ترافيغورا” تتوقع تراجع أسعار النفط لكنها تنتقد “التشاؤم المفرط
رسم اثنان من أكبر تُجار السلع الأساسية في العالم صورةً قاتمةً عن آفاق سوق النفط، معربين عن قلقهما بشأن الطلب الصيني والإمدادات الوفيرة في اليوم الأول من مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول “أبيك”.
كان المزاج السائد في أكبر تجمع للمديرين التنفيذيين والتجار والمستثمرين في قطاع النفط في آسيا في سنغافورة متشائماً إلى حد كبير، وهو ما أبرزته التوقعات القاتمة لخام برنت من قبل مجموعة “ترافيغورا” (Trafigura). ورأى بن لوكوك، رئيس قسم النفط لدى التاجر، في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول، أن معيار الأسعار العالمي “من المحتمل أن يصل إلى 60 دولاراً في وقت قريب نسبياً”.
ومع ذلك، حذر لوكوك من التشاؤم المفرط حيال سوق النفط، قائلاً: “إنه أمر خطير لأن هناك العديد من الأحداث التي يمكن أن تعكر صفو يومك”. وأضاف: “لن أضع كل رهاناتي على الهبوط”.
تجمع الآلاف في “أبيك” للحديث عن النفط والسوق الأوسع، حيث من المرجح أن يكون تباطؤ الصين والتحولات البنيوية في مزيج الطاقة العالمي من الموضوعات الساخنة في الحدث وحفلات الكوكتيل الشهيرة في وقت متأخر من الليل.
تراجع الأسعار
انخفضت أسعار النفط منذ أوائل يوليو – ما أدى إلى محو جميع مكاسب هذا العام – بسبب المخاوف بشأن توقعات الطلب في الصين والولايات المتحدة، والإمدادات الوفيرة من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول. لجأت “أوبك+” الأسبوع الماضي إلى تأخير زيادة الإنتاج المخطط لها بدءاً من أكتوبر، لكنها تتمسك بهدف أطول أمداً لتعزيز الإنتاج في العام المقبل.
جاءت توقعات لوكوك المتشائمة لخام برنت في الوقت الذي خفض فيه “مورغان ستانلي” توقعاته للسعر المعياري للمرة الثانية في غضون أسابيع. كانت العقود الآجلة تتداول بالقرب من 72 دولاراً للبرميل يوم الاثنين.
“اليوم، ننتج نفطاً أكثر بكثير مما نستهلكه، ومن المتوقع أن يتدهور هذا التوازن على مدار السنوات القادمة”، حسبما رأى توربيورن تورنكفيست، رئيس مجلس إدارة شركة “غونفور” (Gunvor)، خلال حلقة نقاشية.
مع ذلك، كان جيف كوري، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة “إنيرجي باثوايز” (Energy Pathways) التابعة لـ”كارلايل” (Carlyle) ومحلل السلع المخضرم، أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات خلال نفس الجلسة مع تورنكفيست. واعترف كوري بالمشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين، لكنه أشار إلى تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والتعافي المحتمل في الوضع المالي كدوافع صعودية.
وقال كوري:”لن أتحمس لنمو كبير في الطلب من الصين”. وتابع: “النمو المستقبلي للنفط والطاقة سيأتي من أماكن مثل الهند، وأفريقيا، وأجزاء من أميركا اللاتينية”.
مستقبل الطلب
كانت إحدى شركات التكرير العملاقة في الصين، وهي شركة “رونغشينج بتروكاميكال” (Rongsheng Petrochemical)، أيضاً من بين الأصوات القليلة المتفائلة. وصرح هونغ-بينغ تشن، المدير العام للشركة المدعومة من قبل أرامكو السعودية، بأن الطلب على النفط في آسيا بعيد عن ذروته وسيرتفع بشكل كبير مدفوعاً بالحاجة إلى المنتجات البتروكيماوية.
ومع ذلك، يبدو أن ما يسمى بأرضية سعر النفط تتحول مما يتراوح بين 75 و80 دولاراً للبرميل إلى حوالي 70 دولاراً، وفقًا لدان سترويفن، رئيس الأبحاث في لدى “غولدمان ساكس”. هذا هو سعر التوازن الطويل الأجل المتوقع للنفط الصخري الأميركي.
يستأنف المؤتمر أعماله يوم الثلاثاء وسيستمع إلى مسؤولين تنفيذيين من شركة “بي بي” (BP)، وشركة شيفرون (Chevron)، وشركة ريبسول (Repsol)، وشركة “توتال إنرجيز” (TotalEnergies) حول مجموعة من الموضوعات بما في ذلك تجارة النفط والشحن والتكرير.