بوتين يؤكد التزام روسيا بدعم إعادة إعمار سوريا

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده بدعم إعادة إعمار سوريا، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو يوم الخميس، في وقت يسعى فيه الجانبان إلى رسم مسار جديد للعلاقات بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، الحليف الأساسي لبوتين.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن اللقاء بين بوتين والشيباني شكّل “بداية لمرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين دمشق وموسكو”.
كانت روسيا قد تدخلت عسكرياً خلال الحرب السورية التي استمرت 15 عاماً لدعم الأسد، ونفّذت ضربات جوية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وصفتها لجنة تابعة للأمم المتحدة لاحقاً بأنها “جرائم حرب”.
لكن الجيش الروسي لم يتدخل عندما أطاحت الانتفاضة سريعاً بالنظام في أواخر العام الماضي. وقد فرّ الأسد إلى روسيا مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق، منهياً بذلك حكم عنيف امتد منذ سبعينيات القرن الماضي. ومثّل سقوطه خسارة محتملة لنفوذ بوتين في الشرق الأوسط.
وخلال اللقاء، شدد بوتين على أن بلاده ستساعد سوريا، التي مزقتها الحرب، على استعادة الاستقرار، مؤكداً “الرفض القاطع” لأي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري، بحسب ما نقلت وكالة “سانا”. ولم يصدر تعليق فوري من المتحدث باسم الكرملين بشأن الاجتماع.
وتسعى موسكو للاحتفاظ بسيطرتها على قاعدتين عسكريتين حيويتين في سوريا: الميناء البحري في طرطوس والمطار في حميميم.
لافروف يشيد بالحكومة الجديدة
كان بوتين قد أجرى قبل أيام اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد خلاله أهمية دعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وذلك عقب غارات إسرائيلية استهدفت الأراضي السورية في وقت سابق من الشهر الجاري.
وعقد الشيباني مؤتمراً صحفياً في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي أثنى على خطوات الحكومة السورية الجديدة في إعادة بناء مؤسسات الدولة والاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية، من المتوقع أن تُجرى في سبتمبر المقبل.
وقال الوزير السوري خلال المؤتمر: “نحن لا نغض الطرف عن حقيقة أن جزءاً كبيراً من الشعب السوري ما يزال يحمل جراحاً عميقة مرتبطة بالمرحلة السابقة، ويجب الاعتراف بهذه الجراح بمسؤولية وشفافية”.
سوريا تطالب بتعويضات
كانت الحكومة السورية الجديدة قد أعلنت في يناير أنها طالبت وفداً من الكرملين بتعويضات. وفي اتصال هاتفي جرى الشهر التالي، تحدث بوتين مع أحمد الشرع الذي كان رئيساً مؤقتاً آنذاك، ولعبت جماعته “هيئة تحرير الشام” دوراً رئيسياً في الانتفاضة ضد الأسد، متعهداً بتقديم مساعدات إنسانية.
ولا تزال سوريا، التي دمرتها الحرب الأهلية التي بدأت باحتجاجات مطالبة بالديمقراطية في عام 2011، تسعى للحصول على دعم من المجتمع الدولي لإعادة بناء اقتصادها.