ترمب وباول يجتمعان.. والبيت الأبيض و”الفيدرالي” متباينان

حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على خفض أسعار الفائدة في أول اجتماع شخصي لهما منذ تنصيب الرئيس، وفق البيت الأبيض.
ترمب قال لباول إنه يعتقد أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يرتكب خطأ بعدم خفض الفائدة، حسبما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية يوم الخميس.
وأضافت أن “هذا يضعنا في وضع اقتصادي غير مؤات مقارنة بالصين ودول أخرى، وكان الرئيس صريحاً للغاية بشأن ذلك، علناً، والآن يمكنني الكشف عن ذلك، بشكل خاص”.
وقالت ليفيت إنهم (أي ترمب وباول) لم يناقشا ما إذا كان الرئيس الأميركي سيسعى لإقالة باول من منصبه. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تنتهي في مايو 2026.
بنك الاحتياطي الفيدرالي كشف في بيانٍ صدر في وقتٍ سابقٍ من يوم الخميس أن ترمب وباول التقيا في البيت الأبيض بدعوةٍ من الرئيس. وناقشا التطورات الاقتصادية، بما في ذلك النمو والتوظيف والتضخم. وكان آخر لقاءٍ لهما في نوفمبر 2019.
وورد بالبيان أن باول “لم يناقش توقعاته بشأن السياسة النقدية، واكتفى بالتأكيد على أن مسار السياسة سيعتمد بالكامل على البيانات الاقتصادية الواردة وما تعنيه لآفاق الاقتصاد”.
كما أبلغ باول الرئيسَ بأن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتخذون قراراتهم بناءً على “تحليل دقيق وموضوعي وغير سياسي”، وفقاً للبنك المركزي. وأكد ليفيت دقة البيان.
يأتي الاجتماع في أعقاب حكم قضائي علَّق سريان غالبية الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والتي أعلن عنها هذا العام.
الاحتياطي الفيدرالي يتبع نهج الترقب والانتظار
أبقى باول ومسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير هذا العام، وأشاروا إلى أن اتباع نهج متأنٍّ حيال السياسات النقدية مناسب في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن استخدام ترمب للرسوم الجمركية بشكل متغير. ويتوقع صانعو السياسات النقدية في الاحتياطي الفيدرالي أن تؤثر الرسوم الجمركية المعلنة سلباً على النمو الاقتصادي وأن تفرض ضغوطاً تصاعدية على التضخم.
نهج الترقب والانتظار الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي أثار غضب ترمب، الذي دعا في أكثر من مناسبة إلى خفض الفائدة وانتقد قيادة باول للبنك المركزي. وقال ترمب إن باول غالباً ما يتأخر كثيراً حيال تعديل السياسة النقدية، ووصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه “خاسر كبير”، من بين إهانات أخرى.
أثار منشورٌ لترمب على مواقع التواصل الاجتماعي في أبريل تكهناتٍ، ظهرت خلال ولايته الرئاسية الأولى، بأنه سيسعى لإقالة باول من منصبه كرئيسٍ للبنك. لكن ترمب تراجع عن الفكرة لاحقاً، كما حصّن قرارٌ للمحكمة العليا هذا الشهر الاحتياطي الفيدرالي من مثل هذه الخطوة، كجزءٍ من قرارٍ أوسع نطاقًا يسمح للرئيس بإقالة كبار المسؤولين في الوكالات المستقلة.
من جانبه، أكد باول مراراً أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يضعون سياساتهم بناءً على تقديرهم لما فيه مصلحة الاقتصاد. ووفقاً للاحتياطي الفيدرالي، فقد كرر هذه الرسالة لترمب يوم الخميس.
رئيس الفيدرالي قال “إنه وزملاءه في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سيحددون السياسة النقدية، كما يقتضي القانون، لدعم أقصى درجات التوظيف واستقرار الأسعار، وأن تلك القرارات ستُتخذ حصراً بناءً على تحليل دقيق وموضوعي وغير سياسي”، وفق البيان.