تركيا تعود لشراء سندات الخزانة الأميركية لأول مرة منذ قرابة عقد
بدأت تركيا شراء سندات الخزانة الأميركية لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، مما يمثل نهاية للانخفاض الذي بدأ في عام 2016 وسط توترات متزايدة مع الولايات المتحدة.
قال الشخص، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له التعليق علناً على الموضوع، إن “البنك المركزي يشتري سندات الخزانة كجزء من جهوده لتطبيع سياسة الاحتياطيات، حيث أصبحت احتياطيات العملات الأجنبية الآن عند مستوى صحي”.
10 مليارات دولار
زادت سندات الخزانة الأميركية في الاحتياطيات التركية بمقدار 10 مليارات دولار خلال العام الماضي إلى 12 مليار دولار، وفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية التي جمعتها بلومبرغ. وقد تخلت أنقرة عن معظم الحيازات، التي بلغت ذروتها عند ما يقرب من 80 مليار دولار قبل عقد من الزمن، بعد أن بدأت العلاقات مع واشنطن تتدهور بسبب مجموعة من الخلافات السياسية والجيوسياسية خلال فترة ولاية دونالد ترمب الأولى.
اقرأ أيضاً: تركيا تطرح أول سنداتها الدولارية في 2025 وسط زخم بالأسواق الناشئة
بلغ إجمالي أكبر المشتريات حوالي 6 مليارات دولار في أكتوبر، قبل شهر من إعادة الانتخابات الأميركية ترمب إلى البيت الأبيض.
ولم يتسن الوصول إلى البنك المركزي على الفور للتعليق.
علاقات مضطربة
كانت علاقات تركيا مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي الولايات المتحدة مضطربة في السنوات الأخيرة. وفي ظل ولاية ترمب الجديدة، يتطلع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحسينها. ولا تزال الخلافات قائمة بشأن مستقبل غزة فضلاً عن وجود مقاتلين أكراد تدعمهم الولايات المتحدة في شمال سوريا، والتي تعتبرها تركيا امتداداً للجماعة المسلحة المحظورة المعروفة باسم حزب العمال الكردستاني.
في أعقاب إعادة انتخابه في مايو 2023، حرص أردوغان على إعادة تشكيل السياسة الاقتصادية التركية بتعيين أسماء صديقة للمستثمرين لاستعادة الثقة في الأسواق وترويض التضخم الذي ارتفع إلى أكثر من 80%.
على مدار العام ونصف العام الماضيين، عمل صناع السياسات في وزارة المالية والبنك المركزي على العودة إلى السياسات التقليدية، والتي تضمنت رفع أسعار الفائدة من أرقام أحادية إلى 50%، وإعادة بناء الاحتياطيات المستنفدة مع تحسن الثقة في مدخرات الليرة.