قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهند قد تواجه رسوماً جمركية تتراوح بين 20% و25%، لكنه أشار إلى أن القرار النهائي لم يُحسم بعد، مع استمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري قبل حلول مهلة 1 أغسطس.
ورداً على سؤال من الصحفيين الثلاثاء حول ما إذا كانت هذه النسبة محتملة على نيودلهي، قال ترمب: “أعتقد ذلك”.
وأضاف خلال حديثه على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” أثناء عودته إلى واشنطن من زيارة استغرقت خمسة أيام إلى اسكتلندا: “الهند كانت صديقاً جيداً، لكنها تفرض رسوماً أكثر من أي دولة تقريباً. لا يمكنك فعل ذلك فحسب”.
جاءت تصريحات ترمب قبل بدء يوم العمل في الهند، ولم تصدر حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي أي رد فعل حتى الآن.
نيودلهي تتمسك ببعض الخطوط الحمراء
ستُعد أي نسبة تتجاوز 20% بمثالة خيبة أمل للهند، التي كانت تأمل باتفاق أفضل من ذلك الذي حصلت عليه كلّ من إندونيسيا والفلبين، حيث عرضت واشنطن عليهما نسبة 19%.
وكانت “بلومبرغ” أفادت في وقت سابق إلى أن الجانبين يعملان على اتفاق يقلص الرسوم المقترحة إلى أقل من 20%، رغم مقاومة الهند فتح قطاعي الزراعة والألبان.
ورغم أن المسؤولين الهنود أعربوا عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق، إلا أن العلاقات مع الولايات المتحدة شهدت بعض التوتر في الأشهر الماضية.
اقرأ أيضاً: أميركا: نحتاج للمزيد من المفاوضات مع الهند لإبرام اتفاق تجاري
أثار ترمب غضب نيودلهي عندما قال إن تهديداته التجارية دفعت الهند وباكستان إلى التوصل لهدنة في أبريل، كما هدد بفرض “رسوم ثانوية” على الهند والصين ودول أخرى تشتري النفط الروسي، في حال لم ينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملياته العسكرية.
وقال ممثل التجارة الأميركي جيمسون غرير الإثنين، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى مزيد من الوقت لتقييم مدى استعداد الهند لفتح أسواقها أمام الصادرات الأميركية. وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت في وقت سابق الثلاثاء، أن نيودلهي تستعد لرسوم أعلى تتراوح بين 20% و25%.
الهند تقدم إعفاءات جمركية بهدف التوصل لاتفاق
بحسب ما نقلته “بلومبرغ” في وقت سابق عن أشخاص مطلعين، أبلغت الهند إدارة ترمب بخطوطها الحمراء التي لن تتجاوزها، أبرزها رفض استيراد محاصيل معدلة وراثياً، وعدم استعدادها لفتح أسواق الألبان والسيارات بشكل واسع. وطلب الأشخاص عدم كشف هوياتهم نظراً لحساسية المناقشات.
ومع ذلك، أعربت نيودلهي عن استعدادها لعرض إعفاءات جمركية بنسبة صفر على بعض السلع مثل مكوّنات السيارات والمنتجات الدوائية.
وتتبنى حكومة مودي موقفاً حذراً في ظل ضغوط سياسية لحماية القطاع الزراعي الحساس الذي يعتمد عليه ملايين الهنود، ويشكل قاعدة انتخابية مهمة لحزبه قبيل انتخابات محلية مرتقبة.
وقعت الهند والولايات المتحدة بالفعل على بنود مرجعية لاتفاقية تجارية ثنائية، ويتم التفاوض حالياً على اتفاق مؤقت تأمل نيودلهي أن يمنحها إعفاءً من الرسوم الأميركية المرتفعة.
وكان ترمب قد أطلق سلسلة رسوم متبادلة في أبريل، ثم جمدها جزئياً عند مستوى 10% لإتاحة المجال للمفاوضات، إلا أن الموعد النهائي لبدء تنفيذها مجدداً يقترب، بينما لم ينجح الرئيس الأميركي إلا في تأمين عدد محدود من الاتفاقات.
