ترمب: قمة مرتقبة مع بوتين في بودابست لبحث إنهاء حرب أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجر في موعد لم يُحدد بعد، سعياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
اتفق الزعيمان على عقد اللقاء خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعتين يوم الخميس، بحسب ما ذكر ترمب الذي أوضح أن وفدي البلدين سيجريان محادثات تمهيدية الأسبوع المقبل، تليها قمة على مستوى القادة في بودابست “لرؤية ما إذا كان يمكننا إنهاء هذه الحرب المشينة بين روسيا وأوكرانيا”، وفق ما كتب على منصات التواصل الاجتماعي.
ترمب وبوتين يتحدثان الخميس قبل زيارة زيلينسكي
وأضاف ترمب: “أعتقد أن تقدماً كبيراً تحقق في مكالمة اليوم الهاتفية”.
جولة أولى من المحادثات
قال الرئيس الأميركي إن وزير الخارجية ماركو روبيو سيمثل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات، على أن يُحدد موقعها لاحقاً. وأشار إلى أن المحادثة تطرقت إلى آفاق التجارة بين واشنطن وموسكو في حال انتهاء الحرب.
المكالمة جاءت قبل يوم من لقاء ترمب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يضغط للحصول على صواريخ “توماهوك” بعيدة المدى القادرة على ضرب أهداف أعمق داخل الأراضي الروسية.
يرى زيلينسكي أن هذه الهجمات ستجبر بوتين على التفاوض لإنهاء الغزو المستمر منذ أربع سنوات. كما أبدى ترمب في الأسابيع الأخيرة استعداداً متزايداً للضغط على بوتين، ملمحاً إلى احتمال منح أوكرانيا حق الوصول إلى تلك الصواريخ. وأكد أنه سيشارك زيلينسكي تفاصيل مكالمته مع بوتين.
يأتي تركيز ترمب على الملف الأوكراني بعد نجاحه في التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إذ جعل إنهاء الحربين في غزة وأوكرانيا محوراً أساسياً في حملته الانتخابية في 2024. وقد عبّر عن إحباطه من بوتين بسبب رفضه وقف القتال أو لقاء زيلينسكي وجهاً لوجه لإجراء محادثات سلام.
ترمب: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خذلني
وبعد تجربته في الشرق الأوسط، أعرب ترمب عن ثقته في قدرته على تحقيق نتيجة مماثلة في أوكرانيا، ملوحاً باستعداد لاتخاذ خطوات أكثر صرامة لزيادة نفوذه في مواجهة بوتين، وهو ما كان متردداً في القيام به سابقاً.
كتب ترمب على وسائل التواصل: “أعتقد فعلاً أن النجاح في الشرق الأوسط سيساعد في مفاوضاتنا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
ورقة “توماهوك”
تُعدّ صواريخ “توماهوك” من أكثر الأسلحة الأميركية تطوراً، إذ تمنح القوات الأوكرانية قدرة على توسيع نطاق أهدافها داخل روسيا وتعميق الخسائر التي تتكبدها موسكو. وقال ترمب سابقاً: “قد أقول له: إذا لم تُحلّ الحرب، فقد أرسل لهم (لأوكرانيا) صواريخ توماهوك”.
في المقابل، حذّر بوتين من أن تزويد كييف بهذه الصواريخ “سيعني دخول الحرب مرحلة جديدة تماماً”، وسيضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
وخلال حملته الانتخابية العام الماضي، روّج ترمب بأنه قادر على إنهاء الغزو الروسي في يومه الأول بالبيت الأبيض. إلا أن هذا الهدف ظل بعيد المنال رغم محادثاته المتكررة مع بوتين، بما في ذلك قمة في ألاسكا في أغسطس الماضي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الأسبوع الماضي إن “الزخم القوي الذي أفرزته قمة أنكوريج لصالح التفاهمات قد تلاشى إلى حد كبير”.
موسكو لم تظهر أي إشارات على تقديم تنازلات، بل كثّفت هجماتها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى أضرار جسيمة مع اقتراب فصل الشتاء، في محاولة لإحباط معنويات المدنيين. وقد تسببت سلسلة من الهجمات في أكتوبر في تدمير أكثر من نصف إنتاج أوكرانيا المحلي من الغاز.
لقاء زيلينسكي
في لقائه المنتظر مع ترمب يوم الجمعة، وهو رابع لقاء مباشر بينهما هذا العام، يتوقع أن يجدد زيلينسكي طلباته للحصول على أنظمة دفاع جوي وأسلحة بعيدة المدى ومساعدة في تأمين إمدادات طاقة جديدة. كما يُتوقع أن يعرض شراكة لتصنيع الطائرات المسيّرة، واستخدام شبكة أنابيب النفط الأوكرانية ضمن جهود إبقاء الولايات المتحدة في صف كييف.
وفي الوقت نفسه، سيكرر زيلينسكي دعوته لترمب إلى تشديد العقوبات على روسيا، وهي خطوة أبدى الرئيس الأميركي تردداً حيال اتخاذها.
مشروع قانون لفرض عقوبات على مشتري الطاقة الروسية
قال أحد مساعدي مجلس الشيوخ إن الزعيم الجمهوري جون ثيون يستعد لطرح مشروع قانون للتصويت، يفرض عقوبات على الدول التي تتعامل تجارياً مع روسيا، في إشارة إلى أن التشريع المجمد منذ فترة طويلة قد يُدفع نحو الإقرار.
ويركّز ترمب حالياً على إجراءات أحادية الجانب، داعياً حلفاءه إلى وقف واردات النفط الروسي التي تموّل آلة الحرب في موسكو. وقال إن الهند وافقت على هذه الخطوة، لكن وزارة الخارجية الهندية نفت علمها بأي مكالمة ناقش فيها ترمب الأمر مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
كان ترمب وزيلينسكي قد تبادلا الانتقادات علناً خلال اجتماع في المكتب البيضاوي في فبراير، لكن العلاقات بينهما تحسنت مع تزايد استياء ترمب من بوتين. ويعتزم زيلينسكي خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة لقاء أعضاء الكونغرس ومسؤولين عسكريين، إلى جانب اجتماعات مع رؤساء شركات الطاقة بطلب من ترمب.