اخر الاخبار

ترمب يسعى لترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي بعد قمة اليوم

استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الإثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدداً من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض لإجراء محادثات حاسمة بشأن إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

كثّف ترمب جهوده لإنهاء هذا النزاع المستمر رغم أشهر من المساعي الدبلوماسية الأميركية، وذلك انسجاماً مع وعده الانتخابي بإنهاء الحرب في اليوم الأول من تولّيه المنصب. أما الرئيس الأوكراني، فيسعى بدوره لتفادي تكرار ما حدث خلال زيارته السابقة إلى المكتب البيضاوي في فبراير، والتي شهدت مواجهة علنية حادة مع ترمب أدّت إلى تعليق واشنطن مساعداتها العسكرية لكييف لفترة وجيزة.

وظهر زيلينسكي هذه المرة “مرتدياً بدلة دون ربطة عنق”، في تغيير ملحوظ عن الزي العسكري الذي دأب على ارتدائه منذ بدء الغزو الروسي عام 2022، وهو مظهر كان حلفاء ترمب قد وصفوه في لقائه السابق مع الرئيس الأميركي بأنه “قلة احترام”.

الأولوية لتسوية طويلة الأمد

قال ترمب، وهو يصافح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حين سأله صحفي عن رسالته للشعب الأوكراني: “نحن نحبهم”.

لكن المخاطر التي تواجه أوكرانيا هذه المرة تبدو أعظم من أي وقت مضى. فقد تخلّى ترمب يوم الجمعة الماضي، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن شرط وقف إطلاق النار كمدخل لمحادثات إضافية، كما تراجع عن تهديده بفرض عقوبات مشددة على موسكو، ليقترب من موقف الكرملين الداعي إلى التركيز على تسوية طويلة الأمد مع كييف.

أضاف ترمب أنه سيشجع زيلينسكي على إبرام اتفاق، في إشارة إلى احتمال دفع كييف نحو تنازلات إقليمية غير مرغوبة. ووصل القادة الأوروبيون إلى البيت الأبيض في تأكيد على دعمهم لأوكرانيا.

اجتماع موسع في البيت الأبيض

بعد لقائهما الثنائي، ينضم إلى ترمب وزيلينسكي كل من المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ومن بين الحاضرين أيضاً شخصيات تجمعها علاقات شخصية مع ترمب، منهم الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب.

ويخيّم التوتر على أجواء الاجتماع بعد قمة ترمب مع بوتين، الذي تسببت حربه الشاملة على أوكرانيا في اندلاع أعنف صراع تشهده أوروبا منذ عقود. وقد حوّل الرئيس الأميركي تركيزه من بوتين إلى زيلينسكي، إذ كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قبل اللقاء أن الرئيس الأوكراني أنه “قادر على إنهاء الحرب مع روسيا فوراً تقريباً إذا أراد ذلك، أو الاستمرار في القتال”. 

أضاف أن شبه جزيرة القرم لن تُعاد، وأن أوكرانيا لن يُسمح لها بالانضمام إلى الناتو، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

رد أوكراني وتحذيرات أوروبية

رد زيلينسكي في منشور على منصة “إكس” قائلاً إن بوتين استخدم القرم وأجزاء من منطقة دونباس التي سيطر عليها عام 2014 “كمنطلق لهجوم جديد” في فبراير 2022. وأضاف: “على روسيا أن تنهي هذه الحرب التي بدأتها هي نفسها”.

وسيحاول زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون ثني ترمب عن دفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات إقليمية باهظة الثمن، وهو المسار الذي يبدو أن البيت الأبيض يركز عليه لتحقيق اتفاق سريع.

كما يسعون إلى ضمانات أمنية محتملة تشبه المادة الخامسة من ميثاق الناتو بشأن الدفاع المتبادل، قد تكون واشنطن مستعدة لطرحها لحماية أوكرانيا من أي اعتداءات مستقبلية.

تفاصيل الخطة الروسية

في اتصالاته مع القادة الأوروبيين بعد قمة ألاسكا، قال ترمب إن بوتين يريد من أوكرانيا التنازل عن كامل منطقة دونباس، بما يشمل مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، وهو ما يعني منحه مكسباً لم يستطع تحقيقه عسكرياً منذ اندلاع النزاع عام 2014، رغم أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ هناك بخطوط دفاع محصنة.

بالمقابل، ستوقف روسيا مطالبها بالتوسع في أجزاء مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون التي لا تسيطر عليها حالياً، بما يؤدي إلى تجميد خطوط القتال على وضعها الراهن. وقد يشمل ذلك أيضاً انسحاباً جزئياً للقوات الروسية من مناطق متفرقة في شمال شرق أوكرانيا قرب الحدود، حيث لا تملك موسكو سوى مساحات صغيرة متفرقة.

لكن ذلك يثير المخاوف من أن أي اتفاق تبادل أراضٍ محتمل، كما لمح ترمب، سيكون مختلاً لمصلحة بوتين، إذ يمنحه السيطرة على مناطق إضافية مقابل تنازلات أوكرانية طفيفة لأراضٍ كانت بحوزتها أصلًا.

تصعيد ميداني متواصل

أبلغ ترمب حلفاءه بأنه سيدفع أوكرانيا للموافقة على اتفاق يفتح الطريق أمام عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي خلال أسبوع، وهو جدول زمني يرى الأوروبيون أنه متسارع أكثر مما ينبغي بالنظر إلى كثرة القضايا العالقة.

في الأثناء، تواصل روسيا تقدمها البطيء في شرق أوكرانيا. فبعد ساعات من وصول زيلينسكي إلى واشنطن، شنت القوات الروسية هجمات على مدينتي خاركيف وزابوريجيا أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين بينهم طفلان، وإصابة العشرات، بحسب السلطات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *