ترمب يحول العلاقة مع أفريقيا من المساعدات إلى التجارة

يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحويل علاقة بلاده بأفريقيا من نهج المساعدات إلى صفقات التجارة، ويضع عينه على توسيع نطاق وصول بلاده إلى المعادن الأساسية والموارد الطبيعية في القارة.
خلال فعالية بالبيت الأبيض، التقى ترمب قادة من الغابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا والسنغال، وأكد لهم أن إدارته بتعزيز ملتزمة بتعزيز ال في أفريقيا من خلال جهود التنمية الاقتصادية التي تعود بالنفع على الولايات المتحدة وشركائنا”.
ترمب أشار في حديثه إلى ما تختزنه أفريقيا من ثروة وإمكانيات، وسلط الضوء على جهوده الرامية إلى إبرام المزيد من الصفقات مع الاقتصادات الأخرى بدلًا من المساعدات الخارجية الأميركية.
وأضاف ترمب: “نحن ننتقل من المساعدات إلى التجارة. على المدى الطويل، سيكون هذا أكثر فعالية واستدامة وفائدة من أي شيء آخر يمكننا القيام به معاً”.
وإذا كانت البلدان الخمسة التي زار قادتها البيت الأبيض تعد من بين الاقتصادات الأصغر في أفريقيا، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي المجمع حوالي 75 مليار دولار فقط، وفقاً لصندوق النقد الدولي، إلا أنها غنية بالمعادن ولديها القدرة على إنتاج أكثر بكثير مما تنتجه اليوم.
التجارة لتسوية النزاعات
روج ترمب لنهجه لتوقيع اتفاقيات سلام بدعم من التجارة، حيث قال إن إدارته تمكنت من حل جزء كبير من النزاعات، من بينها اتفاق السلام الأخير بين الكونغو ورواندا الذي تم توقيعه في البيت الأبيض.
وأضاف الرئيس الأميركي: “الآن أصبح تركيزنا على التجارة. ويبدو أنها أصبحت الأساس الذي تمكنتُ من خلاله من تسوية العديد من النزاعات، مثل الهند وباكستان، وكوسوفو وصربيا”. وأضاف: “كنت أقول لهم: أنتم تخوضون حرباً؟ إذاً لن نتاجر معكم. ويبدو أن هذا النهج حقق نجاحاً كبيراً”.
خلال حديثه، تطرق ترمب إلى إغلاقه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، واصفاً إياها بأنها كانت “تعاني من الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام”، وقال إن الجهود الجديدة ستركّز على خلق فرص اقتصادية مشتركة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية.
وقد كانت الوكالة تمول عدداً من المشاريع في الدول الأفريقية من دعم برامج تنفذها جمعيات محلية.
موارد ومعادن طبيعية مهمة
وتتوفر الدول الخمسة الأفريقية بإمكانيات استثمارية مهمة، فالغابون تمتلك رواسب من خام الحديد عالي الجودة، وهي أيضاً في منظمة أوبك. وفي غينيا بيساو توجد رواسب البوكسيت والفوسفات والأليمنيوم، وفيها تعمل وكالة مكافحة المخدرات الأميركية مع السلطات للحد من تجارة الكوكايين، وفقاً لتقرير نشرته بلومبرغ.
أما ليبيريا، فهي تختزن رواسب من المعادن الأساسية، بما في ذلك الليثيوم والمنغنيز والكوبالت والنيوديميوم، وفي موريتانيا تم الشروع في إنتاج الغاز من مشروع تطوير “أحمييم تورتو” التابع لشركة “بي بي” العام الماضي، وفيها تُقيّم مؤسسة التمويل الدولية الأميركية مشروعاً لليورانيوم. كما بدأت السنغال هذا العام في تصدير الغاز الطبيعي المسال، وتخطط لتطوير أكثر من ثلاثة جيجاوات من طاقة الغاز لتوليد الكهرباء بحلول عام 2050 لتقليل اعتمادها على النفط والفحم لتوليد الكهرباء.