تحسّن المعنويات يدفع الأسواق الآسيوية والعقود الأميركية للصعود

ارتفعت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الإثنين، ما يشير إلى أن موجة الصعود التي استمرت سبعة أشهر في الأسواق العالمية قد يكون أمامها مزيد من الزخم، بدعم من أرباح شركات التكنولوجيا القوية وتراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
صعدت عقود مؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” بنسبة 0.2% بعد مكاسب سجّلها المؤشران الأساسيان يوم الجمعة في بورصة نيويورك، إذ تغلب التفاؤل بنتائج الأرباح على المخاوف من تركّز موجة الصعود في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة.
كما ارتفعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.3%، بينما سجّل المؤشر الكوري الجنوبي قمة جديدة، في حين تراجعت المؤشرات الصينية. وظلّت الأسواق اليابانية وسوق السندات الأميركية النقدية مغلقة بسبب عطلة.
تحركات في أسواق السلع وسط تفاؤل واسع
استعاد الذهب بعض خسائره المبكرة بعد أن ألغت الصين إعفاءً ضريبياً طويل الأمد على مبيعاته، بينما ارتفع خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.5% بعد إعلان “أوبك+” تجميد زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل. وارتفعت عقود الخزانة الأميركية الآجلة بشكل طفيف، في حين صعدت عوائد السندات الأسترالية قبيل قرار البنك المركزي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة يوم الثلاثاء.
وواصلت الأسهم العالمية الصعود إلى مستويات قياسية، رغم تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن خفض الفائدة في ديسمبر “ليس أمراً مفروغاً منه”، ورغم التباين في نتائج أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة.
اقرأ أيضاً: باول: خفض أسعار الفائدة في ديسمبر غير مؤكد إطلاقاً
كما ساهم تخفيف التوترات التجارية بين واشنطن وبكين في دعم المعنويات، إذ أعلنت الصين تعليق قيود جديدة على صادرات المعادن النادرة، وإنهاء تحقيقاتها ضد شركات أميركية في سلسلة توريد أشباه الموصلات.
تفاؤل بفضل الهدنة التجارية وازدهار الذكاء الاصطناعي
قال هو مين لي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي لدى “لومبارد أودييه” في سنغافورة، إن “مؤتمر باول الصحفي الأسبوع الماضي أربك الأسواق، لكن سياق الهدنة التجارية لمدة عام بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي، سيُبقيان المستثمرين متفائلين مع بداية نوفمبر”.
وأضاف أن تركيز السوق سينصب أيضاً على بيانات القطاع الخاص الأميركية خلال الأسبوع.
ورغم عوامل القلق المرتبطة بالعوامل الجيوسياسية، والمخاطر التجارية، وإغلاق الحكومة الأميركية، وارتفاع تقييمات الأسهم، فإن ما ساد في أكتوبر هو الثقة في الشركات الأميركية، والرهان على أن خفض الفائدة سيواصل دعم نمو الأرباح.
أسهم التكنولوجيا تقود موجة صعود تاريخية
منذ تراجعه في أبريل، قفز مؤشر “إس آند بي 500” بنحو 40%، مسجلاً أطول سلسلة مكاسب شهرية منذ عام 2021. أما مؤشر “ناسداك 100” فحقق أداءً أكثر لفتاً، إذ واصل صعوده على مدى سبعة أشهر متتالية، وهي أفضل موجة منذ ثماني سنوات، مدفوعاً بميزانيات شركات التكنولوجيا القوية والتفاؤل المستمر حيال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: نتائج عمالقة التكنولوجيا تضع الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي تحت المجهر
وقالت آنا وو، محللة الاستراتيجيات متعددة الأصول لدى “فان إيك”: “لن يتوقف صعود مؤشر إس آند بي 500 إلا إذا طرأ عامل سلبي مفاجئ ومؤثر. ففي الأسبوع الماضي، خيّبت محادثات شي وترمب التوقعات جزئياً، لكن أرباح أبل وأمازون القوية عادت لتقود الزخم. ويبدو أن هذا التفاؤل يمتد إلى هذا الأسبوع، مما يدعم شهية المخاطرة في الأسواق”.
الذهب والنفط تحت المجهر
عاد التركيز أيضاً إلى سوق السلع، إذ أعلنت الصين إلغاء الحافز الضريبي طويل الأمد على الذهب، ما قد يشكّل انتكاسة للمستهلكين في أحد أكبر أسواق المعدن النفيس في العالم.
وكان الذهب قد بلغ مستوى قياسياً في مطلع أكتوبر بدعم من إقبال المستثمرين الأفراد، قبل أن يتراجع بشكل حاد في الأسبوعين الأخيرين من الشهر.
وتراجع المعدن النفيس بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة، وسط مخاوف من تراجع الطلب في الصين.
اقرأ أيضاً: الصين تنهي إعفاء ضريبياً على الذهب وتربك أكبر سوق للسبائك
وقال أدريان آش، مدير الأبحاث في شركة “بوليون فولت” إن “التغييرات الضريبية في أكبر دولة مستهلكة للذهب ستؤثر سلباً على المعنويات العالمية. وقد يرحب المتعاملون والمستثمرون بهذا الخبر باعتباره فرصة لتصحيح أعمق بعد الارتفاع الحاد الشهر الماضي”.
في المقابل، ارتفعت أسعار النفط بعد أن أعلن تحالف “أوبك+” نيته تجميد زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من 2026 عقب رفع محدود الشهر المقبل. وتأتي الخطوة وسط مخاوف من فائض كبير في المعروض أدى إلى تراجع خام “برنت” بنسبة 10% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، رغم أن الأسعار تعافت من أدنى مستوى في خمسة أشهر بعد تشديد العقوبات الأميركية على روسيا.
أسبوع مزدحم لقرارات البنوك المركزية
يراقب المستثمرون أسبوعاً حافلاً بقرارات السياسة النقدية حول العالم. فمن المتوقع أن تُبقي البنوك المركزية في أستراليا والسويد والبرازيل على أسعار الفائدة من دون تغيير، في حين قد يُقدم البنك المركزي المكسيكي على خفض الفائدة. أما بنك إنجلترا فيُتوقع أن يمتنع عن خفضها في اجتماعه يوم الخميس.
وفي الولايات المتحدة، لا يزال الإغلاق الحكومي الفيدرالي يلقي بظلاله على التوقعات، مع تعطيله نشر بعض البيانات الاقتصادية الرئيسية.



