اخر الاخبار

ترمب يؤكد على تهديده بفرض رسوم جمركية في يوليو

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على بعض الدول بحلول الموعد النهائي في 9 يوليو المقبل، في حين أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى احتمال منح بعض التمديدات لإنهاء اتفاقات كبرى بحلول عطلة عيد العمال في سبتمبر.

وتُعد هذه التصريحات التي أُدلي بها اليوم أحدث مؤشر على أن بعض المفاوضات مع شركاء كبار قد تمتد إلى ما بعد أوائل يوليو المقبل، لكن ترمب يدرس فرض معدلات أعلى من الرسوم على الاقتصادات الأصغر التي لم تتوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة.

صرح ترمب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض اليوم: “في مرحلة ما خلال الأسبوع ونصف المقبل، أو ربما قبل ذلك، سنرسل رسالة، وقد تحدثنا مع العديد من الدول وسنخبرهم ببساطة بما عليهم دفعه لمزاولة الأعمال داخل الولايات المتحدة الأميركية”.

الجدول الزمني لإبرام اتفاقات 

وعندما سُئل عما إذا كان الموعد النهائي في منتصف يوليو ثابتاً لا يتغير، لمح ترمب إلى أنه قد يسرّع الجدول الزمني بالنسبة للشركاء الساعين لإبرام اتفاقات.

وقال: “بإمكاننا فعل ما نشاء. يمكننا تمديده، ويمكننا تقصيره”، مضيفاً: “أُفضل تقصيره. أود فقط أن أرسل رسائل للجميع أقول فيها: تهانينا، أنتم ستدفعون 25%”.

وعند جمع هذه التصريحات معاً، فإنها تضيف مزيداً من الغموض بشأن القرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي فيما يتعلق بمستويات الرسوم الجمركية المفروضة على بعض من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

كان وزير الخزانة سكوت بيسنت قد صرح بأن جدول إدارة ترمب الخاص باتفاقات التجارة قد يُستكمل بحلول عطلة عيد العمال، في إشارة إلى أن بعض المفاوضات من المرجح أن تمتد إلى ما بعد الموعد النهائي المرتقب في يوليو المقبل لبدء فرض الرسوم الجمركية المتبادلة.

صرح بيسنت اليوم لـ”فوكس بيزنس” (Fox Business): “لدينا دول تتواصل معنا بعروض جيدة جداً”، مشيراً إلى تصريحات وزير التجارة هوارد لوتنيك في اليوم السابق التي أكد فيها أن البيت الأبيض لديه خطط وشيكة لإبرام اتفاقات مع 10 من الشركاء التجاريين الرئيسيين.

اتفاقات تجارية مع 18 دولة

وجدد بيسنت التأكيد على أن هناك 18 شريكاً تجارياً مهماً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبرمت بالفعل اتفاقاً مع المملكة المتحدة وتوصلت إلى تفاهمات مع الصين، وأضاف أن “جرى الانتهاء منهما في الوقت الحالي”.

اقرأ المزيد: ترمب: 150 دولة تريد إبرام اتفاقات تجارية مع أميركا

أضاف: “إذا استطعنا توقيع اتفاقيات مع 10 أو 12 من بين الـ18 الأهم -مع العلم أن هناك 20 علاقة تجارية أخرى مهمة- فإنني أعتقد أننا سننتهي من ملف التجارة بحلول عيد العمال”. ويحل عيد العمال العام الجاري في الأول من سبتمبر المقبل. ولم يحدد الدول التي يُتوقع إبرام الاتفاقات معها.

وجمد ترمب الرسوم الجمركية “المتبادلة” التي أعلن عنها في الثاني من أبريل الماضي المفروضة على شركاء أميركا التجاريين لمدة 3 أشهر، وذلك بعد أسبوع من إعلانها، ويحل الموعد النهائي لذلك في 9 يوليو المقبل. قال لوتنيك، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ أمس، إن ترمب مستعد لإتمام حزمة من اتفاقيات التجارة في إطار المهلة الزمنية المرتبطة بشهر يوليو المقبل.

