ارتفع الدولار وتراجعت الأسهم الآسيوية بعدما أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية إضافية على الصين، وكذلك على المكسيك وكندا، مما زاد من المخاوف بشأن سياساته التي تركز على مبدأ “أميركا أولاً”.
كما انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد تصريحات ترمب على منصته “تروث سوشيال”، حيث قال إنه سيُفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، و25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا. وبرر ترمب هذه الرسوم الجديدة بأنها ضرورية للحد من الهجرة غير القانونية وتدفق المخدرات عبر الحدود.
ارتفع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة 0.7%، بينما تراجع اليوان الصيني في الأسواق الخارجية بنحو 0.4%، كما انخفض كل من البيزو المكسيكي والدولار الكندي بأكثر من 1%.
وشهدت مؤشرات الأسهم في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية انخفاضاً، في حين تراجعت سندات الخزانة الأميركية، مما أدى إلى ارتفاع العائدات.
قال كيران كالدير، رئيس أبحاث الأسهم لمنطقة آسيا في “يونيون بانكير” (Union Bancaire Privée) في سنغافورة: “بدأ الرئيس المنتخب (التحركات) في وقت مبكر، ولكن يمكن أن يكون هذا مفاجئاً فقط لمن نسي الفترة من 2016 إلى 2020. هذه هي طريقة تفاوض الرئيس ترمب: الخطوة الأولى، توجيه ضربة قوية، والخطوة الثانية، دعونا نتفاوض”.
دفعة إضافية للدولار
جاءت تعليقات ترمب بعدما ارتفعت الأسهم الأميركية وسندات الخزانة يوم الاثنين، حيث رحب المتداولون باختيار الرئيس المنتخب سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، متوقعين أن يجلب مدير صندوق التحوط عقلية “وول ستريت” إلى المنصب. وبينما أشار بيسنت في بعض الأحيان إلى أن ترمب يستخدم نهجا أقسى كتكتيك تفاوضي، عبّر عن دعمه القوي للتعريفات الجمركية في مقال رأي بثته شبكة “فوكس نيوز” في 15 نوفمبر.
كما تراجعت العملات المرتبطة بالسلع، حيث انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 1.1%، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي 0.8%.
قالت كارول كونغ، الاستراتيجيّة في “كومنولث بنك أوف أستراليا” في سيدني: “تهديد ترمب بالمزيد من التعريفات سيعطي دفعة إضافية للدولار الأميركي. لكن الدولار الأسترالي والنيوزيلندي سيعانيان بسبب ارتباطهما الوثيق بالاقتصاد الصيني”.
ارتفع الذهب بشكل طفيف بعد تصريحات ترمب. وكان المعدن النفيس قد انخفض بنسبة 3.4% يوم الاثنين نتيجة لتراجع التوترات في الشرق الأوسط، مما قلل الطلب عليه كملاذ آمن.
في المقابل، انخفض النفط متأثراً بارتفاع الدولار عقب تهديدات ترمب بفرض تعريفات على كندا والمكسيك والصين.
أغلق مؤشر “إس أند بي 500” على ارتفاع بنسبة 0.3% يوم الاثنين، بينما أضاف مؤشر “ناسداك 100” مكاسب بنسبة 0.1%.
تفاؤل بصعود الأسهم الأميركية
بعد التقليل من قوة سوق الأسهم على مدى العامين الماضيين، عاد الاستراتيجيون في “وول ستريت” إلى التفاؤل بشأن الاتجاهات الصعودية، مع توقعات مألوفة بشأن اتجاه مؤشر “إس أند بي 500” في عام 2025.
تتراوح الأهداف السنوية التي تتوقعها شركات مثل “غولدمان ساكس”، و”مورغان ستانلي”، و”بي إم أو كابيتال ماركتس” قرب مستوى 6600 نقطة. ويمثل هذا المستوى زيادة بنسبة حوالي 11.7% عن إغلاق الجمعة، وهو ما يتماشى مع متوسط العائد السنوي الكامل للمؤشر منذ عام 1928، مع مراعاة بعض التعديلات.
