تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة
![](https://khaleejcapital.com/wp-content/uploads/2025/02/f7MDdTj33r_1739244184-780x470.jpg)
تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بينما ارتفعت قيمة الدولار والذهب في إشارة إلى تراجع المستثمرين عن المخاطرة بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعريفات بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومنيوم.
انخفضت العقود المستقبلية لمؤشري “إس أند بي 500″، و”ناسداك 100″، بينما ارتفع مؤشر الدولار بعد مكاسبه يوم الإثنين. دفع دعم الأصول الآمنة الذهب إلى الصعود فوق 2921 دولارا للأونصة لأول مرة يوم الثلاثاء. وتقلبت أسواق الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسى في الصين، في حين كانت الأسواق اليابانية مغلقة بسبب عطلة.
تأتي هذه التحركات بعد أن فرض ترمب تعريفات على شحنات الصلب والألومنيوم من جميع الدول، بما في ذلك الموردين الرئيسيين من المكسيك وكندا، اعتباراً من 4 مارس، لكنه قال إنه سيدرس استثناء لأستراليا. وذكر الرئيس في وقت سابق إنه سيعلن عن تعريفات متبادلة هذا الأسبوع على الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأميركية.
اقرأ أيضا: منتجو الحديد السعوديون يتصدون لخطر الإغراق من رسوم ترمب
قال هارتموت إيسيل، رئيس الأسهم والائتمان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى إدارة الثروات في “يو بي إس” في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “التعريفات ليست شيئا يمكن تجاهله تماما”. وأضاف أن المحفظة المختلطة من “الأسهم الأميركية والسندات عالية الجودة والذهب “يجب أن توفر لنا بديلاً ضد جميع هذه المخاطر المتعلقة بالتعريفات”.
بيانات التضخم الأميركية
بعيداً عن صورة التجارة العالمية، سيركز المستثمرون أيضاً على بيانات التضخم الرئيسية لهذا الأسبوع وشهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس. وكانت توقعات معدلات التضخم خلال العام المقبل وثلاث سنوات قادمة دون تغيير في يناير عند 3%، وفقاً لنتائج مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك للاحتياجات الاستهلاكية الذي نُشر يوم الإثنين.
قادت التكنولوجيا مرة أخرى انتعاشاً في وول ستريت، حيث واصلت شركة “إنفيديا” زيادة لمدة خمسة أيام بنسبة 15%، بينما ارتفعت شركة “ميتا بلاتفورمز” للجلسة السادسة عشرة على التوالي. وتبعت شركتا “يونايتد ستاتيس ستيل” (United States Steel Corp)، و”ألكوا” (Alcoa Corp) حركة صعود المعادن. كما ارتفع مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة لليوم الثالث على التوالي.
اقرأ أيضا: ترقب لبيانات التضخم الأميركية بالتزامن مع شهادة رئيس “الفيدرالي” أمام الكونغرس
ظهرت صناديق التحوط كمشترين كبار للأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، حيث تحولت من موقف متشائم سابقاً بعد تقارير أرباح أقوى من المتوقع. وقامت بشراء الأسهم الأميركية بأسرع وتيرة منذ نوفمبر، مما أدى إلى أكبر عملية شراء صافية للأسهم الفردية في أكثر من ثلاث سنوات، وفقا لتقرير الوساطة الرئيسي لشركة “غولدمان ساكس” للأسبوع المنتهي في 7 فبراير. كانت الأنشطة الأكثر كثافة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
مرونة الأسهم
ارتفع مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 0.7% يوم الاثنين، بينما صعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.2%. وظلت عوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات ثابتة تقريبًا عند 4.5%. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.2%. وتجاوز الذهب مستوى 2900 دولار للأونصة. كما ارتفعت أسعار النفط من قرب أدنى مستوياتها لهذا العام مع تراجع إنتاج روسيا مما خفف المخاوف بشأن الفائض.
اقرأ أيضا: “بلومبرغ”: إنتاج النفط الروسي يهبط دون هدف “أوبك+”
يشير استراتيجيون في “دويتشه بنك”، بما في ذلك بينكي تشادا، إلى أن مرونة الأسهم في مواجهة الرسوم الجمركية قد تدفع إلى مزيد من التصعيد التجاري، مما يجعل التراجع في الأسهم أمرا محتملا.
وأشاروا إلى أن هذه التراجعات تتطلب نفس الاستراتيجية المستخدمة في حالات الصدمات الجيوسياسية، التي عادةً ما تشهد عمليات بيع حادة ولكن قصيرة الأجل، حيث تصل الأسهم إلى أدنى مستوياتها حتى مع استمرار الحدث ثم تستعيد الخسائر قبل أي تهدئة.
في مثل هذه السيناريوهات، من المتوقع أن تضعف الأسهم بنسبة 6% إلى 8%، وتستمر في الانخفاض لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن تستعيد قوتها لمدة ثلاثة أسابيع أخرى.
وفقاً لكريستيان فلورو من “برينسيبال أسيت مانجمنت”، فإن “أكبر مخاطر السوق بالنسبة للمستثمرين تكمن في عدم القدرة على التنبؤ بالسياسات”. وأضاف: “نظرا لهذا الوضع، فإن التنويع ضروري لإدارة مخاطر المحافظ والاستفادة من الفرص بينما تقوم الشركات والدول والأسواق بالتكيف”.