تبون يفوز بولاية رئاسية ثانية في الجزائر ويعد بزيادة الدعم
أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، اليوم الأحد، فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية رئاسية ثانية بنسبة بـ94.65%، وسط تحديات ووعود بزيادة الدعم وتنفيذ مزيد من الإصلاحات الاقتصادية.
وحل المرشح حساني شريف عبد العالي، عن حزب “حركة مجتمع السلم” في المركز الثاني بنسبة 3.17%، فيما حل المرشح يوسف أوشيش، عن “جبهة القوى الاشتراكية” في المركز الثالث بنسبة 2.16%.
ووعد تبون بزيادة إعانات البطالة ومعاشات التقاعد وبرامج الإسكان الاجتماعي، وذلك بعد أن رفع جميع هذه المزايا بالفعل خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، كما وعد برفع الأجور بنسبة 53%، مع تقليص التضخم إلى حدود 4% على أقصى تقدير، والذي يتراوح حالياً ما بين 7 و8%.
وانتُخب تبون لأول مرة خلال احتجاجات (الحراك)، التي أجبرت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على ترك السلطة بعد 20 عاماً.
تبون تعهد خلال حملته الانتخابية بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية، من خلال تحفيز وحماية الاستثمار وخلق فرص عمل، وتعزيز الإنتاج المحلي كبديل للاستيراد، مع رفع الناتج المحلي إلى نحو 400 مليار دولار مقارنة بـ260 مليار دولار نهاية العام الماضي. كما يرغب في رفع الصادرات غير النفطية لتصل قيمتها إلى 15 مليار دولار بحلول 2026، من نحو 7 مليارات في العام الماضي.
منافسة نزيهة وشفافة
قال رئيس السلطة الوطنية للانتخابات محمد شرفي، إن السلطة “حرصت على أن تكون المنافسة نزيهة من خلال توفير كل الشروط الضرورية لذلك”، معتبراً أن نتائج هذه الانتخابات “نزيهة وشفافة”. كما أشار أيضاً إلى ما وصفها بـ”المشاركة الكبيرة” في هذه الانتخابات الرئاسية.
شهدت مداخيل الجزائر من صادرات النفط والغاز انتعاشاً، فقد كانت من أكبر المستفيدين من آثار الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق الطاقة العالمية، وبلغت صادرات البلاد من المحروقات 50 مليار دولار سنة 2023 مقارنة بنحو 33 مليار دولار سنة 2019، وفق بيانات وزارة الطاقة الجزائرية.
وكان شرفي قد أعلن في وقت سابق، أن النسبة النهائية للمشاركة في هذه الانتخابات بلغت 48%، علماً أن حملة حساني شريف عبرت عن انتقادها لما وصفته بـ”ممارسات إدارية غير مقبولة”.
وشهد اقتصاد الجزائر العام الفائت ارتفاعاً قوياً هو الأعلى منذ عام 2015 في نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ حيث قفز مقارنة بالعام 2022 بواقع 0.5 نقطة مئوية إلى 4.1%، بحسب بيانات بنك الجزائر. جاء ذلك بفضل قطاع المحروقات، رغم التحديات المتمثلة في انخفاض أسعار النفط العالمية.
تحديات اقتصادية
في عام 2024، من المتوقع أن تواجه الجزائر تحديات اقتصادية منها انخفاض صادرات المحروقات، ما سيؤدي إلى ضغوط إضافية على القطاع العام والحساب الجاري. وبالتالي، تشير التوقعات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي إلى 2.9% العام الجاري، ليرتفع في العام المقبل إلى 3.7% مع تعافي النفط والإنتاج الزراعي.
وقالت حملة حساني شريف إنها سجلت “ممارسات إدارية غير مقبولة من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات”، ومن بينها “الضغط على بعض مؤطري (مسؤولي) مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، وعدم تسليم محاضر الفرز لممثلي المترشحين، وأيضاً التصويت الجماعي بالوكالات”.
ولم تذكر الحملة ما إذا كانت تعتقد أن هذه المخالفات أثرت على نتيجة الانتخابات.وقبل الإعلان رسمياً عن النتائج، سارعت “حركة البناء”، أحد أبرز الأحزاب الداعمة للرئيس الجزائري، إلى تهنئة تبون على فوزه بولاية رئاسية ثانية، وقال إن هذه النتيجة “تعكس أنه رجل المرحلة الذي اقتنع الشعب بإنجازاته في إرساء القواعد والركائز الكبرى للجزائر الجديدة”.