للاستثمار في العملات المشفرة، إن تصريحات ترمب “دفعت المشاركين إلى إعادة فتح مراكز شراء طويلة، الأمر الذي شكل دعماً قوياً لارتفاع الأسعار.”
في وقت سابق من فبراير، شارك ترمب تقريراً نشره موقع “كوين ديسك” (CoinDesk) عن الرئيس التنفيذي لشركة “ريبل”، براد غارلينغهاوس، عبر “تروث سوشيال”، ما أثار ردود فعل متباينة بين مؤيدي “إكس آر بي” ومجتمع العملات المشفرة الأوسع.
كان غارلينغهاوس قد صرح في ديسمبر الماضي بأن شركته للدفع الرقمي تعتزم التبرع بمبلغ 5 ملايين دولار من “إكس آر بي” لدعم حفل تنصيب ترمب.
قبيل التنصيب، الذي شهد تبرعات ضخمة مماثلة من شخصيات بارزة في قطاع العملات المشفرة، تم تصوير غارلينغهاوس أثناء تناوله العشاء مع الرئيس في مارالاغو، برفقة كبير المستشارين القانونيين لشركة “ريبل”، ستو ألدروني.
تم رفع دعوى قضائية ضد شركة “ريبل” ومقرها في سان فرانسيسكو في عام 2020 من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات، والتي ادعت أن الشركة كانت تقدم أوراقاً مالية غير مسجلة.
رأت محكمة مقاطعة أميركية لاحقاً أن “إكس آر بي” كانت بمثابة أوراق مالية عند بيعها للمستثمرين المؤسسيين، ولكن ليس عند بيعها للمستثمرين الأفراد، وهو ما كان يُنظر إليه على أنه انتصار لصناعة العملات المشفرة، قبل أن تستأنف اللجنة.
رغم أن لجنة الأوراق المالية والبورصات قامت بإلغاء العديد من إجراءات إنفاذ القانون المتعلقة بالعملات المشفرة، إلا أن استئنافها ضد “ريبل” لم يتم إسقاطه بعد.