“بنك أوف أميركا” يتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين العام الجاري

يتوقع محللو “بنك أوف أميركا” أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة مرتين خلال العام الحالي، في سبتمبر وديسمبر، استناداً إلى بيانات ضعيفة عن سوق العمل في أغسطس، متراجعين بذلك عن توقعهم السابق بعدم إجراء أي خفض للفائدة حتى العام المقبل، والذي كان يعد استثناء بين البنوك الكبرى.
قال أديتيا بهافي في تقرير إن هناك الآن “أدلة أوضح على تراجع الطلب على العمالة، وليس المعروض فقط”. تشمل التوقعات الجديدة أيضاً 3 تخفيضات لأسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية خلال 2026 تبدأ في يونيو المقبل، ما سيؤدي إلى تراجع النطاق المستهدف لسعر الفائدة إلى ما بين 3% و3.25% مقارنة بـ 4.25% و4.5% حالياً.
التضخم في الولايات المتحدة
ومن المرجح أن يصل معدل التضخم في الولايات المتحدة، وفق مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، إلى 3% في أغسطس الماضي، ثم يرتفع أكثر حتى نهاية العام، وهو ما سيحول دون رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في أكتوبر المقبل، بحسب ما كتب بهافي.
رهانات خفض الفائدة تزداد مع توقع استمرار ضعف الوظائف الأميركية
تتماشى توقعات “بنك أوف أميركا” الجديدة للعام 2025 مع تقديرات الأسواق ومعظم التوقعات الأخرى في “وول ستريت”. عادت عقود المقايضة، التي تُستخدم للتنبؤ بقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتعكس اليوم بقوة توقعات لاحتمال خفض أسعار الفائدة في سبتمبر الجاري بعد أن جاءت بيانات التوظيف لشهر أغسطس الماضي أضعف من تقديرات المحللين، كما عكست احتمالاً أكبر لإجراء خفض بواقع ربع نقطة مئوية في كل اجتماع من الاجتماعات الثلاثة المتبقية للفيدرالي العام الحالي.
كان “بنك أوف أميركا” البنك الوحيد بين كبرى مؤسسات “وول ستريت” الذي لم يتوقع خفضاً في سبتمبر الجاري. منذ أبريل، كانت توقعاته الرسمية تشير إلى عدم تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى النصف الثاني من العام المقبل، حين توقع خفضاً بمقدار 100 نقطة أساس. لكن خبراء البنك أقروا الشهر الماضي -استناداً إلى تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في 22 أغسطس خلال ندوة جاكسون هول السنوية للبنك المركزي- بأن “المخاطر تحولت بشكل واضح نحو خفض في سبتمبر”.
قالوا قبل يومين إن “التسرع في خفض الفائدة قد يشكل خطأ في السياسة النقدية”، وذلك في سياق “تراجع في سوق العمل يقوده جانب العرض، مع تضخم أساسي حول 3%، واقتصاد يظهر بوادر تسارع من جديد”.
ضغوط دونالد ترمب
على مدى أشهر، ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صانعي السياسة النقدية في الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، ويبدو أن عدداً منهم يميل إلى ذلك. فقد عارض اثنان من محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي المعينين من قبل ترمب -كريستوفر والر وميشيل بومان- قرار يوليو الماضي القاضي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، مفضلين خفضها. منذ ذلك الحين، عبر عدد من رؤساء فروع بنك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية، من بينهم رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافاييل بوستيك، عن دعمهم ولو بشكل محدود لخفض محتمل في سبتمبر الحالي.
اجتماع “جاكسون هول” يكشف صعوبة الطريق أمام “الفيدرالي”
لكن ليس كل صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي يؤيدون خفض الفائدة الشهر الجاري. صرحت رئيسة ببنك الاحتياطي الفيدرالي بيث هاماك بأن التضخم في الولايات المتحدة ما زال مرتفعاً للغاية بما لا يسمح بخفض أسعار الفائدة حالياً. رغم ذلك، فإن هاماك ليست عضواً له حق التصويت في لجنة تحديد الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى العام المقبل.