ترمب يمنع ناقلات النفط المعاقبة من دخول فنزويلا والخروج منها

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أصدر أوامره بفرض “حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات” أثناء دخولها إلى فنزويلا وخروجها منها، في خطوة تصعيدية تزيد الضغط على كراكاس، بالتزامن مع حشد عسكري أميركي في المنطقة وتهديدات بتنفيذ ضربات برية.
وكتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء: “فنزويلا محاصرة بالكامل بأكبر أسطول بحري جرى تجميعه في تاريخ أميركا الجنوبية”. وأضاف: “سيزداد هذا الأسطول حجماً، وستكون الصدمة عليهم غير مسبوقة، إلى أن يعيدوا إلى الولايات المتحدة الأميركية كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقوها منا سابقاً”.
تصنيف نظام مادورو “منظمة إرهابية”
قال ترمب إنه قرر أيضاً تصنيف نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “منظمة إرهابية أجنبية”. واتهم النظام “غير الشرعي” بـ”استخدام النفط من هذه الحقول النفطية المسروقة لتمويل نفسه، وتمويل إرهاب المخدرات، والاتجار بالبشر، والقتل، والاختطاف”.
ويمثل هذا التحرك تصعيداً في ضغوط إدارة ترمب على مادورو، الذي تتهمه بالإشراف على شبكة لتهريب المخدرات. وكانت الولايات المتحدة قد صادرت الأسبوع الماضي ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا.
وفي وقت سابق، غير أسطول يضم أربع ناقلات نفط عملاقة، كانت متجهة أصلاً إلى فنزويلا، مساره بعد مصادرة الناقلة الخاضعة للعقوبات.
عمليات عسكرية أميركية وتصعيد التهديدات
كما نفذت وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 20 ضربة ضد سفن يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في المياه القريبة من فنزويلا وكولومبيا، ما أسفر عن مقتل العشرات. وكان ترمب قد لمح مراراً إلى أن الولايات المتحدة قد تستهدف دولاً بضربات برية، وإلى ضرورة إزاحة مادورو من السلطة.
من جهتها، وصفت حكومة مادورو التحركات الأميركية بأنها محاولة للاستيلاء على احتياطيات فنزويلا النفطية، الأكبر في العالم.
الاقتصاد الفنزويلي تحت ضغط متزايد
يعاني اقتصاد الدولة التي يحكمها نظام اشتراكي من ضغوط شديدة منذ أن شدد ترمب القيود على تجارة النفط في وقت سابق من هذا العام.
وقد تراجعت إمدادات الحكومة من الدولار، المرتبطة بشكل شبه كامل بمبيعات الخام، بنسبة 30% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025.
وأدى هذا الضغط إلى إضعاف سعر الصرف ورفع الأسعار، مع توقع أن يتجاوز معدل التضخم السنوي 400% بنهاية العام، وفق تقديرات خاصة لاقتصاديين محليين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خشية التعرض لأعمال انتقامية.
دور شركة النفط الحكومية وشراكة “شيفرون”
رغم أن شركة النفط الحكومية “بتروليوس دي فنزويلا” (PDVSA) تسيطر على صناعة النفط في البلاد، فإنها تعمل مع شركاء دوليين، من بينهم شركة “شيفرون” الأميركية التي تتخذ في هيوستن مقراً لها، للتنقيب في عدة مناطق من فنزويلا.
وبموجب الترتيبات الحالية، تدفع “شيفرون” لفنزويلا نسبة من النفط الذي تنتجه بالتعاون مع “بتروليوس دي فنزويلا إس إيه” في مشاريع مشتركة، وذلك بموجب ترخيص صادر عن وزارة الخزانة الأميركية يعفي الشركة الأميركية من العقوبات.
وفي الأشهر الأخيرة، دعا مادورو المواطنين إلى التوحد في مواجهة ما وصفه بالتهديدات الأميركية، وحثهم على الانضمام إلى الجماعات الشعبية، التي يقول إنها تضم أكثر من 8 ملايين عضو.
كما نشر قوات وجنوداً وسفناً وطائرات وطائرات مسيّرة على الحدود مع كولومبيا، وفي بعض الولايات الساحلية، وعلى إحدى الجزر.



