تباين أداء الأسهم الأسيوية تزامناً مع ضعف جديد في الين
ارتفعت الأسهم اليابانية بسبب ضعف الين، بعد يوم تداول هزيل في وول ستريت شهد تحركات محدودة في الأسهم والسندات الحكومية.
صعدت الأسهم في طوكيو بعد أن هبط الين إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر عند 158 ينا مقابل الدولار في الجلسة السابقة، بعد تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا يوم الأربعاء التي لم تقدم إشارات واضحة بشأن أسعار الفائدة في الشهر المقبل. عادة ما يساعد الين الأرخص في دعم الاقتصاد الياباني الموجه نحو الصادرات.
كان الين أقوى قليلاً يوم الجمعة، بعد أن أظهرت البيانات تسارع التضخم في طوكيو للشهر الثاني خلال ديسمبر. في الوقت نفسه، تراجع الإنتاج الصناعي بشكل أقل من المتوقع، بينما جاءت مبيعات التجزئة أعلى من التقديرات.
تشير آخر نتائج الأداء الاقتصادي إلى ضرورة مواصلة بنك اليابان النظر في تشديد السياسة خلال الأشهر المقبلة. وأظهر ملخص للآراء من اجتماع البنك المركزي في ديسمبر وجود آراء مختلطة بين أعضاء مجلسه بشأن توقيت رفع آخر لأسعار الفائدة، ويعود ذلك جزئياًإلى عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي.
في أماكن أخرى في آسيا، تقلبت الأسهم في هونغ كونغ بعد عطلة استمرت يومين، بينما تراجعت الأسهم في البر الرئيسي للصين. كما ارتفعت الأسهم في أستراليا، في حين تراجعت نظيرتها في كوريا الجنوبية بسبب استمرار الاضطرابات السياسية في البلاد.
تداولات متحفظة
قال شين ياو نغ، مدير الاستثمار في شركة “أبردن” (abrdn): “أعتقد أن المستثمرين سيواصلون التحرك بحذر في الأسهم الآسيوية مع دخولنا عام 2025. أتمنى أن يعلن ترمب عن تعريفاته الجمركية في أقرب وقت، لأن التأثيرات غير المباشرة مثل التضخم ستكون كبيرة بجانب التأثير المباشر على التجارة”.
أنهى مؤشر “إس أند بي 500” يوم الخميس دون تغيير، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100″، الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 0.1% في جلسة هادئة بعد العطلات، حيث لم تُغير بيانات طلبات إعانة البطالة المختلطة التوقعات حول السياسة المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي. وكانت الأسواق الأوروبية الكبرى مغلقة يوم الخميس. كما ظل مؤشر الدولار ثابتاً، فيما يتجه نحو أفضل عام له منذ عام 2015.
طلبات الإعانة الأميركية
واجهت الشركات الأميركية الكبرى صعوبات خلال الجلسة، رغم أن شركة “أبل” سجلت أداءً جيدًا بعد تقرير متفائل من بنك الاستثمار “ويدبوش” (Wedbush)، كما ارتفعت أسهم “غيم ستوب” بعد منشور كتبه على الانترنت المستثمر “كيث جيل” الشهير بـ”رورينغ كيتي”.
ارتفعت طلبات الإعانة المتكررة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما أضاف إلى الدلائل على أن الأشخاص العاطلين عن العمل يجدون صعوبة أكبر في الحصول على وظائف. أما الطلبات الأولية، فقد انخفضت إلى 219,000 في الأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر.
ظلّت سندات الخزانة مستقرة بعد أن انخفض عائد السندات الأميركية لمدة 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.58% يوم الخميس. كما تراجع ارتفاع بتكوين مع تقييم المستثمرين للدوافع المتبقية من تبني الرئيس المنتخب دونالد ترمب لقطاع العملات المشفرة.
وفقا لجوناثان كرينسكي من “بي تي آي جي” (BTIG)، يمكن للسوق الاستمرار في تحقيق تقدم صعودي حتى نهاية العام، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 6100 نقطة بالنسبة لمؤشر “إس أند بي 500”. ومع ذلك فإنه يتوقع أن يظهر التقلب مجدداً في يناير. وقال: “إذا حقق مؤشر (إس أند بي 500) مستويات جديدة، فستظهر انحرافات كبيرة في العرض والزخم، وهو ما يعد إشارة تحذير أخرى مع دخولنا في يناير”.
في آسيا، تدهورت ثقة الأعمال في كوريا الجنوبية بأكبر وتيرة منذ تفشي جائحة كوفيد-19، مما يعكس تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد الذي يعاني من الاضطرابات السياسية ويواجه تهديدات التعريفات الجمركية من قبل دونالد ترمب.
في الوقت نفسه، وافقت مجموعة “علي بابا” على دمج عملياتها في كوريا الجنوبية مع منصة التجارة الإلكترونية لشركة “إي مارت” (E-Mart Inc) لتتمكن من المنافسة بشكل أفضل في قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت السريع في البلاد.
من جانبها، قالت شركة الخطوط الجوية اليابانية إنها استأنفت بيع التذاكر بعد الهجوم السيبراني الذي وقع صباح الخميس. وتشمل البيانات المقرر إصدارها في آسيا أرقام التجارة لتايلاند. وفي كوريا الجنوبية أيضاً، سيجري عقد جلسة محكمة أولية حول عزل الرئيس يون.
وفيما يتعلق بالسلع، استقر سعر الذهب بعد ارتفاعه يوم الخميس إلى أعلى مستوى في أسبوع، بينما انخفض سعر النفط بشكل طفيف.