تابع لوتنيك: “سنعقد أفضل 10 اتفاقيات ونضعها في الفئة المناسبة، ثم تأتي بقية الدول لاحقاً”.

90 اتفاقية في 90 يوماً

كان ترمب ومستشاروه قد وضعوا في البداية خططاً طموحة لفترة التفاوض، تتضمن إجراء محادثات متزامنة مع عشرات الشركاء بهدف تقليص العجز التجاري، وإزالة الحواجز المفروضة على البضائع الأميركية، وإعادة نشاط التصنيع إلى داخل البلاد.

قال مستشار التجارة في البيت الأبيض بيتر نافارو لبرنامج “ميت ذا برس” (Meet the Press ) على شبكة “إن بي سي” في أبريل الماضي: “لدينا احتمال إنجاز 90 اتفاقية في 90 يوماً. وكان من الطبيعي، بل أشبه بضربة ناجحة للرئيس ترمب، أن يقرر التجميد لمدة 90 يوماً. نحن نعمل على تحقيق ذلك لصالح الشعب الأميركي”.

لكن ذلك لم يحدث، إذ أبدى بعض الشركاء التجاريين موقفاً متشدداً في المفاوضات، فيما أشار ترمب إلى أنه سيكون مستعداً لفرض مستويات من الرسوم الجمركية من جانب واحد إذا لم يكن راضياً عن بنود الاتفاقات المبرمة في المحادثات.

كما أنه من غير الواضح مدى شمولية الاتفاقات التجارية التي تسعى الإدارة الحالية لإتمامها. إذ أن مثل هذه الاتفاقيات عادة ما تستغرق سنوات من التفاوض. والاتفاق الذي أبرمه ترمب مع المملكة المتحدة، والذي وصفه بأنه شامل، ما زال يترك نقاطاً جوهرية من دون حل، كما أن الاتفاق مع الصين لم يعالج بعض القضايا مثل تهريب مادة الفنتانيل وإمكانية وصول المُصدرين الأميركيين إلى الأسواق الصينية.

اقرأ أيضاً: ترمب يعلن عن “اتفاق” تجاري بلا مضمون مع المملكة المتحدة

ألمح ترمب الثلاثاء الماضي إلى أن الهند قد تكون إحدى الدول القريبة من إبرام اتفاق. وكان من المقرر أن يجتمع وفد من المسؤولين التجاريين الهنود الأسبوع الحالي مع مسؤولين في واشنطن.

أميركا تركز على المنتجات ذات القيمة المضافة

أوضح بيسنت في تصريحات منفصلة اليوم أن الولايات المتحدة الأميركية لا تسعى لإعادة جميع أنواع أنشطة التصنيع إلى أراضيها، بل تركز على المنتجات ذات القيمة المضافة الأعلى.

اقرأ المزيد: الرسوم الجمركية لن تعيد الصناعة لأميركا لكن استلهام الوصفة الصينية قد ينجح

أضاف خلال فعالية نظمتها مؤسسة “ائتلاف الإيمان والحرية” (Faith & Freedom Coalition): “سنعيد الوظائف في مجال التصنيع الدقيق. لن نعود لإنتاج الجوارب والمناشف”. أشار إلى أنه تعرض مؤخراً لانتقادات بسبب تصريحه بأن صناعة النسيج التي عرفها في طفولته في ساوث كارولاينا لن تعود.

وتابع قائلاً: “سنعتمد على تصنيع متقدم عالي الجودة”، مستشهداً بأمثلة مثل تصنيع الزي الرسمي للمستجيبين الأوائل (موظفي مجالات الطوارئ مثل الإطفاء والشرطة وغيرهم) وللجيش الأميركي.

وقال وزير الخزانة إن ساوث كارولاينا كانت من بين المناطق التي “تعرضت للتهميش” مع تراكم الثروات على السواحل الأميركية بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وهي فترة وصفها بأنها تمثل “رأسمالية بلا ضوابط تنظيمية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *