ترمب يشيد بـ92 مليار دولار استثمارات في الذكاء الاصطناعي والطاقة

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأكثر من 92 مليار دولار من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة، وذلك خلال زيارة إلى ولاية بنسلفانيا حيث سلط الضوء على جهوده لتعزيز قدرة الولايات المتحدة التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال ترمب يوم الثلاثاء في القمة الافتتاحية للطاقة والابتكار في بنسلفانيا، والتي أُقيمت في جامعة “كارنيغي ميلون” إن “الالتزامات التي نراها اليوم تضمن أن المستقبل سيُصمّم ويُبنى ويُنجز هنا في بنسلفانيا، وهنا في بيتسبرغ، ويجب أن أقول، هنا في الولايات المتحدة الأميركية”.
وتشمل الاستثمارات المقدّمة من عدة شركات مراكز بيانات جديدة، ومشاريع لتوليد الطاقة، وتحديثات في البنية التحتية لشبكات الكهرباء، إلى جانب تدريب في مجال الذكاء الاصطناعي وبرامج تدريبية، في ما يعكس مقاربة الإدارة الشاملة لضمان تفوّق الولايات المتحدة على الصين في هذا القطاع المتطوّر بسرعة. وقال ترمب إن بعض الشركات حصلت بالفعل على تصاريح، وإن بعض المنشآت قيد الإنشاء.
من بين الاستثمارات، تعهّدت شركة “بلاكستون” بتوفير أكثر من 25 مليار دولار لتمويل مراكز بيانات جديدة وبنية تحتية للطاقة. وقد حصلت “كيو تي إس”، وهي شركة مراكز البيانات التابعة لها، على مواقع تطوير في شمال شرق بنسلفانيا. كما أنشأت “بلاكستون” مشروعاً مشتركاً مع شركة المرافق “بي بي إل كورب” لبناء وتشغيل محطات طاقة تعمل بالغاز، لتلبية الاحتياجات الهائلة من الكهرباء الخاصة بمراكز البيانات.
وقال رئيس “بلاكستون” جون غراي خلال الفعالية: “ما يجعلنا متحمسين جداً لهذه المنطقة هو أنك تستطيع أن تضع مراكز البيانات بجانب مصادر إنتاج الطاقة”، مضيفاً أن “السر الحقيقي هنا هو جمع الاثنين معاً، لأن بناء خطوط النقل، وخطوط الأنابيب، من الأمور بالغة الصعوبة”.
وقد استثمرت “بلاكستون” بكثافة في نمو مراكز البيانات. وكانت قد استحوذت على “كيو تي إس” في عام 2021 في صفقة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار. ومنذ ذلك الحين، نمت الشركة لتبلغ قيمتها 60 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أنجح استثمارات “بلاكستون” حتى الآن.
تخطط شركة “كور ويف” المزودة لقدرات الحوسبة في الذكاء الاصطناعي، لاستثمار ما يصل إلى 6 مليارات دولار لإنشاء مركز بيانات مزود بشرائح من شركة “إنفيديا”. أما “ميتا بلاتفورمز”، فقد أعلنت عن 2.5 مليون دولار كجزء من برنامج لدعم الشركات الناشئة في المجتمعات الريفية، وهي تقدم أيضاً تدريبات للشركات الصغيرة لتعزيز استخدامها للموارد المجتمعية.
ومن المقرر أن يُلقي ترمب خطاباً مهماً بشأن الذكاء الاصطناعي الأسبوع المقبل، مع اقتراب إدارته من وضع اللمسات الأخيرة على خطة عمل كان قد أمر بها. ومن المتوقع أن يوقّع الرئيس على أمر تنفيذي بعد إصدار الخطة لتطبيق سياساتها، وفقاً لما ذكره شخص مطّلع على المسألة.
الطلب على الطاقة
تعزيز إنتاج الطاقة هو أيضاً عنصر أساسي في خطة ترمب للذكاء الاصطناعي، وقد سلط الضوء عليه.
وقال ترمب: “لقد بدأنا للتو، لكننا سنقوم فعلياً بأكثر مما يقومون به”، في إشارة إلى جهود الصين لتوسيع قدراتها في توليد الطاقة. وأضاف: “سيتم ذلك من خلال القطاع الخاص، ويمكنك أن تملك محطات الكهرباء الخاصة بك”.
وقد أعلنت “جوجل” عن صفقة لإنفاق أكثر من 3 مليارات دولار لشراء الطاقة لمراكز بياناتها من محطات كهرومائية تابعة لشركة “بروكفيلد لإدارة الأصول”، وذلك في اتفاق وُصف بأنه أكبر صفقة للطاقة النظيفة الكهرومائية للشركات في العالم.
أما شركة “جي إي فيرنوفا”، فقد أعلنت عن خطط لإضافة 250 وظيفة جديدة في مصنع بولاية بنسلفانيا لتصنيع المنتجات اللازمة لتعزيز موثوقية شبكة الكهرباء.
وتخطط الشركة الآن لاستثمار ما يصل إلى 100 مليون دولار في بنسلفانيا خلال العامين المقبلين، مع إضافة حوالي 700 وظيفة جديدة في مصانع بأنحاء الولاية، بحسب ما أفادت به الشركة.
وستستثمر شركة “فيرست إنرجي” 15 مليار دولار لتوسيع توزيع الطاقة وتعزيز بنية شبكة الكهرباء في مقاطعات بنسلفانيا.
الذكاء الاصطناعي والأمن القومي
شدد ترمب على أهمية تعزيز إنتاج الطاقة من الفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية لضمان وجود طاقة كافية لتشغيل مراكز البيانات الضخمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. واعتبر مسؤولو الإدارة أن ضمان إمدادات كهربائية كافية هو أمر مرتبط بالأمن القومي، وأساسي لإبقاء الولايات المتحدة في المقدمة أمام منافسيها العالميين في سباق الذكاء الاصطناعي.
بحلول عام 2035، من المتوقع أن تمثل مراكز البيانات 8.6% من إجمالي الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة، أي أكثر من ضعف حصتها الحالية البالغة 3.5%، وفقاً لبيانات من “بلومبرغ إن إي إف”.
وقد استخدمت وزارة الطاقة الأميركية بالفعل سلطتها الطارئة لإبقاء محطتين للطاقة كان من المقرر إغلاقهما قيد التشغيل، وأشارت إلى أن هناك تدخلاً فيدرالياً إضافياً قد يكون مرتقباً.
كان الحدث، الذي هدف إلى تسليط الضوء على إحدى أولويات الإدارة، برعاية عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ديفيد ماكورميك، واستقطب عدداً من كبار التنفيذيين في القطاع، من بينهم الرؤساء التنفيذيون ديمتري أمودي من “أنثروبيك”، ولاري فينك من “بلاكروك”، ودارين وودز من “إكسون موبيل”، وأليكس كارب من “بالانتير تكنولوجيز”، ونير بار ديا من “بريج ووتر أسوشيتس”، بالإضافة إلى روث بورات، رئيسة شركة “ألفابت”، بحسب ما أفاد به مكتب ماكورميك.
تسريع الاستثمارات وتخفيف القيود التنظيمية
سعى ترمب إلى الاستفادة من الاستثمارات الخاصة، وتخفيف القيود التنظيمية، وتسريع عملية منح التصاريح للمشاريع الجديدة لتعزيز الابتكار الأميركي في الذكاء الاصطناعي. وفي وقت سابق من هذا العام، حصل ترمب على استثمار بقيمة 100 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في إطار مشروع مشترك بين مجموعة “سوفت بنك”، و”أوبن إيه آي”، و”أوراكل”.
كما خفّفت الإدارة القيود التجارية على بعض شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقد أعلنت شركتا “نفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” عزمهما استئناف بيع بعض شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بعد حصولهما على تأكيدات من الحكومة الأميركية بأن هذه العمليات سيتم الموافقة عليها، في تراجع عن الموقف السابق لترمب الذي كان يسعى إلى الحد من طموحات بكين في هذا المجال.