أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اتصالاً هاتفياً بعد يوم من إشارة ترمب إلى اعتزامه الضغط على بودابست لوقف استيراد النفط الروسي.
ناقش الزعيمان أمن الطاقة، بالإضافة إلى حرب روسيا على أوكرانيا، والاقتصاد العالمي، والرسوم الجمركية، بحسب ما كشفه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
تأتي المكالمة في ظل تزايد الضغط على المجر لتخفيض مشترياتها على الأقل، مع سعي الحلفاء الغربيين إلى تقليص إيرادات روسيا من النفط، التي تمثل مصدراً رئيسياً لتمويل استمرار غزوها لأوكرانيا، الجارة الشرقية للمجر. وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمم المتحدة الثلاثاء، اقترح ترمب الاتصال بأوربان ليطلب منه خفض واردات المجر من النفط الروسي.
من جهته، لم يبد سيارتو رسمياً أي إشارة على استعداد المجر للقيام بذلك.
الاتحاد الأوروبي يدعو لتسريع وتيرة الاستغناء عن النفط الروسي
لا يمكن أن تتخلى المجر، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، عن واردات الطاقة الروسية لأسباب “جغرافية ومادية”، وتُعد روسيا “شريكاً موثوقاً”، وفقاً لما قاله سيارتو للصحفيين بعد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغى لافروف، الذي ظل على اتصال وثيق معه رغم غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.
اقرأ أيضاً: ترمب يجدد ضغطه على أوروبا لوقف شراء نفط روسيا
وفي ظل ضغوط ترمب أيضاً، تدرس المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تدابير تجارية تستهدف واردات النفط الروسية المنقولة عبر خط أنابيب “دروجبا” (Druzhba)، الذي يغذي المجر وسلوفاكيا، بحسب ما كشفته “بلومبرغ” في 20 سبتمبر.
كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، لـ”بلومبرغ” الأربعاء إن التكتل يجب أن يتخلص تدريجياً من اعتماده على إمدادات الطاقة الروسية بوتيرة أسرع، ولفتت إلى أن بعض الدول الأعضاء التي تواصل الاستيراد من موسكو كانوا “أصدقاءً مقربين من ترمب”، في إشارة إلى أوربان، ودعت الرئيس الأميركي إلى محادثتهم بشأن الموضوع.
المجر تدافع عن مشترياتها من النفط الروسي
يشكل الضغط من إدارة ترمب تطوراً غير متوقع بالنسبة لأوربان، وهو من الحلفاء الأيديولوجيين للرئيس الأميركي، فرئيس الوزراء المنتمي إلى التيار القومي دعم ترمب بإخلاص، وقال إن عودته إلى السلطة ستضع حداً لانتقاد الولايات المتحدة لما اعتبرها شؤوناً داخلية تخص المجر.
اقرأ أيضاً: عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا ستطال مشتري نفط موسكو
لدى المجر دوافع مالية لشراء النفط الأرخص سعراً من روسيا، وحصلت مع سلوفاكيا على إعفاء مؤقت من الاتحاد الأوروبي في إطار العقوبات المفروضة على الخام الروسي المنقول عبر الأنابيب. وجنت حكومة أوربان أرباحاً إضافية عبر ضرائب استثنائية، لسد فجوات التمويل في الموازنة، بعد سنوات من ارتفاع العجز المالي المستمر.
دافعت بودابست عن موقفها تجاه إمدادات الطاقة الروسية، عبر توجيه أصابع الاتهام إلى أعضاء الاتحاد من غرب أوروبا، إذ يستورد عدد منهم الديزل من الهند وتركيا، حيث يكرر النفط الروسي ويُحوّل إلى وقود. وتمثل واردات المجر 2.2% من صادرات روسيا من النفط، بحسب ما كشفه سيارتو في وقت سابق من الأسبوع.
