تدرس تركيا إنشاء مناطق صناعية في سوريا بهدف إنعاش اقتصاد جارتها المتضرر من الحرب، وتعزيز التجارة بين البلدين.
رفعت أوغلو، رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركي، أعلن خلال اجتماع في أنقرة جمع وزراء سوريين وأتراك: “من الممكن إنشاء مناطق صناعية بمرافق آمنة، ومزودة ببنية تحتية متكاملة، في سوريا خلال فترة قصيرة”.
وتسعى أنقرة إلى استثمار نفوذها المتزايد في سوريا، والذي تعزز بعد تراجع سيطرة نظام بشار الأسد، من أجل إعادة تنشيط العلاقات التجارية. أدى النزاع المسلح المستمر منذ سنوات إلى دمار واسع في البنية التحتية السورية، ما فاقم من أزمات الاقتصاد المحلي.
التركيز على الصغيرة والمتوسطة
بدعم من حكومة بلاده، اقترح أوغلو تطوير مناطق صناعية تستضيف مجموعات من الشركات الصغيرة والمتوسطة، في مسعى لتعزيز النشاط الاقتصادي السوري.
ولاقى ذلك تجاوب نضال الشعار، وزير الاقتصاد والصناعة السوري، حيث قال: “في هذه المرحلة، نرغب في بدء هذه الرحلة مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفيما بعد، سننتقل إلى مشاريع أكبر. نأمل أن تقوم تركيا بإنشاء مصانع في سوريا، وتوزيع منتجات في السوق المحلية، ومن ثم التصدير”.
تعتمد الحكومة السورية على تمويل من دول الخليج العربي لإعادة الإعمار، حيث وقعت السعودية مؤخراً 47 اتفاقية لاستثمار 6.4 مليار دولار، في حين تعهدت قطر الأسبوع الماضي بتمويل تصدير الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى البلاد لاستخدامه في إنتاج الكهرباء.
ورغم استمرار التحديات الاقتصادية، تُبدي الشركات التركية والسورية العاملة في تركيا اهتماماً متزايداً بما تعتبره فرصاً واعدة في دمشق. حيث يقول عبد الله الخالدي، مسؤول سوري في شركة “Untes Air Conditioning Systems” ومقرها أنقرة: “هناك عدة مشاريع مثل بناء مستشفيات ومطارات ومبانٍ حكومية. لا نريد تفويت هذه الفرصة رغم وجود مشاكل تتعلق بالنظام المصرفي والتضخم”.
من جهته، صرّح وزير التجارة التركي عمر بولاط خلال الاجتماع أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.9 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، وهو بطريقه لتجاوز الرقم المسجل العام الماضي البالغ 2.6 مليار دولار.
