اخر الاخبار

ترمب يرفض تعديل شروط الاتفاق التجاري مع كوريا الجنوبية

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعديل شروط اتفاق التعرفة الجمركية مع كوريا الجنوبية، رغم مساعي الضغط التي بذلها الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ خلال أول اجتماع مباشر بينهما.

أعرب ترمب ولي يوم الإثنين عن تفاؤلهما حيال التعاون الوثيق في ما يتعلق بكوريا الشمالية والأمن الجماعي وصناعة السفن، لكن الاتفاق الذي يفرض تعرفة بنسبة 15% على السلع الكورية الجنوبية سيبقى من دون تغيير، وفقاً للرئيس الأميركي.

قال ترمب للصحفيين بعد الاجتماع: “تمسكنا بموقفنا. سيلتزمون بالاتفاق الذي وافقوا على إبرامه”.

ضغوط سياسية قبيل اللقاء

بدا أن الاجتماع معرض للتعثر في وقت سابق من الإثنين بعد أن نشر ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاضطرابات السياسية قد تجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع سيؤول. لكن التوترات لم تكن واضحة خلال اللقاء، إذ أشاد ترمب بلي واصفاً إياه بأنه “ممثل جيد جداً لكوريا الجنوبية”.

وقال ترمب في المكتب البيضاوي إلى جانب لي: “بإمكاننا إحراز تقدم كبير مع كوريا الشمالية”.

شنّ الزعيم الكوري الجنوبي حملة استمالة لترمب، فأشاد بمكاسب سوق الأسهم واللمسات الذهبية التي أضافها ترمب إلى المكتب البيضاوي وجهوده في إحلال السلام، وطلب منه التركيز على إنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية. حتى إنه اقترح أن يبني ترمب برجاً يحمل اسمه في كوريا الشمالية إذا تحقق السلام.

كوريا الشمالية وصفقات السفن

قال ترمب إنه يود عقد لقاء آخر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مؤكداً أن العلاقة بينهما باتت “ودية جداً” بعد قمتين خلال ولايته الأولى.

كما هنّأ ترمب لي على انتخابه وقال: “نحن معك 100%”، رغم تعليقاته في وقت سابق من الإثنين التي شككت في الاستقرار السياسي بكوريا الجنوبية، وزادت التوتر مع الحليف القديم.

وأشاد الزعيمان باتفاق ناشئ في مجال بناء السفن، إذ تعهّد ترمب بشراء سفن من كوريا الجنوبية، فيما أقرّ لي برغبة ترمب في أن يشمل بناء السفن الكورية توظيف عمال أميركيين داخل الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تكشف حكومة لي عن خطط استثمارية في الولايات المتحدة بنحو 150 مليار دولار من شركات خاصة.

اتفاق اللحظة الأخيرة في يوليو

رغم تبادل عبارات المجاملة في المكتب البيضاوي، ظلّت التوترات التجارية في الخلفية. توصل الجانبان إلى اتفاق تجاري في اللحظة الأخيرة نهاية يوليو، حدد سقفاً للتعرفة على واردات الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية، ما سمح لسيؤول بتجنب نسبة 25% التي هدد ترمب بفرضها.

لكن مسؤولي إدارة ترمب أبدوا منذ ذلك الحين عدم رضاهم عن الشروط، وسعوا لإلزام كوريا الجنوبية بتوضيح تفاصيل مبلغ 350 مليار دولار الذي تعهدت باستثماره في الولايات المتحدة كجزء من الصفقة.

انتقادات ترمب وعدم الاستقرار الداخلي

كان من المتوقع أن يتطرق اجتماع الإثنين أيضاً إلى قضايا شائكة أخرى، منها التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الدفاعي الذي حاولت سيؤول إدراجه ضمن صفقة التعرفة.

في وقت سابق من الإثنين، هاجم ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كوريا الجنوبية بسبب عدم الاستقرار السياسي. وشرح تعليقاته لاحقاً أثناء توقيعه أوامر تنفيذية استمرت أكثر من ساعة، ما أبقى لي منتظراً بعد الموعد المقرر للقاء.

وكتب ترمب على “تروث سوشال” أن الوضع في كوريا الجنوبية يبدو “وكأنه عملية تطهير أو ثورة”، وقال لاحقاً للصحفيين في المكتب البيضاوي إنه سمع أن “هناك مداهمات استهدفت الكنائس في الأيام الأخيرة، مداهمات عنيفة جداً على الكنائس من قبل الحكومة الجديدة في كوريا الجنوبية، وأنهم حتى دخلوا إلى قاعدتنا العسكرية وحصلوا على معلومات”.

جاء تصعيد الضغط على لي بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الكوري الجنوبي قبل وصوله إلى واشنطن، محذراً من أن مسؤولين أميركيين يرون أن اتفاق التعرفة الذي أبرم في يوليو منحاز جداً لصالح سيؤول.

قال لي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “البعض في واشنطن يعتقد أن الاتفاق يفيد كوريا كثيراً، وتظهر دعوات من وزارات مختلفة لإعادة فتحه. لا يمكننا قبول محاولات أحادية لإعادة التفاوض على ما وافق عليه الرئيسان بالفعل”.

إرث الأزمة الدستورية

سلّط منشور ترمب الضوء على هشاشة تلاحق لي في كوريا الجنوبية منذ توليه منصبه بعد انتخابات ديمقراطية في يونيو. فقد أثار قرار سلفه يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي صدمة عالمية، وأربك الأسواق، وأدى إلى أسوأ أزمة دستورية تشهدها البلاد منذ عقود.

وأطاحت محكمة كورية جنوبية بيون من منصبه في أبريل، وخسر حزبه الانتخابات في يونيو، ما أثار احتجاجات أنصاره المحافظين الذين رفعوا لافتات “أوقفوا السرقة” في إشارة إلى احتجاجات أنصار ترمب على خسارته انتخابات 2020.

استفسر ترمب من نظيره في بداية اجتماعهما عن المداهمات، لكن بعد أن شرح لي أن التقارير ناتجة عن اضطرابات سياسية سابقة على ولايته، قال ترمب: “أنا متأكد أنه سوء فهم”.

وكان ذلك إشارة إلى أن جهود لي لاستمالة ترمب، التي صاغها عبر أسابيع من التحضير للقاء، ساعدت على إبقاء المحادثات على مسارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *