تسارع وتيرة إصدارات السندات الدولارية في المنطقة وسط طلب قوي

تسارعت وتيرة إصدارات السندات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوم الثلاثاء، مع استغلال كل من الكويت ومصر شهية المستثمرين للعوائد الأعلى على الدولار قبل خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
تلجأ الكويت إلى سوق السندات الدولية لأول مرة منذ ثماني سنوات، بعد إقرار قانون محلي طال انتظاره، ما فتح الطريق أمام عودتها إلى أسواق الدين العالمية. أما مصر، التي تجعل أسعار الفائدة المرتفعة سنداتها جذابة للعديد من المستثمرين، فتسعى إلى تنويع مصادر تمويلها بينما تحاول التعافي من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل.
خفض الفائدة الأميركية يعزز إصدارات الديون
قال محمد أبو باشا، رئيس وحدة التحليل الكلي في بنك الاستثمار “إي إف جي هيرميس” (EFG Hermes) ومقره القاهرة: “تأتي مجموعة الإصدارات في وقت تستغل فيه الدول فرصة جيدة للإصدار بعد استئناف دورة التيسير في الولايات المتحدة وقبل انتهاء العام”.
اقرأ أيضاً: الكويت تجذب 27.7 مليار دولار طلبات على أول طرح لسندات دولية منذ 2017
ارتفع الطلب الإجمالي على السندات الكويتية لأجل ثلاث وخمس وعشر سنوات ليقترب من 28 مليار دولار. وتشير التوجيهات السعرية إلى فارق منخفض يصل إلى 40 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأميركية للشريحة الأقصر أجلاً، و60 نقطة أساس للشريحة الأطول أجلاً.
سندات مرتقبة بقيمة 1.5 مليار دولار من مصر
من المرجح أن تُصدر مصر سندات بقيمة 1.5 مليار دولار، بعد تلقيها طلبات تجاوزت 8.9 مليار دولار على صكوكها الإسلامية المقومة بالدولار، بآجال استحقاق ثلاث وسبع سنوات. وتبلغ التوجيهات السعرية 6.375% وقرابة 8% على التوالي.
فصل شخص مطّلع على الأمر، طلب عدم الكشف عن هويته، جميع هذه المعلومات. ومن المتوقع الإعلان عن الشروط النهائية للصفقات، بما في ذلك الحجم والعائد، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
قد يهمك: اقتصاد مصر يضاعف نموه إلى 5% مدفوعاً بقطاعي الصناعة والسياحة
على صعيد منفصل، كلّفت البحرين بنوكاً بترتيب إصدار سندات مقومة بالدولار بآجال استحقاق تبلغ ثماني واثنتي عشرة سنة. وتخطط الجزائر لجمع 297 مليار دينار (2.3 مليار دولار) من خلال بيع صكوك إسلامية، في إصدار نادر للديون من جانب الدولة العضو في “أوبك”، إلا أنه سيُطرح للمستثمرين الجزائريين فقط، بحسب ما أوردته قناة “الشرق”.
السعودية أكبر مصدري الديون في الأسواق الناشئة
جمعت السعودية بالفعل ما يقرب من 20 مليار دولار من الديون المقومة بالدولار واليورو خلال العام الجاري، ما يجعلها أكبر مُصدرة في الأسواق الناشئة إلى جانب المكسيك، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”.
اقرأ أيضاً: السعودية على قائمة مراقبة مؤشر جيه بي مورغان للسندات الحكومية بالأسواق الناشئة
ويأتي ارتفاع مبيعات السندات من الشرق الأوسط في ظل تراجع أسعار النفط والغاز، ما تسبب في اتساع العجز المالي لدى عديد من الحكومات.
قدمت السندات البحرينية للمستثمرين عوائد إجمالية تجاوزت 10% العام الجاري، ورغم قلق المستثمرين من ارتفاع احتياجات التمويل لدى البلاد، فإنهم حريصون على الاستفادة من عوائدها المرتفعة وضغط فروقات المخاطر عبر معظم الأسواق الناشئة.
السندات التقليدية لمصر تتفوق على صكوكها
تراجعت الصكوك الإسلامية القائمة لمصر العام الجاري، في وقت حققت فيه نظيراتها في الأسواق الناشئة مكاسب مدفوعة بضعف الدولار. فقد انخفضت صكوك البلاد المستحقة في فبراير 2026 بنسبة 1.8%، لكنها منحت المستثمرين عائداً إجمالياً بلغ 6.2% بفضل مدفوعات الفائدة السخية.
أما السندات التقليدية المقومة بالدولار فقد كان أداؤها أفضل، إذ قدمت للمستثمرين عائداً إجمالياً بنسبة 17% العام الجاري.