اخر الاخبار

ترمب ومسؤولون في إدارته يستعيرون مصطلحات صينية

بقلم: كريستوفر بيم

أثار وزير الخزانة سكوت بيسنت دهشةً الأسبوع الماضي عندما قال إن النسخة الأميركية الجديدة من ”تيك توك“ ستكون تحت سيطرة مستثمرين أميركيين لكنها ستحتفظ ببعض “الخصائص الصينية”. كان رد الفعل المحير يرجع جزئياً إلى عدم شرح بيسنت لما يعنيه ذلك من الناحية التقنية. لكن كان للعبارة بحد ذاتها وقع غريب على بعض الآذان.

السبب وراء ذلك كان أن “الخصائص الصينية” هي مصطلح كلاسيكي للحزب الشيوعي الصيني. صاغ المصطلح دينغ شياو بينغ في عام 1982 عندما وصف النموذج الاقتصادي الصيني لما بعد الإصلاح -أي ما معناه رأسمالية الدولة- بأنه “اشتراكية ذات خصائص صينية”. منذ ذلك الحين، أصبح مصطلحاً شائع الاستخدام في الدوائر الرسمية الصينية وخارجها. وقد يفسر استمرارية استخدام هذه العبارة افتقادها إلى معنى محدد واضح.

الانفراجة بين أميركا والصين تتزايد مع صفقة “تيك توك” والجهود الدبلوماسية

بيسنت ليس أول عضو في إدارة ترمب يتبنى العبارات ذات الطابع الصيني. فالرئيس دونالد ترمب نفسه مولع بالعبارات الشبيهة بالحزب الشيوعي الصيني. وكما أشار دان وانغ عندما قابلته للحديث عن كتابه (Breakneck: China’s Quest to Engineer the Future) عن سعي الصين الحثيث لهندسة المستقبل، فإن عبارة “يوم التحرير” تحمل بصمة صينية.

التجديد العظيم

بالمثل، فإن عبارة ”لنعد لأميركا عظمتها” تُعيد إلى الأذهان “التجديد العظيم” الذي روّج له أولاً الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الصيني جيانغ تسه مين ثم الأمين العام شي جين بينغ.

كما يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي “تروث سوشال” التابع لترمب قد يكون نسخة رقمية من المجلة الرسمية للحزب “سيكينغ تروث“. (بالطبع، تستلهم الحملات السياسية من مصادر عديدة. ففي ثمانينيات القرن الماضي، وزّعت حملة رونالد ريغان أزراراً تحمل عبارة “لنعد لأميركا عظمتها”).

عودة الولايات المتحدة والصين إلى التفاوض ليست إعادة ضبط للعلاقة

يُكرّر ترمب أيضاً نقاطاً من الكلام الثقافي والسياسي الصيني عندما يناسبه ذلك. في الأسبوع الماضي، جادل في منشور على موقع “تروث سوشيال” بأن على الجهات التنظيمية الأميركية إلغاء تقارير الأرباح الفصلية، مستشهداً بخرافة مفادها أن الصين تفكر على أساس عقود أو قرون، على عكسنا نحن الغربيين ذوي العقول المتحجرة.

كتب ترمب: “هل سمعتم يوماً العبارة القائلة بأن الصين لديها رؤية تمتد من 50 إلى 100 عام لإدارة شركة، بينما ندير شركاتنا على أساس ربع سنوي؟ هذا ليس جيداً“.

في عام 2018، بعد لقائه مع شي، أعلن ترمب عن “قفزة كبيرة للأمام” في العلاقات الأميركية مع الصين، وربما كان لا يعلم أن حملة ماو الصناعية، المعروفة باسم “القفزة الكبرى للأمام”، أدت إلى مجاعة وموت جماعيين.

سياسة الحصة الذهبية صينية بامتياز

كما اقتبس ترمب من كتاب سياسات الصين. إن قراره بالسماح لشركة ”نيبون ستيل“ بالاستحواذ على شركة ”يو إس ستيل“ مقابل “حصة ذهبية” من الشركة هو رأسمالية دولة كلاسيكية، وكذلك خطوته لشراء حصة 10% من شركة ”إنتل“ للشعب الأميركي. وهذا ناهيك عن استهدافه للمنافذ الإعلامية، وشيطنته للأجانب وقراره بتنظيم عرض عسكري.

أشاد ترمب ذات مرة بشي ووصفه بأنه “رجل نبيل عظيم… يدير 1.4 مليار إنسان بقبضة من حديد. ذكي ولامع وكل شيء مثالي”. ربما، في اجتماعهم الشهر المقبل في كوريا الجنوبية، يمكن أن يتعلم ترمب كيف يقول ذلك باللغة الصينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *