ترمب يشيد بالتحالف مع اليابان ويمنح تاكايشي دعما بأول اختبار دبلوماسي

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتحالف بين الولايات المتحدة واليابان، مؤكداً متانة العلاقات مع أحد أقدم شركاء واشنطن، ومثنياً على رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سناي تاكايشي وخططها لزيادة الإنفاق الدفاعي، خلال لقائهما في طوكيو.
وقال ترمب: “أريد فقط أن أؤكد لكم أنه في أي وقت لديكم أي سؤال أو شك أو أمر تحتاجون إليه أو مساعدة يمكنني تقديمها لليابان، سنكون هناك. نحن حليف على أعلى مستوى”.
كما أعرب عن تفاؤله بأن البلدين تجاوزا خلافاتهما التجارية، مضيفاً: “سنحقق تجارة مذهلة معاً، أكثر من أي وقت مضى”، آملاً أن تكون العلاقات الأميركية اليابانية “أقوى من أي وقت مضى”.
تاكايشي في أول اختبار دبلوماسي
يُعد اللقاء اختباراً حاسماً لتاكايشي، التي انتُخبت كأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان مطلع هذا الشهر. ويعمل حزبها الليبرالي الديمقراطي على التعافي من فضيحة تمويل غير مشروع أدت إلى استقالة رئيسي وزراء متعاقبين، فيما تتولى تاكايشي تنفيذ اتفاق تجاري أُبرم في عهد سلفها يتضمن التزاماً غامضاً بتمويل 550 مليار دولار في مشاريع داخل الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: ترمب يعلن التوصل لاتفاق تجاري “ضخم” مع اليابان
ومن المتوقع أن يكون ملف الاستثمارات في صدارة جدول أعمال الاجتماع، مع احتمال توصل الجانبين إلى اتفاقات حول التعاون في بناء السفن والمعادن النادرة.
وبعد الاجتماع، سيعقد الزعيمان مراسم توقيع اتفاقات، ثم يقومان بجولة على حاملة الطائرات النووية “يو إس إس جورج واشنطن” في قاعدة يوكوسوكا البحرية جنوب طوكيو.
وقالت تاكايشي خلال اللقاء: “لقد طورت اليابان والولايات المتحدة أعظم تحالف في العالم، ومعكم نحن مستعدون للإسهام في تحقيق السلام والاستقرار العالميين”، مضيفة: “بصفتي قائدة، سأبذل كل ما بوسعي لجعل اليابان قوة وطنية عظمى”.
اتفاق تجاري ضخم وتباين في تفسيره
لم يتضح بعد ما إذا كان لقاء الثلاثاء سيؤدي إلى مزيد من الوضوح بشأن الاتفاق التجاري بين البلدين، الذي وُقع عندما كتب ترمب بنوداً مقترحة على لوحة بيضاء في المكتب البيضاوي خلال اجتماعه مع ريوسي أكازاوا، وزير الاقتصاد الياباني الحالي.
وبالنسبة لتاكايشي، التي تواجه ضغوط الدين العام وتسعى لتسريع الإنفاق الدفاعي، وهو أيضاً من أولويات ترمب، فإن الإبقاء على بعض بنود الصفقة غامضة يمنحها مساحة سياسية أكبر. ويُعد هذا النهج امتداداً لأسلوب ترمب الذي أبرم هذا الأسبوع اتفاقات إطارية مع تايلندا وكمبوديا وفيتنام وماليزيا كانت قليلة التفاصيل.
اقرأ أيضاً: الاتفاق التجاري بين أميركا واليابان مرهون بصندوق غامض
ووصفت الدولتان صندوق الاستثمار البالغ 550 مليار دولار بطرق مختلفة؛ إذ قال ترمب سابقاً إن المبلغ يمثل أموالاً “يمكن لإدارته استثمارها كما يشاء” مع منح 90% من الأرباح للولايات المتحدة. أما رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا فأوضح أن طوكيو ستقدم مزيجاً من الاستثمارات والقروض وضمانات القروض لدعم مشاريع الشركات اليابانية في أميركا.
وأكد أكازاوا أن الاستثمار البالغ 550 مليار دولار لن يؤثر على أسواق العملات، إذ سيتم تمويله عبر أدوات مثل قروض من الحساب الخاص باحتياطي النقد الأجنبي باستخدام ما تملكه اليابان من أصول بالدولار.
بنود تجارية وحماية للقطاعات الحيوية
ينص الاتفاق التجاري على حد أقصى للرسوم يبلغ 15% على معظم الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات وقطع الغيار، كما يتضمن بند حماية يضمن عدم معاملة اليابان بأسوأ من أي دولة أخرى في حال فرض رسوم مستقبلية على الرقائق الإلكترونية أو الأدوية.
ويرى مراقبون أن تاكايشي مهدت الطريق قبل زيارة ترمب تحسباً لأي تساؤلات حول مدى مساهمة اليابان في التحالف مع واشنطن.
موقف حازم من الصين وكوريا الشمالية
في أول خطاب لها أمام البرلمان يوم الجمعة الماضي، تعهدت تاكايشي بتحقيق هدف إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول مارس المقبل، أي قبل عامين من الموعد المحدد في الخطة السابقة.
وشددت على أن التهديدات الأمنية الناتجة عن الصين وبرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية يجب التعامل معها بجدية، وأن على اليابان تعزيز قدراتها الدفاعية من الأساس.
وقالت تاكايشي خلال لقائها مع ترمب: “أنا مصممة على استعادة دينامية الدبلوماسية اليابانية وحماية مصالحنا الوطنية. كما أنني مستعدة لتعزيز التعاون معكم ومع الولايات المتحدة لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في إقامة منطقة المحيطين الهندي والهادئ هادئة حرة ومفتوحة”، مضيفة أنها ستعمل على تعزيز القدرات الدفاعية والقوة الاقتصادية لليابان.
اقرأ أيضاً: كيف ستدير أول رئيسة وزراء يابانية الاقتصاد والسياسة الخارجية؟
ويُتوقع أن تعزز مواقف تاكايشي المتشددة في السياسة الخارجية واستعدادها لزيادة الإنفاق العسكري مناخ التفاهم بينها وبين ترمب، رغم أن مستوى الإنفاق الدفاعي الياباني قد لا يرقى لتوقعاته مقارنة بتعهد بعض الدول الأوروبية رفع الإنفاق إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
إرث شينزو آبي وجولة ترمب الآسيوية
تحدث الزعيمان أيضاً عن علاقتهما برئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، الذي اغتيل خلال خطاب انتخابي عام 2022.
وتاكايشي تُعد من أبرز تلامذته السياسيين، بينما كان ترمب يتمتع بعلاقة وثيقة به. وقال ترمب: “كل ما سمعته من شينزو ومن آخرين يؤكد أنك ستكونين واحدة من أعظم رؤساء الوزراء”.
ويأتي لقاء ترمب مع تاكايشي ضمن جولة آسيوية تشمل ثلاث دول، بدأها بزيارة ماليزيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ويختتمها بلقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).



