ترمب إلى إيشيبيا: نريد القضاء على العجز التجاري مع اليابان
![](https://khaleejcapital.com/wp-content/uploads/2025/02/RwwD4i4qOY_1738953112-780x470.jpg)
قال الرئيس دونالد ترمب إنه يريد من الولايات المتحدة القضاء على عجزها التجاري مع اليابان، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، والذي شهد تسليط الزعيم الياباني الزائر الضوء على الاستثمارات المحتملة الجديدة من قبل بعض عمالقة السيارات في بلاده.
ترمب قال: “أريد أن أجعل الدول الأخرى أيضاً على قدم المساواة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعجز”، مسلطاً الضوء على مخاوفه بشأن التجارة في أول لقاء له مع رئيس الوزراء الياباني.
ويزور إيشيبا واشنطن في محاولة لدعم الروابط الاقتصادية والدفاعية بين الحليفين الرئيسيين. وتجدر الإشارة إلى أن خطة ترمب لفترة رئاسته الثانية لم تثير قلق خصوم الولايات المتحدة فحسب، بل العديد من حلفائها القدامى أيضاً، خاصة بعد أن هدد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على جارتيه كندا والمكسيك، ومطالبته شركاء مثل الدنمارك وبنما بتسليم أراضي.
حليف للولايات المتحدة
اليابان تعد أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ويحرص إيشيبا على تجنب أي تداعيات اقتصادية ناجمة عن تهديدات ترمب بالرسوم الجمركية الشاملة -والتي تعهد الرئيس الأميركي بفرضها على الدول الصديقة وكذلك الخصوم- وإعادة التأكيد على التحالف الأمني لبلاده مع واشنطن. وقال ترمب يوم الجمعة خلال الاجتماع أيضاً إنه سيعلن عن رسوم جمركية متبادلة الأسبوع المقبل، مما يمثل تصعيداً كبيراً لحروبه التجارية مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
واشنطن تصعد حرب الرسوم الجمركية.. ترمب يكشف عن تعريفات انتقامية الأسبوع المقبل
استثمارات يابانية مرتقبة في أميركا
ولكسب رضا الرئيس الجديد، تتطلع اليابان إلى التعهد بصفقات جديدة. وقال إيشيبا يوم الجمعة إن الرئيس التنفيذي لشركة “تويوتا موتور” أطلعه على خطط للإعلان عن المزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة، وأن شركة “إيسوزو موتورز” تخطط لبناء مصنع وخلق فرص عمل في الولايات المتحدة. وقال إيشيبا مؤخراً إنه سيطلب من ترمب إمدادات مستقرة من الطاقة عندما يجتمعان.
في حين لم يستهدف ترمب اليابان بالرسوم الجمركية منذ استعادته السلطة الشهر الماضي، إلا أنه عبر عن مخاوفه منذ فترة طويلة بشأن الفائض التجاري للبلاد مع الولايات المتحدة، وضعف الين والحصة السوقية الكبيرة لشركات صناعة السيارات اليابانية.
اقرأ أيضاً: اليابان تحاول تجنب رسوم ترمب عبر تعزيز واردات الطاقة من أميركا
تتصدر اليابان قائمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي ديسمبر، تعهدت “سوفت بنك غروب” اليابانية باستثمار 100 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى أربع سنوات، حيث التقى الرئيس التنفيذي ماسايوشي سون مع ترمب في منتجع مارالاجو الرئاسي في فلوريدا. تعد “سوفت بنك” أيضاً جزءاً من مشروع مشترك لإنفاق المليارات على البنية التحتية الجديدة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
ماذا عن صفقة شركة الصلب الأميركية؟
قضى ترمب على آمال اليابان في إتمام صفقة رئيسية واحدة -محاولة شركة “نيبون ستيل” لشراء شركة الصلب الأميركية- والتي حظرها من الرئيس السابق جو بايدن. وقال ترمب، الذي عارض الصفقة خلال الحملة الرئاسية، الجمعة، إنه لم يغير رأيه لكنه سيناقش القضية مع إيشيبا.
اقرأ المزيد: بايدن يمنع استحواذ “نيبون” اليابانية على شركة الصلب الأميركية
وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة “نيبون” مؤخراً إنه يأمل أن يساعد الاجتماع بين إيشيبا وترمب في دفع الاستحواذ المقترح للشركة البالغة قيمته 14.1 مليار دولار. وتقاضي الشركتان الولايات المتحدة بسبب قرارها بعرقلة الصفقة.
اجتماع يوم الجمعة يشكل اختباراً لزعامة إيشيبا، وهو رئيس وزراء يفتقر إلى الخبرة نسبياً ويرأس حكومة أقلية لديها شعبية منخفضة. وسيواجه أيضاً مقارنات مع رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، الذي كانت تربطه علاقة قوية مع ترمب، والذي زارت أرملته آكي منتجع الرئيس مارالاغو في ديسمبر.
جدول اجتماع ترمب وإيشيبا
قال كبار المسؤولين في الإدارة، الذين أطلعوا الصحفيين على المحادثات بين ترمب وإيشيبا قبل اجتماعهما، إن تعزيز الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، بما في ذلك التعاون في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والأمن السيبراني، سيكون على رأس جدول أعمالهم. وكشف المسؤولون عن تفاصيل المناقشات بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
وأشار المسؤولون إلى أن المسائل الأمنية ستحظى أيضاً بأهمية قصوى في مناقشاتهم، في محاولة لمعالجة التهديدات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بشكل مشترك. وقال المسؤولون الأميركيون إن الزعيمين سيناقشون التدريبات والمعدات والتكنولوجيا الدفاعية، بالإضافة إلى سبل تحسين قدرات الأمن السيبراني والتعاون في مجال الفضاء.
إيشيبا قال إنه يريد التعاون مع ترمب لتعزيز التحالف الأميركي الياباني، خاصة وأن الصين تتطلع إلى توسيع نفوذها في المنطقة. وسعى الرئيس السابق جو بايدن إلى بناء علاقات أميركية مع اليابان وحلفاء آخرين في المنطقة مثل كوريا الجنوبية والفلبين لمواجهة الصين بشكل أفضل.
وعلى الجانب الآخر، يعد أحد مصادر التوتر مطالبة ترمب اليابان بزيادة المبلغ الذي تدفعه مقابل الوجود العسكري الأميركي على أراضيها. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن صفقة جديدة في 2026. وضغط ترمب على حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الناتو، لإنفاق المزيد على الدفاع، مدعيا أن واشنطن تتحمل عبئا غير عادل.