اخر الاخبار

“تسلا” تبدأ تشغيلاً محدوداً لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في تكساس

أطلقت شركة “تسلا” يوم الأحد خدمتها المنتظرة منذ زمن طويل لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، لمجموعة صغيرة من الركاب، في بداية متواضعة لما يراه إيلون ماسك أنه خط أعمال جديد سيُحدث تحولاً كبيراً.

اقتصرت أولى رحلات “روبوتاكسي” على منطقة ضيقة في مدينة أوستن حيث يقع مقر “تسلا”، ورافق كل مركبة موظف تابع للشركة يراقب العمليات. واختارت “تسلا” بنفسها مجموعة ودّية من الركاب الأوائل، بينهم مستثمرون ومؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي بثّوا رحلاتهم مباشرة.

في أحد مقاطع الفيديو، أبدى هيربرت أونغ، الذي يدير حساب معجبين بـ”تسلا”، إعجابه بسرعة السيارة وقدرتها على ركن نفسها ذاتياً. وقال مؤثر آخر يحمل المعرف “@BLKMDL3” على منصة “إكس”، إن الرحلة كانت “أكثر سلاسة من قيادة إنسان”. وعلّق ساوير ميريت، وهو مستثمر في “تسلا” يدير حساباً يركز على الشركة، بأن “التجربة كانت مذهلة”.

حفل إطلاق خافت

من دون حفل تدشين أو إعلانات رسمية تذكر، اعتمدت “تسلا” إلى حد كبير على الكلام المتناقل والتغطية الإعلامية قبيل إطلاق “روبوتاكسي”، والذي يأتي بعد نحو عقد من بدء ماسك الحديث عن إمكانية إطلاقه.

ويُعد هذا الكشف خافتاً على نحو غير معتاد بالنسبة لشركة نظّمت فعالية “سايبر روديو” لافتتاح مصنع في تكساس عام 2022، وحفلاً حصرياً قرب هوليوود العام الماضي للكشف عن منتجات ذاتية القيادة.

يعيد ماسك توجيه استراتيجيات الشركة نحو تقنيات مثيرة للجدل لم تُثبت فعاليتها بعد، بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الشبيهة بالبشر. ويعتمد بعض المستثمرين على هذه الأسواق الجديدة لإنعاش “تسلا” بعد تراجع في المبيعات، وردود فعل سلبية من المستهلكين تجاه الرئيس التنفيذي. وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 20% هذا العام.

وكتب توم ناريان، المحلل في شركة “آر بي سي كابيتال ماركتس”، في مذكرة: “روبوتاكسي عنصر حاسم في حالة الاستثمار بتسلا”. وأضاف أن نحو 60% من تقييمه لأسهم الشركة، يعود إلى المركبات ذاتية القيادة.

سعر موحد للرحلات في الوقت الحالي

أظهرت مقاطع الفيديو التي نُشرت الأحد رحلات عادية لمركبات من طراز “واي”، تقطع مسافات قصيرة، وتتجاوز التقاطعات، وتتجنب المشاة وتوقف نفسها، وكل ذلك من دون وجود أحد في مقعد السائق. وسُجلت بعض العثرات، مثل اختبار أحد المشاركين زراً لإيقاف السيارة، ما أدى إلى توقفها مؤقتاً في منتصف الطريق، قبل أن تتحرك مجدداً.

ويتم حالياً فرض سعر موحد قدره 4.20 دولارات للرحلة الواحدة، بحسب ما قاله ماسك يوم الأحد، رغم أن التسعير المستقبلي غير واضح بعد.

وستكون خدمة “روبوتاكسي” متاحة بين الساعة السادسة صباحاً ومنتصف الليل يومياً ضمن منطقة جغرافية محددة داخل المدينة، من دون أن تشمل المطار، وفقاً لشروط الاستخدام التي نشرها بعض الركاب الأوائل. وقد تكون الخدمة محدودة أو غير متاحة في حالات الطقس السيئ.

اختبار مهم لـ”تسلا”

يمثل الإطلاق اختباراً بالغ الأهمية لـ”تسلا”، التي تستخدم حالياً من 10 إلى 20 مركبة فقط. وتهدف الشركة إلى إثبات قدرتها على التنقل الآمن والفعّال في حركة المرور الواقعية، وهو تحدٍ أعاق بعض المنافسين، وتسبب بتدقيق من الجهات التنظيمية.

وكانت شركة “كروز”، التابعة سابقاً لـ”جنرال موتورز”، أوقفت أسطولها في أواخر 2023 بعد حادثة أصابت أحد المشاة، ما أدى إلى تعليق ترخيصها في كاليفورنيا.

أما “أوبر تكنولوجيز” فقد توقفت عن اختبار السيارات ذاتية القيادة بعد أن صدمت إحدى مركباتها أحد المشاة وقتلته في ولاية أريزونا عام 2018، ثم باعت وحدتها الخاصة بالقيادة الذاتية بعد أقل من ثلاث سنوات.

توسع سريع في مدن أخرى

رغم أن “تسلا” لم تعلن عن موعد فتح الخدمة لعامة الجمهور، تعهد ماسك بالتوسّع السريع في مدن أميركية أخرى في المستقبل القريب.

لكن الشركة تواجه سوقاً مزدحمة في أوستن. فشركة “وايمو” التابعة لشركة ألفابت (الشركة الأم لـ”جوجل”) تقوم بالتوسع في المدينة عبر شراكة مع “أوبر”. كما تختبر شركة “زُوكس” التابعة لـ”أمازون” خدمتها هناك أيضاً.

وقال دان آيفز، المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” والذي يصنف أداء “تسلا” على أنه “متفوق”، إنه يتوقع أن يكون “روبوتاكسي” تنافسياً مع “وايمو” منذ البداية. وبعد أن ركب أحد أعضاء فريقه في إحدى مركبات “تسلا” يوم الأحد، قال آيفز لتلفزيون “بلومبرغ”، إن تجربة المستخدم كانت “أفضل من المتوقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *