تراجع تفاؤل الشركات الأميركية في “تحوّل واضح” منذ انتخاب ترمب

انخفض تفاؤل الشركات الأميركية بشكل حاد وواصل الاتجاه النزولي الذي بدأ في الربع الأول، ما يُمثل انعكاساً لافتاً عن الأجواء الإيجابية التي سادت أوساط المسؤولين التنفيذيين عقب إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً.
أفاد أقل من الثلث، أو تحديداً نحو 27% من المسؤولين التنفيذيين الذين شملهم استطلاع أجرته جمعية المحاسبين المهنيين الدوليين المعتمدين في مايو، بأنهم واثقون من آفاق الاقتصاد خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بانخفاض من 47% في الربع الأول و67% في الاستطلاع الذي أُجري خلال الربع الرابع بعد الانتخابات الأميركية مباشرة.
تحول واضح من التفاؤل إلى الحذر
قال توم هود النائب التنفيذي لرئيس الجمعية: “نشهد الكثير من التعديلات في التوقعات مثل تأجيل التوظيف والاستثمارات وتقليص خطط التوسع وتراجع مؤشرات الأداء الرئيسية”. و”البيانات تُظهر تحولاً واضحاً من التفاؤل إلى الحذر. الشركات تستعد لفترات من التقلب، فيما تزيد حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية من حدة هذا التحول”.
أشارت نتائج الجمعية إلى أن واحداً من كل خمسة مديرين تنفيذيين يعتقد أن الاقتصاد الأميركي دخل بالفعل في حالة ركود، فيما يتوقع 34% حدوث الركود قبل نهاية العام. من بين الذين يتوقعون حدوث ركود اقتصادي خلال هذا العام أو العام المقبل، يتوقع 75% منهم أن يكون الركود بدرجة متوسطة إلى شديدة.
تشير النتائج إلى تدهور ملحوظ في مستويات الثقة خلال بضعة أشهر فقط، وهي فترة أحدث فيها ترمب تغييرات جذرية في العلاقات التجارية العالمية، وضغوطًاً على شركة “أبل” وغيرها من الشركات الأميركية، إلى جانب دفعه الكونغرس لإقرار قانون ضريبي يتضمن بنداً قد يفرض زيادات كبيرة في التكاليف على المستثمرين والشركات الدولية.
تصاعد التوترات التجارية مع الصين
رغم أن دونالد ترمب علّق العديد من رسومه الجمركية الأكثر شدة لمدة 90 يوماً، فإن التوترات مع الصين تصاعدت مجدداً هذا الأسبوع، بعد أن اتهم الرئيس الأميركي بكين يوم الجمعة بانتهاك الاتفاقات المبرمة مع واشنطن.
مع تدهور المعنويات بين التنفيذيين، ارتفعت بشكل كبير الإشارات إلى كلمات مثل “عدم اليقين” خلال محادثات مناقشة نتائج الأعمال (مؤتمرات تعقدها الشركات مع المحللين عبر الهاتف أو الإنترنت) للربع الأول من العام.
العديد من الشركات تراجعت عن توقعاتها المستقبلية أو امتنعت عن تقديم أي تقديرات، في حين تسارعت وتيرة تسريح العمال في بعض القطاعات الاقتصادية.
تباطؤ التوظيف إلى أدنى مستوى منذ عامين
تباطأت وتيرة التوظيف في الشركات الأميركية خلال مايو إلى أدنى مستوى لها في عامين، حيث زادت الوظائف في القطاع الخاص بـ37 ألف وظيفة فقط، وفقًا لبيانات معهد أبحاث “إيه دي بي” (ADP) التي صدرت يوم الأربعاء.
عزّز استطلاع الجمعية الدلائل على تباطؤ الاقتصاد، حيث قال 14% فقط من المشاركين إنهم يخططون للتوظيف الفوري، انخفاضاً من 20% في الربع الأول.
أفادت الجمعية أن توقعات نمو الإيرادات خلال الأشهر الـ12 المقبلة بلغت 1% فقط، وهي أضعف نسبة منذ الربع الثالث من عام 2020، حين واجهت العديد من الشركات عقبات بسبب الجائحة.
يتوقع المشاركون في الاستطلاع الآن تكبد خسارة بنسبة 0.3% خلال العام المقبل، مقارنة بتوقعات تحقيق ربح نسبته 1.7% في استطلاع الربع الأول. تراجعت نسبة المسؤولين التنفيذيين الذين يتوقعون نمو أعمال شركاتهم إلى 43%، انخفاضاً من 57% في الربع الأول.
المخاوف الاقتصادية المحلية تتصدر
جاءت الظروف الاقتصادية المحلية في صدارة المخاوف خلال الربع الثاني، متقدمة على التضخم الذي كان مصدر القلق الرئيسي في الربع الأول. كما شملت قائمة المخاوف الكبيرة تكاليف الإمدادات والمعدات والقيادة السياسية في الداخل والأسواق التي تشهد ركوداً وانخفاضاً، بحسب ما ذكرت الجمعية.
أجرت جمعية المحاسبين المهنيين الدوليين المعتمدين استطلاعها الأخير في الفترة من 5 إلى 27 مايو، وشمل 328 عضواً يعملون في شركات أميركية، من بينهم رؤساء تنفيذيون ومديرون ماليون ومراقبون للحسابات.