اخر الاخبار

تراجع الأسواق الأميركية قد ينعكس إيجاباً على الأسهم السعودية في 2025

تشير توقعات المحللين إلى أن سوق الأسهم السعودية ستشهد أداءً إيجابياً خلال العام الجديد، معتبرين أن التراجع المتوقع للأسواق الأميركية سينعكس إيجاباً على “تاسي”، بدعم عودة تدفق الاستثمارات إلى بورصة المملكة مجدداً.

هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي والمؤسس لتقنيات مكيال المالية، قال في مقابلة مع “الشرق”، خلال تغطية خاصة تسلط الضوء على أبرز الأحداث الاقتصادية في 2024 وتوقعات العام الجديد، إن سوق الأسهم في المملكة مرت بظروف جيدة خلال العام الجاري، إلا أن ذلك لم ينعكس إيجاباً على أسعار الأسهم خاصة القيادية منها، متأملاً أن تشهد السوق في العام الجديد أداءً إيجابياً.

وتقترب البورصة السعودية من إنهاء العام في المنطقة الرمادية على صعيد مؤشر السوق الرئيسية “تاسي”، حيث أغلق المؤشر اليوم الإثنين مرتفعاً 0.28% مقارنة بسعر الفتح في بداية عام 2024 ليصل إلى مستوى 12000 نقطة.

وأضاف أبو جامع  أن واحداً من أسباب انسحاب السيولة من السوق السعودية، هو توجه المستثمرين إلى الأسواق الأميركية التي حققت أداءً قوياً العام الجاري، متوقعاً عودة الأموال مجدداً إلى السوق المحلية، مع عملية التصحيح المرتقبة في “وول ستريت”.

البتروكيماويات المستفيد من محفزات الصين 

تتطلع السعودية في العام المقبل إلى استمرار الزخم الاقتصادي، حيث يبلغ الإنفاق العام في موازنة 2025 حوالي 342 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.5% مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية الضخمة، وفي ظل مؤشرات مريحة للمالية العامة والاقتصاد الوطني، سواء على صعيد معدلات التضخم أو الدين العام أو عجز الميزانية العامة، فجميعها ضمن الحدود الآمنة وأفضل كثيراً من نظرائها في دول مجموعة العشرين. 

واعتبر أبو جامع أن القطاع الأكبر المستفيد من مبادرات التحفيز الصينية، هو قطاع البتروكيماويات السعودي، متوقعاً أن تحقق أسهمه نتائج إيجابية، بالإضافة إلى القطاعات المرتبطة مثل قطاع البنوك.

وشهدت عدة قطاعات قيادية في السوق السعودية ضغوطاً كبيرة خلال عام 2024، فقد عانى قطاع البتروكيماويات من ضعف الطلب وتراجع الأسعار وزيادة التكلفة.

واعتبر أبو جامع أن قطاعي الاتصالات والبنوك، مسعرين بأقل من قيمتهما السوقية، مشيراً إلى أن البنوك حققت أرباحاً قياسية في العام الجاري، ومتوقعاً أن تزيد أرباح البنوك في العام المقبل بنسبة 10% مقارنة بالعام الجاري.

ونوّه في المقابلة مع “الشرق” بأن الأسهم القيادية في “تاسي” متراجعة بحدة، وحتى نصل إلى مكررات ربحية منطقية لها نحتاج إلى ارتفاعات بنسبة تصل إلى 40% خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن سعر سهم “أرامكو” أقل من تقييمه بشكل كبير.

انعكس تراجع أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام على أداء قطاعات الطاقة والمواد الأساسية، والتي سجلت انخفاضاً بنسب 15% و11% على التوالي. بينما كانت قطاعات السلع الرأسمالية، والإعلام والترفيه، والمرافق الأفضل أداءً خلال العام، إذ ارتفعت مؤشراتها القطاعية بنسب تراوحت بين 27% إلى 51%.

مكاسب جيدة للأسهم غير القيادية

فضل المستثمرون أسواق السندات عن أسواق الأسهم خلال العام الجاري، في حين يتوقع المحللون وصول مؤشر “تاسي” إلى 14600 نقطة في العام الجديد مقارنة بنحو 12 ألف نقطة حالياً، بحسب محمد زيدان المحلل المالي في “الشرق”. 

توقع زيدان أن تفوق معدلات زيادة أسعار الأسهم السعودية في عام 2025 التوقعات، بفضل السياسية المالية التحفيزية وتراجع أسعار الفائدة، معتبراً أن قطاع التأمين من القطاعات الواعدة وسيستمر في تحقيق المكاسب، وأفصح أن 60% من المحللين رجحوا الشراء بمستهدفات سعرية تتخطى 20%. 

واصلت السوق السعودية زخم الاكتتابات العامة الأولية، والتي جمعت 15.2 مليار ريال (4.1 مليار دولار) عبر 16 طرحاً خلال العام الجاري، وسط توقعات بمزيد من الاكتتابات في العام المقبل، حيث بلغ عدد الشركات التي قدمت طلبات للإدراج في السوق الرئيسية 14 شركة بنهاية الربع الثالث 2024، وفق بيانات هيئة السوق المالية السعودية. 

وأكدت وكالات التصنيف الائتماني مثل “ستاندرد آند بورز” و”موديز” على التصنيف الائتماني المرتفع للسعودية مع نظرة مستقبلية مستقرة، وإشادة بمرونة الاقتصاد السعودي، ومتانة المالية العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *