تحذيرات صينية من توتر العلاقات التجارية مع أوروبا

حذرت جماعة ضغط تجارية صينية من أن إجراءات الاتحاد الأوروبي الرامية لتقييد وصول الشركات الصينية المصنعة للأجهزة الطبية إلى العقود الحكومية داخل التكتل قد تضر العلاقات التجارية بين الجانبين.
في بيان صدر يوم الاثنين، أعربت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي عن “خيبة أمل عميقة” تجاه استخدام الاتحاد أداة تجارية تستهدف الحد من مشاركة الشركات الصينية في سوق المشتريات العامة.
وقالت الغرفة، التي تضم بين أعضائها “بنك أوف تشاينا” (Bank of China) و”كوسكو شيبينغ هولدينغز” (Cosco Shipping Holdings) و”بي واي دي” (BYD)، إن “التطبيق المستهدف ضد الشركات الصينية يبعث برسالة مقلقة، إذ لا يضيف فقط مزيداً من التعقيد إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، بل يناقض أيضاً المبادئ المُعلنة للاتحاد بشأن الانفتاح والإنصاف وعدم التمييز في الوصول إلى الأسواق”.
تعقيد الشراكة الصينية الأوروبية
يُهدد هذا الخلاف بزيادة التوتر في العلاقات الثنائية، في وقت تسعى فيه بكين لتوطيد علاقاتها مع التكتل الأوروبي وتعزيز صورتها كشريك موثوق، خصوصاً في ظل التصعيد الحاصل بين الاتحاد والرئيس الأميركي دونالد ترمب حول ملفات تمتد من الرسوم الجمركية إلى قضايا الدفاع.
من المقرر أن يلتقي وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، بمسؤولي التجارة في الاتحاد الأوروبي مطلع هذا الشهر في باريس، حيث قد يتناول خلال الاجتماع شكاوى التكتل بشأن التجارة، بما في ذلك عدم تمتع الشركات الأوروبية بفرص متكافئة للمشاركة في المناقصات والمشتريات الحكومية داخل السوق الصينية. كما سيتوجه قادة أوروبيون إلى بكين الشهر المقبل للمشاركة في قمة مع نظرائهم الصينيين.
أوروبا تصعد بأداة قانونية
شكلت خطوة الاتحاد الأوروبي أول استخدام لما يُعرف بأداة المشتريات الدولية، وهو قانون أُقر في عام 2022 ويهدف إلى ترسيخ مبدأ المعاملة بالمثل في الوصول إلى أسواق المشتريات العامة. ويمنح هذا القانون الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي صلاحية فرض قيود متنوعة على الشركات الساعية للمشاركة في مناقصات الشراء، بدءاً من تعديل تقييم العروض المقدمة وحتى الحظر الكامل من التعاقدات.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق تحقيقاً في أبريل الماضي بشأن مشتريات الصين من الأجهزة الطبية، وانتهى في يناير إلى أن بكين تنتهج سياسات تمييزية ضد الشركات الأجنبية. ولم تُسفر المشاورات عن إيجاد حلول بديلة، وفقاً لما أفادت به “بلومبرغ” سابقاً.
من جانبها، زعمت غرفة التجارة الصينية أن مبدأ المعاملة بالمثل في الأسواق يجب أن يستند إلى “فهم دقيق للوقائع التاريخية والعملية”.
وذكرت الغرفة في بيانها: “لسنوات عديدة، حظيت شركات الأجهزة الطبية الأوروبية بنفاذ كبير إلى السوق الصينية، ولعبت دوراً أساسياً في دعم تحديث نظام الرعاية الصحية في الصين، وتحقيق نمواً كبيراً. لكن قرار الاتحاد الأوروبي الحالي يتجاهل هذا الواقع، ويقوض أسس التعاون المتوازن والمنفعة المتبادلة”.